موضعه ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته ففيه الدية على عاقلة الرامي أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض وعشرون ابنة لَبُون وعشرون ابن لبون وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه الدية مغلظة وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ فأَما شبه العمد فالدية على عاقلة القائل وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل وفعلت ذلك عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين قال خفاف بن ندبة إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً دعَمَه والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عمداً أَقامه والعِمادُ ما أُقِيمَ به وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه والعِمادُ الأَبنية الرفيعة يذكر ويؤَنث الواحدة عِمادة قال الشاعر ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ على الأَحَفاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا وقوله تعالى إِرَمَ ذاتِ العِماد قيل معناه أَي ذات الطُّولِ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ وجمعه عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع وقال الفراء ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم وقال الليث يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل عِماد المبرد رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً وفلان طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه وفي حديث أُم زرع زوجي رفيعُ العِمادِ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب والعِمادُ والعَمُود الخشبة التي يقوم عليها البيت وأَعمَدَ الشيءَ جعل تحته عَمَداً والعَمِيدُ المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها وقوله أَعمدتاه رجلاه على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ وهي لغة طيء وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه فَدَحَه عن ابن الأَعرابي ومنه اشتق القلبُ العَمِيدُ يَعْمِدُه يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه قال ودخل أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له كيف تَجدُك ؟ فقال أَما الذي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ ويقال للمريض مَعمود ويقال له ما يَعْمِدُكَ ؟ أَي يُوجِعُك وعَمَده المرض أَي أَضناه قال الشاعر أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ معناه موجع روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه وقال ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً
( * قوله « وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً » كذا بالأصل )
قال الأَزهري وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة واعْتَمَد على الشيء توكّأَ والعُمْدَةُ ما يُعتَمَدُ عليه واعْتَمَدْتُ على الشيء اتكأْتُ عليه واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه والعمود العصا قال أَبو كبير الهذلي يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ ظَعَنُوا ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ واعْتَمَد عليه في الأَمر تَوَرَّك على المثل والاعتماد اسم لكل سبب زاحفته وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على الأَوْتاد والعَمود الخشبة القائمة في وسط الخِباء والجمع أَعْمِدَة وعُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع ويقال كل خباء مُعَمَّدٌ وقيل كل خباء كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه عليكم بأَهْل ذلك العمود ولا يقال أَهل العَمَد وأَنشد وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ وقال في قول النابغة يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ قال العمد أَساطين الرخام وأَما قوله تعالى إِنها عليهم مؤصدة في عَمَدٍ مُمَدَّدة قرئت في عُمُدٍ وهو جمع عِمادً وعَمَد وعُمعد كما قالوا إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار نسب الأَزهري هذا القول إِلى الزجاج وقال وقال الفراء العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ وقوله تعالى خلق السموات بغير عمد ترونها قال الزجاج قيل في تفسيره إِنها بعمد لا ترونها أَي لا ترون تلك العمد وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها قال والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد ويكون تأْويل بغير عمد ترونها