كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

أَوّله وأَنشد
عَهْدي بسَلْمَى وهي لم تَزَوَّجِ ... على عِهِبَّى عَيْشِها المُخَرْفَجِ
أَبو عمرو يقال عَوْهَبَه وعَوْهَقَه إِذا ضَلَّله وهو العِيهابُ
والعِيهاقُ بالكسر أَبو زيد عَهِبَ الشيءَ وغَهِبَه بالغين المعجمة إِذا جَهِلَه وأَنشد
وكائنْ تَرَى من آمِلٍ جَمْعَ هِمَّةٍ ... تَقَضَّتْ لَيالِيه ولم تُقْضَ أَنْحُبُهْ
لُمِ المَرْءَ إِنْ جاءَ الإِساءة عامِداً ... ولا تُحْفِ لَوْماً إِن أَتى الذَّنْبَ يَعْهَبُهْ
أَي يَجْهَلُه وكأَنَّ العَيْهَبَ مأْخوذٌ من هذا وقال الأَزهري المعروف في هذا الغين المعجمة وسيُذكر في موضعه والعَيْهَبُ الضعيفُ عن طَلَبِ وِتْرِه وقد حكي بالغين المعجمة أَيضاً وقيل هو الثقيل من الرجال الوَخِمُ قال الشُّوَيْعِرُ
حَلَلْتُ به وِتْرِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي ... إِذا ما تَناسَى ذَحْلَهُ كلُّ عَيْهَبِ
قال ابن بري الشُّوَيْعِرُ هذا محمد بن حُمْرانَ ابن أَبي حُمْران الجُعْفِيِّ وهو أَحد من سُمِّي في الجاهلية بمحمد وليس هو الشويعر الحنفي والشويعر الحنفي اسمه هانئ بن تَوبة الشَّيْباني وقد تكلمنا على المُحَمَّدِين في ترجمة حمد ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح الموثوق بها وكساءٌ عَيْهَبٌ أَي كثير الصُّوفِ ( عهت ) روى أَبو الوازع عن بعض الأَعراب فلان مُتَعَهِّتٌ ذو نِيقَةٍ وتَخَيُّرٍ كأَنه مقلوب عن المُتَعَتِّهِ ( عهج ) العَوْهَجُ الظبية التي في حَقْوَيْها خُطَّتانِ سَوْداوان وقيل هي التامة الخَلْق وقيل هي الحَسَنةُ اللَّوْن الطويلة العنُق فقط وقد يوصَف الغَزال بكل ذلك والعَوْهَجُ الناقة الطويلة العنُق وقيل الفتيَّة وامرأَة عَوْهَجٌ تامَّة الخَلْق حَسَنة وقيل الطويلة العنُق قال هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ مِنَ الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البنائِقِ والعَوْهَجُ الطويلة العنُق من الظِّباء والظُّلْمان والنُّوقِ ويقال للنعامة عَوْهَجٌ قال العجاج في شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زفٍّ عَوْهَجا كأَنه أَراد الطويلة الرِّجْلَينِ الأَصمعي العَمْهَجُ والعَوْهَجُ الطويل والعَوَاهِجُ قوم من العرب قال يا رُبَّ بَيْضاء من العَوَاهِجِ شَرَّابَة لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ تمْشِي كمَشْيِ العُشَراءِ الفاسِجِ حَلاَّلَة للسُّرَرِ البَوَاعِجِ لَيِّنَة المَسِّ على المُعَالِجِ يُطْلَى به دُونَ الضَّجِيع الوالِجِ
( عهد ) قال الله تعالى وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً قال الزجاج قال بعضهم ما أَدري ما العهد وقال غيره العَهْدُ كل ما عُوهِدَ اللَّهُ عليه وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ فهو عَهْدٌ وأَمْرُ اليتيم من العهدِ وكذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به في هذه الآيات ونَهى عنه وفي حديث الدُّعاءِ وأَنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما استَطَعْتُ أَي أَنا مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإِقرار بوَحْدانيَّتِك لا أَزول عنه واستثنى بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ في أَمره أَي إِن كان قد جرى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يوماً ما فإِني أُخْلِدُ عند ذلك إِلى التَّنَصُّلِ والاعتذار لعدم الاستطاعة في دفع ما قضيته علي وقيل معناه إِني مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِليّ من أَمرك ونهيك ومُبْلي العُذْرِ في الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع والطاقة وإِن كنت لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فيه والعَهْدُ الوصية كقول سعد حين خاصم عبد بن زمعة في ابن أَمَتِهِ فقال ابن أَخي عَهِدَ إِليّ فيه أَي أَوصى ومنه الحديث تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ أَي ما يوصيكم به ويأْمرُكم ويدل عليه حديثه الآخر رضِيتُ لأُمَّتي ما رضيَ لها ابنُ أُمِّ عَبْدٍ لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم وابنُ أُم عَبْدٍ هو عبدالله بن مسعود ويقال عهِد إِلي في كذا أَي أَوصاني ومنه حديث عليّ كرم الله وجهه عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُّ أَي أَوْصَى ومنه قوله عز وجل أَلم أَعْهَدْ إِليكم يا بني آدم يعني الوصيةَ والأَمر والعَهْدُ التقدُّم إِلى المرءِ في الشيءِ والعهد الذي يُكتب للولاة وهو مشتق منه والجمع عُهودٌ وقد عَهِدَ إِليه عَهْداً والعَهْدُ المَوْثِقُ واليمين يحلف بها الرجل والجمع كالجمع تقول عليّ عهْدُ الله وميثاقُه وأَخذتُ عليه عهدَ الله وميثاقَه وتقول عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا ومنه قول الله تعالى وأَوفوا بعهد الله إِذا عاهدتم وقيل وليُّ العهد لأَنه وليَ الميثاقَ الذي يؤْخذ على من بايع الخليفة والعهد أَيضاً الوفاء وفي التنزيل وما وجدنا لأَكثرِهم من عَهْدٍ أَي من وفاء قال أَبو الهيثم العهْدُ جمع العُهْدَةِ وهو الميثاق واليمين التي تستوثقُ بها ممن يعاهدُك وإِنما سمي اليهود والنصارى أَهلَ العهدِ للذمة التي أُعْطُوها والعُهْدَةِ المُشْتَرَطَةِ عليهم ولهم والعَهْدُ والعُهْدَةُ واحد تقول بَرِئْتُ إِليك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَي مما يدركُك فيه من عَيْب كان

الصفحة 3148