كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

وْعَنَوْت الشيءَ أَخرجته قال ذو الرمة ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ مِمَّا عَنَتْ به مِن الرُّطْبِ إِلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها وأَنشد بيت المُتَنَخِّل الهُذَلي تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضِحٌ وعَنَا النَّبْتُ يَعْنُو إِذا ظهر وأَعْناهُ المَطَرُ إِعْناءً وعَنا الماءُ إِذا سالَ وأَعْنَى الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قد أَمْشَرَتْ وكَثُرَ كَلَؤُها ويقال خُذْ هذا وما عاناه أَي ما شاكَلَه وعَنَا الكلبُ للشيء يَعْنُو أَتاهُ فشَمَّه ابن الأَعرابي هذا يَعْنُو هذا أَي يأْتيه فيَشَمُّه والهُمُومُ تُعاني فلاناً أَي تأْتيه وأَنشد وإِذا تُعانِيني الهُمُومُ قَرَيْتُها سُرُحَ اليَدَيْنِ تُخالِس الخَطَرانا ابن الأَعرابي عَنَيْت بأَمره عِناية وعُنِيّاً وعَناني أَمره سواءٌ في المعنى ومنه قولهم إِيَّاكِ أَعْني واسْمَعي يا جارَهْ ويقال عَنِيتُ وتعَنَّيْت كلٌّ يقال ابن الأَعرابي عَنَا عليه الأَمرُ أَي شَقَّ عليه وأَنشد قول مُزَرِّد وشَقَّ على امْرِئٍ وعَنا عليه تَكاليفُ الذي لَنْ يَسْتَطِيعا ويقال عُنِيَ بالشيء فهو مَعْنِيٌّ به وأَعْنَيْته وعَنَّيْتُه بمعنى واحد وأَنشد ولم أَخْلُ في قَفْرٍ ولم أُوفِ مَرْبَأً يَفاعاً ولم أُعنِ المَطِيَّ النَّواجِيا وعَنَّيْتُه حَبَسْتُه حَبْساً طويلاً وكل حَبْسٍ طويل تَعْنِيَةٌ ومنه قول الوليد بن عقبة قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ وما تَريمُ قال الجوهري وقيل إن المُعَنَّى في هذا البيت فَحْلٌ لَئيمٌ إِذا هاج حُبِسَ في العُنَّة لأَنه يُرغبُ عن فِحْلتِه ويقال أَصلُه معَنَّن فأُبدِلت من إِحدى النونات ياءٌ قال ابن سيده والمُعَنَّى فَحْلٌ مُقْرِفٌ يُقَمَّط إِذا هاج لأَنه يُرغب عن فِحْلتِه ويقال لَقِيتُ من فلان عَنْيةً وعَنَاءً أَي تَعَباً وعَناهُ الأَمرُ يَعْنيه عِنايةً وعُنِيّاً أَهَمَّه وقوله تعالى لكلِّ امْرئٍ منهم يَوْمئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه وقرئ يعْنيه فمن قرأَ يعْنيه بالعين المهملة فمعناه له شأْن لا يُهِمُّه معه غيرهُ وكذلك شأْن يُغنِيه أَي لا يقدر مع الاهتمام به على الاهتمام بغيره وقال أَبو تراب يقال ما أَعْنى شيئاً وما أَغنى شيئاً بمعنى واحد واعْتَنى هو بأَمره اهْتَمَّ وعُنِيَ بالأَمر عنايةً ولا يقال ما أَعْناني بالأَمر لأَن الصيغة موضوعة لما لم يُسَمَّ فاعله وصيغة التعجب إنما هي لما سُمِّي فاعله وجلس أَبو عثمان إِلى أَبي عبيدة فجاءه رجل فسأَله فقال له كيف تأْمر من قولنا عُنِيتُ بحاجتك ؟ فقال له أَبو عبيدة أُعْنَ بحاجتي فأَوْمأْتُ إِلى الرجل أَنْ ليس كذلك فلما خَلَوْنا قلت له إِنما يقال لِتُعْنَ بحاجتي قال فقال لي أَبو عبيدة لا تدخُلْ إِليّ قلت لِمَ ؟ قال لأَنك كنت مع رجل دوري سَرَقَ مني عامَ أَولَ قطِيفةً لي فقلت لا والله ما الأَمر كذلك ولكنَّك سمعتني أَقول ما سمعت أَو كلاماً هذا معناه وحكى ابن الأَعرابي وحده عَنِيتُ بأَمره بصيغة الفاعل عنايةً وعُنِيّاً فأَنا به عَنٍ وعُنِيتُ بأَمرك فأَنا مَعْنِيٌّ وعَنِيتُ بأَمرك فأَنا عانٍ وقال الفراء يقال هو مَعْنِيٌّ بأَمره وعانٍ بأَمره وعَنٍ بأَمره بمعنى واحد قال ابن بري إِذا قلت عُنِيتُ بحاجتك فعدَّيتُه بالباء كان الفعلُ مضمومَ الأَولِ فإِذا عَدَّيتَه بفي فالوجه فتحُ العين فتقول عَنِيت قال الشاعر إِذا لمْ تَكُنْ في حاجةِ المَرءِ عانِياً نَسِيتَ ولمْ يَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ وقال بعض أَهل اللغة لا يقال عُنِيتُ بحاجتك إِلا على مَعْنى قصَدْتُها من قولك عَنَيْتُ الشيء أَعنِيه إِذا كنت قاصِداً له فأَمَّا من العَناء وهو العِنايةُ فبالفتح نحوُ عَنَيتُ بكذا وعَنَيت في كذا وقال البطليوسي أَجاز ابن الأَعرابي عَنِيتُ بالشيء أَعنَى به فأَنا عانٍ وأَنشد عانٍ بأُخراها طَويلُ الشُّغْلِ له جَفِيرانِ وأَيُّ نَبْلِ وعُنِيتُ بحاجتك أُعْنى بها وأَنا بها مَعْنِّيٌّ على مفعول وفي الحديث مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا يَعْنِيه أَي لا يُهِمُّه وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا اشْتَكى أتاه جبريلُ فقال بسْمِ الله أَرْقِيكَ من كلِّ داءٍ يَعْنيك من شرِّ كلِّ حاسدٍ ومن شرِّ كلِّ عَين قوله يَعْنِيك أَي يشغَلُك ويقال هذا الأَمر لا يَعْنِيني أَي لا يَشْغَلُني ولا يُهِمُّني وأَنشد عَناني عنكَ والأَنْصاب حَرْبٌ كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِيمُ أَراد شَغَلَني وقال آخر لا تَلُمْني على البُكاء خَلِيلي إِنه ما عَناكَ قِدْماً عَناني وقال آخر إِنَّ الفَتى ليس يَعْنِيهِ ويَقمَعُه إِلاَّ تَكَلُّفُهُ ما ليس يَعْنِيهِ أَي لا يَشْغَله وقيل معنى قول جبريل عليه السلام يَعْنِيكَ أَي يَقْصِدُك يقال عَنَيْتُ فلاناً عَنْياً أَي قَصَدْتُه ومَنْ تَعْني بقولك أَي مَنْ تَقْصِد وعَنانِي أَمرُك أَي قَصَدني وقال أَبو عمرو في قوله الجعدي وأَعْضادُ المَطِيّ عَوَاني أَي عَوامِلُ وقال أَبو سعيد معنى قوله عَوَاني أَي قَواصِدُ في السير وفُلانٌ تَتَعَنَّاه الحُمَّى أَي تَتَعَهَّده

الصفحة 3146