كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

العَوَجِ أَي سَيءُ الخُلُق ابن الأَعرابي فلان ما يَعُوجُ عن شيء أَي ما يرجع عنه ( عود ) في صفات الله تعالى المبدِئُ المعِيدُ قال الأَزهري بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا قال الله عز وجل وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه وقال إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة إِلى المماتِ في الدنيا وبعد المماتِ إِلى الحياةِ يوم القيامة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ قيل وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟ قال الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ على الفرس القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ قال أَبو عبيد وقوله المبدئ المعِيدُ هو الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة وجرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر وأَعاد فيها وأَبْدَأَ والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هو الذي قد رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ فهو طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه يُصَرِّفه كيف شاء لِطَواعِيَتِه وذُلِّه وأَنه لا يستصعب عليه ولا يمْنَعُه رِكابَه ولا يَجْمَحُ به وقيل الفرس المبدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة أُخرى وهذا كقولهم لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فيه وسِرٌّ كاتم قد كتموه وقال شمر رجل مُعِيدٌ أَي حاذق قال كثير عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ وأَنشد كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء قال بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ والعَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهري وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً رجع وفي المثل العَوْدُ أَحمدُ وأَنشد لمالك بن نويرة جَزَيْنا بني شَيْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ والعَوْدُ أَحمدُ قال ابن بري صواب إِنشاده وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ قال وكذلك هو في شعره أَلا ترى إِلى قوله في آخر البيت والعود أَحمد ؟ وقد عاد له بعدما كان أَعرَضَ عنه وعاد إِليه وعليه عَوْداً وعِياداً وأَعاده هو والله يبدِئُ الخلق ثم يعيدُه من ذلك واستعاده إِياه سأَله إِعادَتَه قال سيبويه وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ انتهى كلام سيبويه وحكى بعضهم رجع عَوْداً على بدء من غير إِضافة ولك العَوْدُ والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لك أَن تعودَ في هذا الأَمر كل هذه الثلاثة عن اللحياني قال الأَزهري قال بعضهم العَوْد تثنية الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ يقال بَدَأَ ثم عاد والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ وقوله تعالى كما بدأَكم تَعودُون فريقاً هَدى وفريقاً حقَّ عليهم الضلالةُ يقول ليس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابِتدائِكم وقيل معناه تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم في سابق علمه وحين أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فيهم وهم في أَرحام أُمهاتهم وقوله عز وجل والذين يُظاهِرون من نسائهم ثم يَعودُون لما قالوا فَتَحْريرُ رَقَبَةٍ قال الفراء يصلح فيها في العربية ثم يعودون إِلى ما قالوا وفيما قالوا يريد النكاح وكلٌّ صوابٌ يريد يرجعون عما قالوا وفي نَقْض ما قالوا قال ويجوز في العربية أَن تقول إِن عاد لما فعل تريد إِن فعله مرة أُخرى ويجوز إِن عاد لما فعل إِن نقض ما فعل وهو كما تقول حلف أَن يضربك فيكون معناه حلف لا يضربك وحلف ليضربنك وقال الأَخفش في قوله ثم يعودون لما قالوا إِنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار فإِذا أَعتق رقبة عاد لهذا المعنى الذي قال إِنه عليّ حرام ففعله وقال أَبو العباس المعنى في قوله يعودون لما قالوا لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه وروى الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل لما قالوا من صلة فتحرير رقبة والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة لما قالوا قال وهذا مذهب حسن وقال الشافعي في قوله والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة يقول إِذا ظاهر منها فهو تحريم كان أَهل الجاهلية يفعلونه وحرّم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طلاقاً فهو تحريم أَهل الإِسلام وسقطت عنه الكفارة وإِن لم يُتْبِع الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما قال قال وكان تحريمه إِياها بالظهار قولاً فإِذا لم يطلقها فقد عاد لما قال من التحريم وقال بعضهم إِذا أَراد العود إِليها والإِقامة عليها مَسَّ أَو لم يَمَسَّ كَفَّر قال الليث يقول هذا الأَمر أَعْوَدُ عليك أَي أَرفق بك وأَنفع لأَنه يعود عليك برفق ويسر والعائدَةُ اسم ما عادَ به عليك المفضل من صلة أَو فضل وجمعه العوائد قال ابن سيده والعائدة المعروفُ والصِّلةُ يعاد به على الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ والعُوادَةُ بالضم ما أُعيد على الرجل من طعام يُخَصُّ به بعدما يفرُغُ القوم قال الأَزهري إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما

الصفحة 3157