كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

كِبَراً قال
إِذا المَرْءُ عَلْبَى ثم أَصبَح جِلْدُه ... كرَحْضِ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
التَّيَمُّنُ أَن يُوضَع على يمينه في القبر وعِلْباء اسم رجل سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق قال إِنّي لِمَنْ أَنْكرنِي ابنُ اليَثْرِبِ قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ علِي أَراد ابنَ اليَثْرِبِيِّ والجَمَلِيِّ وعلِيّ فخفف بحذف الياءِ الأَخيرة والعُلْبةُ قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل وقيل العُلْبة من خشب كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها وقيل إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد ولها طَوْق من خشب وقيل مِحْلَبٌ من جلد وفي حديث وفاة النبي صلى اللّه عليه وسلم وبين يديه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فيها ماءٌ العُلْبة قدحٌ من خشب وقيل من جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فيه ومنه حديث خالد أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الذي يُحْلَبُ فيه والجمعُ عُلَبٌ وعِلابٌ وقيل العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فيها الناقةُ قال
صاحِ يا صاحِ هل سمعْتَ بِراعٍ ... ردَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلابِ ؟
ويُرْوى في الحِلاب والمُعَلِّب الذي يَتَّخِذُ العُلْبة قال الكُمَيْتُ يصف خيلاً
سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً وتارةً ... صَبُوحاً له أَقتارُ الجلُودِ المُعَلَّبِ ( 1 )
( 1 قوله « له أقتار الجلود المعلب » كذا أنشده في المحكم وضبط لام المعلب بالفتح والكسر )
قال الأَزهري العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعير إِذا
سُلِخَ وهو فَطِيرٌ فتُسَوَّى مستديرةً ثم تُمْلأُ رَمْلاً سهلاً ثم تُضَمُّ أَطرافُها وتُخَلّ بخلالٍ ويُوكَى عليها مقبوضةً بحَبْل وتُتْرَكُ حتى تَجِفَّ وتَيْبَسَ ثم يُقْطَعُ رأْسُها وقد قامت قائمةً لجَفافِها تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً أَو خُرِطَتْ خَرْطاً ويُعَلِّقُها الراعي والراكبُ فَيَحْلُب فيها ويَشْرَبُ بها وللبَدَوِيِّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها وأَنها لا تنكسر إِذا حَرَّكها البعيرُ أَو طاحت إِلى الأَرض وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه بالضم عَلْباً وعُلُوباً أَثَّرَ فيه ووسَمَه أَو خَدَشَه والعَلْبُ أَثَرُ الضَّرْبِ وغيره والجمع عُلُوبٌ يقال ذلك في أَثر المِيسَمِ وغيره قال ابن الرِّقاعِ يصف الرِّكاب
يَتْبَعْنَ ناجِيةً كأَنَّ بدَفِّها ... من غَرْضِ نَسْعَتِها عُلُوبَ مَواسِمِ
وقال طَرَفة
كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها ... مَوارِدُ من خَلْقاءَ في ظَهر قَرْدَدِ
وكذلك التَّعْلِيبُ قال الأَزهَري العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ قال وقال شمر أَقْرَأَني ابن الأَعرابي لطُفَيْلٍ [ ص 629 ] الغَنَوِيّ
نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها ... وثِقْلُ الذي يَجْنِي بمَنْكِبِه لَعْبُ
قال ابن الأَعرابي لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ وهو الأَثَرُ وقال أَبو نصر يقول الأَمْرُ الذي يَجنِي عليه وهو بمنكبه خَفيفٌ وفي حديث ابن عمر أَنه رأَى رجُلاً بأَنْفه أَثر السُّجود فقال لا تَعْلُبْ صُورتَك يقول لا تُؤَثر فيها أَثراً بشِدّةِ اتِّكائِك على أَنفِك في السُّجود وطريقٌ مَعْلوبٌ لاحِبٌ وقيل أَثَّرَ فيه السابلةُ قال بشر
نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها ... على كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُها
العَكوب بالفتح الغُبارُ يقول كنا مقتدرين عليهم وهم لنا أَذِلاَّء كاقتدار الكلاب على جرائها والمَعْلوبُ الطريق الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه ومثله المَلْحُوبُ والعِلْبةُ غُصنٌ عظيم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ قال
في رِجْلِهِ عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ ... قد تَيَّمَتْه فَبالُ المَرْءِ مَتْبُولُ
ابن الأَعرابي العُلَبُ جمع عُلْبة وهي الجَنْبة والدَّسْماءُ والسَّمْراءُ قال والعِلْبة والجمع عِلَبٌ أُبْنَةٌ غليظة من الشجر تُتَّخَذ منها المِقْطرة وقال أَبو زيد العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ والواحِدُ عِلْبٌ وقال شمر يقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِيارُهم وعَلِبَ السيفُ عَلَباً تَثَلَّمَ حَدُّه والمَعْلُوب اسمُ سَيْفِ الحَرِثِ بن ظالم المُرِّيِّ صفةٌ لازمَة فإِما أَن يكون من العَلْبِ الذي هو الشَّدُّ وإِما أَن يكون من التَّثَلُّم كأَنه عُلِبَ قال الكميت
وسَيْفُ الحَرِث المَعْلُوبُ أَرْدَى ... حُصَيْناً في الجَبابِرة الرَّدِينا
ويقال إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت في مَتْنِه وقيل لأَنه كان انْحَنَى من كثرة ما ضَرَبَ به وفيه يقول أَنا أَبو لَيْلى وسَيْفِي المَعْلُوبْ وعِلْباءٌ اسم رجل قال امرؤُ القيس
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً ... ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ
وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ وادٍ معروفٌ على طريق اليمن وقيل موضع والضم أَعلى وهو الذي حكاه سيبويه وليس في الكلام فُعْيَلٌ بضم الفاءِ وتسكين العين وفتح الياء غيره قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ
والأَثْل من سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْزِلٍ ... والدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ
واشْتَقَّه ابنُ جني من العَلْبِ الذي هو الأَثَرُ والحَزُّ وقال أَلا ترى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ ؟ ( علبط ) غَنمٌ عُلَبِطةٌ أَوّلها الخَمسون والمائة إِلى ما بلغت من العِدّةِ وقيل هي الكثيرة وقال اللحياني عليه عُلَبِطةٌ من الضأْنِ أَي قِطْعة فخَصّ به الضأْنَ

الصفحة 3064