كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الراية فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ الأَجُّ الإِسراعُ والهَرْوَلةُ والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ شدَّةُ الحرِّ قال ذو الرمة بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ والأَجَّةُ شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه والجمع إِجاجٌ مثل جَفْنَةٍ وجِفَانٍ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً قال رؤبة وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ ويقال جاءت أَجَّةُ الصيف وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح وقيل مرٌّ وقيل شديد المرارة وقيل الأُجاجُ الشديد الحرارة وكذلك الجمع قال الله عز وجل وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وهو الشديد الملوحة والمرارة مثل ماء البحر وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً وفي حديث علي رضي الله عنه وعَذْبُها أُجاجٌ الأُجاج بالضم الماءُ الملح الشديد الملوحة ومنه حديث الأَحنف نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً طَرَفٌ لها بالفلاة وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج وأَجِيجُ الماءِ صوتُ انصبابه ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ قبليتان من خلف الله جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز قال وجاءَ في الحديث أَن الخلق عشرة أَجزاء تسعة منها يأْجوجُ ومأْجوجُ وهما اسمان أَعجميان واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ ومن الماء الأُجاج وهو الشديد الملوحة المُحْرِقُ من ملوحته قال ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول وفي مأْجوج مفعول كأَنه من أَجِيج النار قال ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً وكذلك مأْجوج قال وهذا لو كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقَهما فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية ومن لم يهمز وجعل الأَلفين زائدتين يقول ياجوج من يَجَجْتُ وماجوج من مَجَجْتُ وهما غير مصروفين قال رؤبة لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا وعَادَ عادٌ واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ بالكسر موضع حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث وحكاه سيبويه يَأْجَجُ بالفتح وهو القياس وهو مذكور في موضعه
( أجد ) الإِجادُ والأُجادُ طاق قصير وبناءٌ مُؤَجَّد مقوًّى وثيق محكم وقد أَجَّدَه وأَجَدَهُ وناقة مُؤجَدَة موُثقة الخلق وأُجُدٌ مُتصلة الفَقار تراها كأَنها عظم واحد وناقة أُجُد أَي قوية موثقة الخلق والأُجُدُ اشتقاقه من الإِجاد والإِجاد كالطاق القصير يقال عَقْدٌ مؤجد وناقة مؤجدة القَوى وناقة أُجُدٌ وهي التي فقار ظَهرها متصل وآجدها الله فهي مُؤجدة القَرى أَي موثقة الظهر وفي حديث خالد بن سنان وجدت أُجُداً تحثها الأُجُدُ بضم الهمزة والجيم الناقة القوية الموثقة الخلق ولا يقال للجمل أُجُدٌ ويقال الحمد لله الذي آجدني بعد ضعف أَي قوّاني وإِجدْ بالكسر من زجر الخيل
( أجر ) الأَجْرُ الجزاء على العمل والجمع أُجور والإِجارَة من أَجَر يَأْجِرُ وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل والأَجْر الثواب وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً وأْتَجَرَ الرجلُ تصدّق وطلب الأَجر وفي الحديث في الأَضاحي كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك قال ولا يجوز فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة قال ابن الأَثير وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاتَه فقال من يَتّجِر يقوم فيصلي معه قال والرواية إِنما هي يأْتَجِر فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً ومنه حديث الزكاة ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها وفي حديث أُم سلمة آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء وكذلك أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني وقوله تعالى وآتيناه أَجْرَه في الدنيا قيل هو الذِّكْر الحسن وقيل معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقيل أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده وقيل أَجْرُه الولدُ الصالح وقوله تعالى فبشره بمغفرة وأَجْر كريم الأَجر الكريمُ الجنةُ وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً فهو مأْجور وآجره يؤجره إِيجاراً ومؤاجَرَةً وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً فهو مُؤْجَرٌ وأَجْرُ المرأَة مَهْرُها وفي التنزيل يا أَيها النبي إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ وآجر الإِنسانَ واستأْجره والأَجيرُ المستأْجَرُ وجمعه أُجَراءُ وأَنشد أَبو حنيفة وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا والاسم منه الإِجارةُ والأُجْرَةُ الكراء تقول استأْجرتُ الرجلَ فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري وأُتْجَرَ عليه بكذا من الأُجرة وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي والصحيح أَنه لمحمد بن بشير الخارجي يا أَحْسنَ الناسِ إِلاّ أَنّ نائلَها قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ هل تَذْكُريني ؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي عبدٌ لأَهلِكِ هذا الشهرَ مُؤْتَجَرُ

الصفحة 31