تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ عَلى مُتَطَيِّرٍ وهي الثُّبُور وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما قالوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني تقول عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً ويجوز أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته وعَلِمَ الرَّجُلَ خَبَرَه وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه وفي التنزيل وآخَرِين مِنْ دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ ما هو وأما قوله عز وجل وما يُعَلِّمانِ مِنْ أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ قال الأزهري تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً وحديثاً قال وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه ويأْمران باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه وفي ذلك حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل ما الزنا وما اللواط ؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم أنه حرام فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإعلام وذكر عن ابن الأعرابي أنه قال تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ قال ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد قال ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي فيقولان نَهَى عن الزنا فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول وعمَّاذا ؟ فيقولان وعن اللواط ثم يقول وعَمَّاذا ؟ فيقولان وعن السحر فيقول وما السحر ؟ فيقولان هو كذا فيحفظه وينصرف فيخالف فيكفر فهذا معنى يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً كما أن من عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل وقوله تعالى الرحمن عَلَّم القرآن قيل في تفسيره إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر وأما قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل شيء ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً يعني الإنسان حتى انفصل من جميع الحيوان والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات وأورده الجوهري منكراً فقال والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا وقيل في أحد جانبيها وقيل هو أَن تنشقَّ فتَبينَ عَلِمَ عَلَماً فهو أَعْلَمُ وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا وهو الأَعْلمُ ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأعلى وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ وفي الأنف أَخْرَمُ وفي الأُذُن أَخْرَبُ وفي الجَفْن أَشْتَرُ ويقال فيه كلِّه أَشْرَم وفي حديث سهيل بن عمرو أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ قال ابن السكيت العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً والشفة عَلْماء والعَلَمُ الشَّقُّ في الشفة العُلْيا والمرأَة عَلْماء وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً وَسَمَهُ وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر ومنه قوله فَتَعَرَّفوني إنَّني أنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحِي في الحوادِثِ مُعلِمُ وأَعْلَمَ الفارِسُ جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان فهو مُعْلِمٌ قال الأخطل ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ مُعْلِمَةً بكسر اللام وأَعْلَم الفَرَسَ عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر أو أبيض في الحرب ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً وذلك إذا لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك قال الشاعر ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً دُبَيْرِيَّةً يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما وقَدَحٌ مُعْلَمٌ فيه عَلامةٌ ومنه قول عنترة رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ والعَلامةُ السِّمَةُ والجمع عَلامٌ وهو من الجمع الذي لا يفارق واحده إلاَّ بإلقاء الهاء قال عامر بن الطفيل عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما بِسَلْمَى أو عَرَفْت بها عَلاما والمَعْلَمُ مكانُها وفي التنزيل في صفة عيسى صلوات الله على نبينا وعليه وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة وهي قراءة أكثر القرّاء وقرأَ بعضهم وإنه لَعَلَمٌ للساعة المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل على اقتراب الساعة ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق أَعْلامٌ واحدها عَلَمٌ والمَعْلَمُ ما جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة عليه وفي الحديث تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد هو من ذلك وقيل المَعْلَمُ الأثر والعَلَمُ المَنارُ قال ابن سيده والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ والعَلامة والعَلَمُ شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به الضالَّةُ وبين القوم أُعْلُومةٌ كعَلامةٍ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابي وقوله تعالى وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ قالوا الأَعْلامُ الجِبال والعَلَمُ العَلامةُ والعَلَمُ الجبل الطويل وقال اللحياني العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ