كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ قال وسمعت بعض العرب يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ وفي حديث حسان قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلى هذا العَوْدِ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به وفي حديث معاوية سأَله رجل فقال إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة فقال بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب والعَوْد أَيضاً الشاة المسن والأُنثى كالأُنثى وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ قال فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ فقال عليه السلام يا جابر لا تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلاً فقلت يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح والرُّطَب فسمنت حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وعَوَّدَ البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ قال ابن الأَعرابي عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن وأَنشد فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَي صار عَوْداً كبيراً قال الأَزهري ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة قال وناقة مُعَوِّد وقال الأَصمعي جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ وفي النوادر عَوْدٌ وعِيدَة وأَما قول أَبي النجم حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح وأَراد بالعود الشمس والعَوْدُ الطريقُ القديمُ العادِيُّ قال بشير بن النكث عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ يَمُوتُ بالتَّركِ ويَحْيا بالعَمَلْ يريد بالعود الأُول الجمل المسنّ وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ قال ابن بري وأَما قول الشاعر عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ والعود الثالث طريق قديم وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل قال الطرماح هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى وَرَأْبُ الثَّأَى والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ ؟ وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني مقلوب من عَداني حكاه يعقوب وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار وقول ساعدة بن جؤية فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها قبل وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً أَنشد أَبو علي للعجاج وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا يَعُودُ بَعْدَ أَعْظُمٍ أَعْوادَا أَي يصير وعاد قبيلة قال ابن سيده قضينا على أَلفها أَنها واو للكثرة وأَنه ليس في الكلام « ع ي د » وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم وأَما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن أَلفها من ياء لما قدّمنا وإِنما أَمالوا لكسرة الدال قال ومن العرب من يدَعُ صَرْفَ عاد وأَنشد تَمُدُّ عليهِ منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا جعلهما اسمين للقبيلتين وبئر عادِيَّةٌ والعادِيُّ الشيء القديم نسب إِلى عاد قال كثير وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ
( * قوله « وكرور » كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها )
وعاد قبيلة وهم قومُ هودٍ عليه السلام قال الليث وعاد الأُولى هم عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله قال زهير وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا نَسْناساً لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ وما أَدْري أَيُّ عادَ هو غير مصروف
( * قوله « غير مصروف » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف ) أَي أَيّ خلق هو والعِيدُ شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر لا ورق له ولا نَوْر كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا عليه وبنو العِيدِ حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ والعيدِيَّة نجائب منسوبة معروفة وقيل العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد وقيل إلى عادِيّ بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ وقيل العيدية تنسب

الصفحة 3161