فالرُّسْغ عند الحافر مَعْقِمٌ والرُّكْبة مَعْقِم والعُرْقوب مَعْقِم وسُمِّيت المفاصل مَعاقِمَ لأن بعضها مُنْطبقٌ على بعض والاعتِقام أن يَحْفِروا البئر حتى إذا دَنَوْا من الماء حَفَروا بئراً صغيرة في وَسَطها حتي يَصِلوا إلى الماء فيَذُوقوه فإن كان عَذْباً وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها وإن لم يكن عَذْباً تركوها قال العجاج يصف ثوراً بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا إذا انتَحى مُعْتَقِماً أو لجَّفا أي بقَرْنَين طويلين أي عَوَّجَ جِرابَ البئر يَمْنةً ويَسْرة والاعتِقامُ المُضِيُّ في الحفر سُفْلاً قال ابن بري ويأْتي يَعْتَقِمُ بمعنى يَقهَر قال رؤبة بن العجاج يَعْتَقِمُ الأجدالَ والخُصوما وقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضَّبِّيِّ وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ تَعَقَّمُ في جَوانِبه السِّباعُ أي تحْتَفِر ويقال ترَدَّدُ وعاقَمْت فلاناً إذا خاصمْته والعَقْمُ المِرْطُ الأحمر وقيل هو كلُّ ثوب أحمر والعَقْمُ ضرْب من الوَشْي الواحدة عَقْمةٌ ويقال عِقْمة وأنشد ابن بري لعلقمة بن عبَدة عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه كأَنه من دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ وقال اللحياني العقْمةُ ضرْبٌ من ثياب الهوادج مُوَشّىً قال وبعضهم يقول هي ضُروب من اللبن بيضٌ وحُمْر وقيل العِقْمة جمع عَقْمٍ كشَيخٍ وشِيخةٍ وإنما قيل للوَشْي عِقْمة لأن الصانع كان يعمَلُ فإذا أَراد أن يَشِيَ بغير ذلك اللون لَواه فأَغمَضه وأَظهر ما يُريد عمله وكلام عُقْمِيٌّ قديمٌ قد دَرَسَ عن ثعلب والعُقِمِيُّ من الكلام غريبُ الغريب والعُقْمِيُّ كلام عَقيم لا يُشتقُّ منه فِعْل ويقال إنه لَعالِمٌ بعُقْمِيِّ الكلام وعُقْبيّ الكلام وهو غامض الكلام الذي لا يعرفه الناس وهو مثل النوادر وقال أَبو عمرو سأَلت رجلاً من هُذَيل عن حرف غريب فقال هذا كلام عُقْمِيٌّ يعني أنه من كلام الجاهليّة لا يُعرَفُ اليومَ وقيل عُقْمِيُّ الكلام أي قديمُ الكلام وكلامٌ عُقْمِيٌّ وعِقْمِيٌّ أَي غامضٌ والعُقْميُّ الرجلُ القديمُ
( * قوله « والعقميّ الرجل القديم إلخ » ضبط في الأصل بالضم وبه صرح في القاموس وضبط في التهذيب والتكملة بالفتح ) الكرمِ والشرفِ والتَّعاقُمُ الوِرْدُ مرةً بعدَ مرةٍ وقيل الميم فيه بدل من باء التعاقُبِ والمَعْقِمُ أَيضاً عُقْدَةٌ في التِّبْن ( عقن ) قال الأَزهري أَما عَقَنَ فإِني لم أَسمع من مُشْتقاته شيئاً مستعملاً إلا أَن يكون العِقْيَانُ فِعْيالاً منه وهو الذَّهَبُ ويجوز أَن يكون فِعَْلاناً من عَقَى يَعْقِي وهو مذكور في بابه ( عقنب ) عُقابٌ عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاة وقَعَنْباة وبَعَنْقاة على القَلْبِ حديدةُ المَخالِبِ وفي التهذيب هي ذاتُ المَخالِبِ المُنْكَرةِ الخَبيثة قال الطِّرِمَّاحُ وقيل هو لجِرانِ العَوْدِ
عُقابٌ عَقَنْباةٌ كأَنَّ وَظِيفَها ... وخُرْطُومَها الأَعْلى بِنارٍ مُلَوَّحُ
وقيل هي السريعة الخَطْفِ المُنْكَرةُ وقال ابن الأَعرابي كلُّ ذلك على المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلْبٌ كَلِبٌ وقال الليث العَقَنْباةُ الداهِيةُ من العِقْبان وجَمْعُه عَقَنْبَيات ( عقا ) العَقْوةُ والعَقَاةُ الساحة وما حوْلَ الدارِ والمَحَلَّة وجمعُهما عِقاءٌ وعَقْوَةُ الدار ساحَتُها يقال نَزَل بعَقْوَته ويقال ما بِعَقْوةِ هذه الدَّار مثل فلانٍ وتقول ما يَطُورُ أَحد بعقوَة هذا الأسدِ ونَزَلَت الخيلُ بعَقْوة العَدُؤِّ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما المؤمنُ الذي يأْمَنُ مَن أَمْسى بعَقْوتِه عَقْوةُ الدارِ حَوْلَها وقريباً منها وعَقَا يَعْقُو واعْتَقَى احْتَقفَرَ البئر فأَنْبَطَ من جانبها والاعتقاء أَن يأْخذَ الحافِرُ في البئر يمنَةً ويَسْرَةً إذا لم يُمكِنُه أَن يُنْبِطَ الماءَ من قَعْرِها والرجلُ يحفرُ البئرَ فإذا لم يُنْبِطِ الماءَ من قَعْرها اعْتَقَى يَمْنَةً ويَسْرَةً واعْتَقَى في كلامه استَوْفاه ولم يَقْصِدْ وكذلك الأَخذ في شُعَبِ الكلامِ ويَشْتَقُّ الإنسانُ الكلامَ فيَعْتَقي فيه والعاقي كذلك قال وقَلَّما يقولون عَقَا يَعْقُو وأَنشد لبعضهم ولقد دَرِبْتُ بالاعتِقا ءِ والاعْتقامِ فنِلْت نُجْحَا وقال رؤبة بشَيْظَمِيٍّ يفهمُ التَّفهيما ويَعْتَقي بالعُقَمِ التَّعْقيما وقال غيره معنى قوله ويَعْتَقي بالعُقَمِ التَّعْقيما معنى يعْتَقي أي يحبِسُ ويمنَع بالعُقم التَّعْقيمَ أَي بالشرِّ الشرَّ قال الأزهري أَما الاعْتقام في الحَفْر فقد فسرناه في موضعه من عَقَم وأَما الاعتقاء في الحفر بمعنى الاعتقامِ فما سمعتُه لغير الليث قال ابن بري البيت بشُطَسِيٍّ يفهم التَّفْهيما قال ويَعْتَقِي يَرُدُّ أَي يردُّ أَمر من عَلا عليه قال وقيل التعقيمُ هنا القَهْرُ ويقال عَقَّ الرجلُ بسَهْمِه إذا رَمى به في السماء فارتَفع ويُسَمَّى ذلك السهمُ العَقيقة وقال أَبو عبيدة عَقَّى الرامي بسهمِه فجعله من عَقَّق وعَقَّى بالسهم رَمى به في الهواء فارتفع لغة في عَقَّه قال المُتَنَخَّل الهذ عَقَّوا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ ثم اسْتَفاؤُوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ