يا قومِ ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ ؟ وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَهْ حُبَّ الحُبارَى ويَزِفُّ عَنَدَهُ ويروى يَدُقُّ أَي معارَضةَ الولد قال الازهري يعارضه شفقة عليه وقيل العَنَدُ هنا الجانب قال ثعلب هو الاعتراض قال يعلمه الطَّيَرانَ كما يعلم العُصْفُورُ ولَدَه وأَنشده ثعلب وكلُّ خنزيرٍ قال الأَزهري والمُعانِدُ هو المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ وهذا الذي تعرفه العوام وقد يكون العِنادُ معارضةً لغير الخلاف كما قال الأَصمعي واستخرجه من عَنَدِ الحُبارى جعله اسماً من عانَدَ الحُبارى فَرْخَه إِذا عارضه في الطيران أَوّلَ ما ينهض كأَنه يعلمه الطيران شفقة عليه وأَعْنَدَ الرجلُ عارَضَ بالخلاف وأَعْنَدَ عارَض بالاتفاق وعانَدَ البعيرُ خِطامَه عارضَه وعانَدَه معانَدَةً وعِناداً عارَضَه قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه بَثْرٌ وعانَدَه طريقٌ مَهْيَعُ
( * قوله « وماؤه بثر » تفسير البثر بالموضع لا يلاقي الإخبار به عن قوله ماؤه ولياقوت في حل هذا البيت أنه الماء القليل وهو من الأضداد اه ولا ريب ان بثراً اسم موضع إلا أنه غير مراد هنا ) افتنهن من الفَنّ وهو الطرْدُ أَي طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه من السَّواءِ وهو موضع وكذلك بَثْرٌ والمَهْيَعُ الواسع وعَقَبَةٌ عَنُودٌ صَعْبَةُ المُرْتَقى وعَنَدَ العِرْقُ وعَنِدَ وعَنُدَ وأَعْنَدَ سال فلم يَكَدْ يَرْقَأُ وهو عِرْقٌ عاندٌ قال عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ بِطَعْنَةٍ يَجْري لَها عانِدٌ كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِيَهْ وفسر ابن الأَعرابي العانِدَ هنا بالمائل وعسى أَن يكون السائل فصحفه الناقل عنه وأَعْنَدَ أَنْفُه كَشُرَ سَيَلانُ الدمِ منه وأَعْنَدَ الَقيْءَ وأَعْنَدَ فيه إِعناداً تابعه وسئل ابن عباس عن المستحاضة فقال إِنه عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشيطان قال أَبو عبيد العِرْقُ العانِدُ الذي عَنَدَ وبَغى كالإِنسان يُعانِدُ فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته شُبِّهَ به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته وقيل العانِدُ الذي لا يرقأُ قال الراعي ونحنُ تَرَكْنا بالفَعاليِّ طَعْنَةً لها عانِدٌ فَوقَ الذِّراعَينِ مُسْبِل
( * قوله « بالفعالي » كذا بالأَصل )
وأَصله من عُنودِ الإِنسان إِذا بَغى وعَنَدَ عن القصد وأَنشد وبَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ والعَنَدُ بالتحريك الجانب وعانَدَ فلانٌ فلاناً إِذا جانبه ودَمٌ عانِدٌ يسيل جانباً وقال ابن شميل عَنَدَ الرجل عن أَصحابه يَعْنُدُ عُنُوداً إِذا ما تركهم واجتاز عليهم وعَنَدَ عنهم إِذا ما تركهم في سفر وأَخَذَ في غيرِ طريقهم أَو تخلف عنهم والعُنُودُ كأَنه الخِلافُ والتَّباعُدُ والترك لو رأَيت رجلاً بالبصرة من أَهل الحجاز لقلت شَدَّ ما عَنَدْتَ عن قومك أَي تباعدت عنهم وسحابة عَنُودٌ كثيرة المطر وجمعه عُنُدٌ وقال الراعي دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ وقِدْحٌ عَنُودٌ وهو الذي يخرج فائزاً على غير جهة سائرِ القداح ويقال اسْتَعْنَدَني فلان من بين القوم أَي قَصَدَني وأَما عِنْدَ فَحُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وفيها ثلاث لغات عِنْدَ وعَنْدَ وعُنْدَ وهي ظرف في المكان والزمان تقول عِنْدَ الليلِ وعِنْدَ الحائط إِلا أَنها ظرف غير متمكن لا تقول عِنْدُك واسعٌ بالرفع وقد أَدخلوا عليه من حروف الجر مِنْ وحدها كما أَدخلوها على لَدُنْ قال تعالى رحمةً من عِندنا وقال تعالى من لَدُنَّا ولا يقال مضيت إِلى عِنْدِك ولا إِلى لَدُنْكَ وقد يُغْرى بها فيقال عِنْدَكَ زيداً أَي خُذْه قال الأَزهري وهي بلغاتها الثلاث أَقْصى نِهاياتِ القُرْبِ ولذلك لم تُصَغَّرْ وهو ظرف مبهم ولذلك لم يتمكن إِلا في موضع واحد وهو أَن يقول القائل لشيء بلا علم هذا عِنْدي كذا وكذا فيقال ولَكَ عِنْدٌ زعموا أَنه في هذا الموضع يراد به القَلْبُ وما فيه مَعْقُولٌ من اللُّبِّ وهذا غير قوي وقال الليث عِنْد حَرْفٌ صِفَةٌ يكون مَوْضعاً لغيره ولفظه نصب لأَنه ظرف لغيره وهو في التقريب شبه اللِّزْقِ ولا يكاد يجيء في الكلام إِلا منصوباً لأَنه لا يكون إِلا صفةً معمولاً فيها أَو مضمراً فيها فِعْلٌ إِلا في قولهم ولَكَ عندٌ كما تقدم قال سيبويه وقالوا عِنْدَكَ تُحَذّرُه شيئاً بين يديه أَو تأْمُرُه أَن يتقدم وهو من أَسماء الفعل لا يتعدى وقالوا أَنت عِنْدي ذاهبٌ أَي في ظني حكاها ثعلب عن الفراء الفراء العرب تأْمر من الصفات بِعَلَيْكَ وعِنْدَك ودُونَك وإِلَيْكَ يقولون