كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات والأَرض وقال الفراء فيه قولان أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد وقيل العمد التي لا ترى قدرته وقال الليث معناه أَنكم لا ترون العمد ولها عمد واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل القبة أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء ويقال إِن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر وعَمُودُ الأُذُنِ ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت عليه ومعظمها وعمود اللسان وسَطُه طولاً وعمودُ القلب كذلك وقيل هو عرق يسقيه وكذلك عمود الكَبِد ويقال للوَتِينِ عَمُودُ السَّحْر وقيل عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً ويقال إِن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع والعمودُ الوَتِينُ وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجالِبِ قال يأْتي به أَحدهم على عمود بَطْنِه قال أَبو عمرو عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار كالعمود له وقال أَبو عبيد عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد يقولُ يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصَب والعمودُ عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ وقال الليث عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة ودائرة العمود في الفرس التي في مواضع القلادة والعرب تستحبها وعمود الأَمر قِوامُه الذي لا يستقيم لا به وعمود السِّنانِ ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في وسطه وقال النضر عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ وعمودُ الصُّبْحِ ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه وسطع عمودُ الصبح على التشبيه بذلك وعمودُ النَّوَى ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من بيته على المثل وعمود الإِعْصارِ ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل على وجه الأَرض وعَمِيدُ الأَمرِ قِوامُه والعميدُ السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه قال إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ إِلى رَمْلِها والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها والجمع عُمَداءُ وكذلك العُمْدَةُ الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء ويقال للقوم أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم سيدهم وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُبُهم وكذلك هو عُمْدتنا والعَمِيدُ سيد القوم ومنه قول الأَعشى حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ ويقال استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون عليه واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه والعَمِيدُ الشديد الحزن يقال ما عَمَدَكَ ؟ أَي ما أَحْزَنَك والعَمِيدُ والمَعْمُودُ المشعوف عِشْقاً وقيل الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً وقَلبٌ عَمِيدٌ هدّه العشق وكسره وعَمِيدُ الوجعِ مكانه وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ مِنَ البَقَّارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ قال الأَصمعي يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر وقيل هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي وقيل هو أَن يَرِمَ ظهر البعير مع الغُدَّةِ وقيل هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً وذلك أَن يُرْكَب وعليه شحم كثير والعَمِدُ البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه قال ومنه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً وعَمِدَ البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح فهو بعير عَمِدٌ وفي حديث عمر أَنّ نادبته قالت واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى العَمَدَ العمد بالتحريك ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر أَرادت به أَنه أَحسن السياسة ومنه حديث عليّ لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ وفي حديثه الآخر كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ ؟ البِكار جمع بَكْر

الصفحة 3098