كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً أَبطأَت وهو معنى قول الأَعشى جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يقال ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات قال ابن بري قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال قال وحقها أَن تكون مشدّدة قال ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت قال والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ
( أثن ) الأُثْنةُ منبِتُ الطَّلْحِ وقيل هي القِطْعةُ من الطَّلْح والأَثْلِ يقال هبَطْنا أُثْنةً من طلحٍ ومن أَثْلٍ ابن الأَعرابي عِيصٌ من سِدْرٍ وأُثْنةٌ من طلحٍ وسلِيلٌ من سَمُر ويقال للشيء الأَصِيل أَثِينٌ
( أثا ) أَثَوْتُ الرجلَ وأَثَيْتُه وأَثَوْتُ به وأَثَيْتُ به وعليه أَثْواً وأَثْياً وإِثاوةً وشَيْتُ به وسَعَيْتُ عند السلطان وقيل وَشَيْتُ به عند من كان من غير أَن يُخَصَّ به السلطانُ والمصدر الأَثْوُ والأَثْيُ والإِثاوةُ والإثايَة ومنه سميت الأُثايةُ
( * قوله « ومنه سميت الإثاية » عبارة القاموس وإثاية بالضم ويثلث موضع بين الحرمين فيه مسجد نبوي أو بئر دون العرج عليها مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم ) الموضع المعروف بطريق الجُحْفةِ إِلى مكة وهي فُعالةٌ منه وبعضهم يكسر همزتها أَبو زيد أَثَيْتُ به آثي إِثاوةً إِذا أَخبرْتَ بعُيُوبه الناسَ وفي حديث أَبي الحرث الأَزْديّ وغريمه لآتِيَنَّ عَلِيّاً فلآثِيَنَّ بك أَي لأَشِيَنَّ بك وفي الحديث انطلقت إِلى عمر آثي على أَبي موسى الأَشعري الجوهري أَثا بِه يأْثو ويأْثي أَيضاً أَي وَشى به ومنه قول الشاعر ذو نَيْرَبٍ آثِ هكذا أَورده الجوهري قال ابن بري صوابه ولا أَكون لكم ذا نَيْرَبٍ آث قال ومثله قول الآخر وإِنّ امْرَأً يأْثُو بِسادة قَوْمهِ حَريٌّ لعَمْري أَن يُذَمَّ ويُشْتَما قال وقال آخر ولَسْتُ إِذا وَلَّى الصَّديقُ بِوُدِّهِ بمُنْطَلِق آثُو عليه وأَكْذِبُ قال ابن بري والمُؤْتَثي الذي يُكْثِر الأَكلَ فيعطَش ولا يَرْوى
( أجأ ) أَجَأ على فَعَلٍ بالتحريك جبلٌ لطيِّىءٍ يذكَّر ويؤَنَّث وهنالك ثلاثةُ أَجبُل أَجَأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ
وذلك أن أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ فهرب أَجأ بسَلمى وذهبَت معهما العوجاءُ فتبِعهم بعلُ سلمى فأَدركهم وقتلهم وصلبَ أَجأً على أَحدِ الأَجْبُلِ فسمِّيَ أَجأً وصلب سلمى على الجبل الآخرِ فسمِّيَ بها وصلب العوجاءَ على الثالث فسمِّيَ باسمها قال
إِذا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِعافِها ... عليَّ وأَمْستْ بالعماءِ مُكلَّله
وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها ... كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه
[ ص 24 ] وقول أَبي النَّجم قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجا أَراد وأَجأ فخفَّف تخفيفاً قياسيّاً وعامَلَ اللفظ كما أَجاز الخليل رأْساً مع ناس على غير التخفيف البدَلي ولكن على معاملة اللفظ واللفظُ كثيراً ما يراعَى في صناعة العربية أَلا تَرى أَن موضوعَ ما لا ينصرف على ذلك وهو عند الأَخفَش على البدل فأَما قوله مِثْل خَناذِيذِ أَجا وصخْرِه فإِنه أَبدل الهمزةَ فقلبها حرف علَّة للضرورة والخَناذِيذُ رؤُوس الجبال أَي إِبل مثل قِطع هذا الجبل الجوهري أَجأ وسلمى جبلان لطيىءٍ يُنْسب إليهما الأَجئِيّون مثل الأَجعِيُّون ابن الأَعرابي أَجَأَ إِذا فَرَّ
( أجج ) الأَجِيجُ تَلَهُّبُ النار ابن سيده الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار قال الشاعر أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها قال كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِيجُ ضِرامٍ زفَتْهُ الشَّمَالْ وكذلك ائْتَجَّتْ على افْتَعَلَتْ وتَأَجَّجَتْ وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً وأَجِيجُ الكِيرِ حفيفُ النار والفعل كالفعل والأَجُوجُ المضيءُ عن أَبي عمرو وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً أَغَرَّ كمصباح اليَهُودِ أَجُوج قال ابن بري يصف سحاباً متتابعاً والهاء في سناه تعود على السحاب وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب وراتقاً حال من الهاء في سناه ورواه الأَصمعي راتق متكشف بالرفع فجعل الراتق البرق وفي حديث الطُّفَيْلِ طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء من أَجِيج النار تَوَقُّدِها وأَجَّجَ بينهم شَرًّا أَوقده وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم وقولهم القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط وقوله تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ فاضطر ففك الإِدغام أَبو عمرو أَجَّج إِذا حمل على العدوّ وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً سُمع حَفيفُه في عَدْوِه قال يصف ناقة فرَاحَتْ وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً صَوَّتَ حكاه أَبو زيد وأَنشد لجميل تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها وابْتُزَّ عنها شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً أَسرع قال سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب التهذيب أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول وأَنشد يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ قال ابن بري صوابه تؤُج بالتاء لأَنه يصف ناقته ورواه ابن دريد الظليم المُفَزَّعُ وفي حديث خيبر فلما أَصبح دعا عليّاً فأَعطاه

الصفحة 30