والمَعْمَرُ المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه قال طرفة بن العبد يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ ومنه قول الساجع أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً كقوله تعالى يَبْغُونها عِوَجاً وقال أَبو كبير فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ والفاء هناك في قوله فثُمَّ رُزِئته زائدة وقد زيدت في غير موضع منها بيت الكتاب لا تَجْزَعِي إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة وذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة ويقال أَتَيْتُ أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً والعِمَارةُ ما يُعْمَر به المكان والعُمَارةُ أَجْرُ العِمَارة وأَعْمَرَ عليه أَغناه والعُمْرة طاعة الله عز وجل والعُمْرة في الحج معروفة وقد اعْتَمر وأَصله من الزيارة والجمع العُمَر وقوله تعالى وأَتِمُّوا الحجَّ والعُمْرة لله قال الزجاج معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة فقط والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في السنة قال ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة والعُمْرة مأَخوذة من الاعْتِمار وهو الزيارة ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ مُعْتَمِرٌ وقال كراع الاعْتِمار العُمْرة سَماها بالمصدر وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع وهو الزيارة والقصد وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة وفي حديث الأَسود قال خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ فقال أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً ؟ أَي مُعْتَمِرين قال الزمخشري ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم والعَمَار والعَمَارة كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة ويقال للمُعْتَمِّ مُعْتَمِرٌ ومنه قول الأَعشى فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له واعْتَمرة أَي زارَه يقال أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً ومنه قول أَعشى باهلة وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ وراكِبٌ جاء من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ قال الأَصمعي مُعْتَمِر زائر وقال أَبو عبيدة هو متعمم بالعمامة وقول ابن أَحمر يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فيه قولان قال الأَصمعي إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد وقال غيره يريد أَنهم في مفازة بعيدة من المياه فإِذا رأَوْا فرقداً وهو ولد البقرة الوحشية أَهلّوا أَي كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء ويقال للاعْتِمار القصد واعْتَمَر الأَمْرَ أَمَّه وقصد له قال العجاج لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ المعنى حين قصد مَغْزًى بعيداً وضبَرَ جَمعَ قوائمه ليَثِبَ والعُمْرةُ أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها فإِن نقلها إِلى أَهله فذلك العُرْس قاله ابن الأَعرابي والعَمَارُ الآسُ وقيل كل رَيْحانٍ عَمَارٌ والعَمّارُ الطَّيِّب الثناء الطَّيِّب الروائح مأْخوذ من العَمَار وهو الآس والعِمَارة والعَمارة التحيّة وقيل في قول الأَعشى « ورفعنا العمارا » أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل العَمَارُ ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب وتسميه الفُرْس ميُوران فإِذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به قال ابن بري وصواب إِنشاده « ووَضَعْنا العَمارا » فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا هو الريحان أَو الدعاء أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له والذي يرويه « ووضعنا العمارا » هو العِمَامة وقيل معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك وليس بقوي وقيل العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا ورجل عَمّارٌ مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر وهو المنديل أَو غيره تغطّي به الحرّة رأْسها حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال إِن العَمَرَ أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في كمها وأَنشد قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وحكى ابن الأَعرابي عَمَر ربَّه عبَدَه