كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

ومنه حديث مريم وعالَ قلم زكريا أَي ارتفع على الماء والعَوْل المُستعان به وقد عَوِّلَ به وعليه وأَعْوَل عليه وعَوَّل كلاهما أَدَلَّ وحَمَلَ ويقال عَوَّلْ عليه أَي اسْتَعِنْ به وعَوَّل عليه اتَّكَلَ واعْتَمد عن ثعلب قال اللحياني ومنه قولهم إِلى الله منه المُشْتَكى والمُعَوَّلُ ويقال عَوَّلْنا إِلى فلان في حاجتنا فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَي فَزِعْنا إِليه حين أَعْوَزَنا كلُّ شيء أَبو زيد أَعالَ الرجلُ وأَعْوَلَ إِذا حَرَصَ وعَوَّلْت عليه أَي أَدْلَلْت عليه ويقال فلان عِوَلي من الناس أَي عُمْدَتي ومَحْمِلي قال تأَبَّط شرّاً لكِنَّما عِوَلي إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ على بَصير بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِيةٍ شَهَّادِ أَنْدِيةٍ قَوَّالِ مُحْكَمةٍ جَوَّابِ آفاق حكى ابن بري عن المُفَضَّل الضَّبِّيّ عِوَل في البيت بمعنى العويل والحُزْن وقال الأَصمعي هو جمع عَوْلة مثل بَدْرة وبِدَر وظاهر تفسيره كتفسير المفضَّل وقال الأَصمعي في قول أَبي كبير الهُذَلي فأَتَيْتُ بيتاً غير بيتِ سَنَاخةٍ وازْدَرْتُ مُزْدار الكَريم المُعْوِلِ قال هو من أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا حَرَص وهذا البيت أَورده ابن بري مستشهداً به على المُعْوِلِ الذي يُعْوِل بدَلالٍ أَو منزلة ورجُل مُعْوِلٌ أَي حريص أَبو زيد أَعْيَلَ الرجلُ فهو مُعْيِلٌ وأَعْوَلَ فهو مُعْوِل إِذا حَرَص والمُعَوِّل الذي يَحْمِل عليك بدالَّةٍ يونس لا يَعُولُ على القصد أَحدٌ أَي لا يحتاج ولا يَعيل مثله وقول امرئ القيس وإِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّل ؟ أَي من مَبْكىً وقيل من مُسْتَغاث وقيل من مَحْمِلٍ ومُعْتَمَدٍ وأَنشد عَوِّلْ على خالَيْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ
( * قوله « عوّل على خاليك إلخ » هكذا في الأصل كالتهذيب ولعله شطر من الطويل دخله الخرم )
وقيل في قوله فهلْ عند رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ مذهبان أَحدهما أَنه مصدر عَوَّلْت عليه أَي اتَّكَلْت فلما قال إِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهْراقةٌ صار كأَنه قال إِنما راحتي في البكاء فما معنى اتكالي في شفاء غَلِيلي على رَسْمٍ دارسٍ لا غَناء عنده عنِّي ؟ فسَبيلي أَن أُقْبِلَ على بُكائي ولا أُعَوِّلَ في بَرْد غَلِيلي على ما لا غَناء عنده وأَدخل الفاء في قوله فهل لتربط آخر الكلام بأَوّله فكأَنه قال إِذا كان شِفائي إِنما هو في فَيْض دمعي فسَبِيلي أَن لا أُعَوِّل على رَسمٍ دارسٍ في دَفْع حُزْني وينبغي أَن آخذ في البكاء الذي هو سبب الشّفاء والمذهب الآخر أَن يكون مُعَوَّل مصدر عَوَّلت بمعنى أَعْوَلْت أَي بكَيْت فيكون معناه فهل عند رَسْم دارس من إِعْوالٍ وبكاء وعلى أَي الأَمرين حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ الفاء على هل حَسَنٌ جميل أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بمعنى العويل والإِعوال أَي البكاء فكأَنه قال إِن شفائي أَن أَسْفَحَ ثم خاطب نفسه أَو صاحبَيْه فقال إِذا كان الأَمر على ما قدّمته من أَن في البكاء شِفاءَ وَجْدِي فهل من بكاءٍ أَشْفي به غَليلي ؟ فهذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحْسَنْتَ إِليَّ فهل أَشْكُرُك أَي فلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافئك أَي فلأُكافِئَنَّك وإِذا خاطب صاحبيه فكأَنه قال قد عَرَّفْتُكما ما سببُ شِفائي وهو البكاء والإِعْوال فهل تُعْوِلان وتَبْكيان معي لأُشْفَى ببكائكما ؟ وهذا التفسير على قول من قال إِن مُعَوَّل بمنزلة إِعْوال والفاء عقدت آخر الكلام بأَوله فكأَنه قال إِذا كنتما قد عَرَفتما ما أُوثِرُه من البكاء فابكيا وأَعْوِلا معي وإِذا استَفْهم نفسه فكأَنه قال إِذا كنتُ قد علمتُ أَن في الإِعْوال راحةً لي فلا عُذْرَ لي في ترك البكاء وعِيَالُ الرَّجُلِ وعَيِّلُه الذين يَتَكفَّلُ بهم وقد يكون العَيِّلُ واحداً والجمع عالةٌ عن كراع وعندي أَنه جمع عائل على ما يكثر في هذا انحو وأَما فَيْعِل فلا يُكَسَّر على فَعَلةٍ البتَّةَ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ما وِعاءُ العَشَرة ؟ قال رجُلٌ يُدْخِل على عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعاءً من طعام يُريد على عَشَرةِ أَنفسٍ يَعُولُهم العَيِّلُ واحد العِيَال والجمع عَيَائل كَجَيِّد وجِياد وجَيائد وأَصله عَيْوِلٌ فأَدغم وقد يقع على الجماعة ولذلك أَضاف إِليه العشرة فقال عشرةِ عَيِّلٍ ولم يقل عَيَائل والياء فيه منقلبة عن الواو وفي حديث حَنْظَلة الكاتب فإِذا رَجَعْتُ إِلى أَهلي دَنَتْ مني المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ وحديث ذي الرُّمَّةِ ورُؤبةَ في القَدَر أَتُرَى اللهَ عز وجل قَدَّر على الذئب أَن يأْْكل حَلُوبةَ عَيائلَ عالةٍ ضَرَائكَ ؟ وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النفقة وابْدأْ بمن تَعُول أَي بمن تَمُون وتلزمك نفقته من عِيَالك فإِن فَضَلَ شيءٌ فليكن للأَجانب قال الأَصمعي عالَ عِيالَه يَعُولُهم إِذا كَفَاهم مَعاشَهم وقال غيره إِذا قاتهم وقيل قام بما يحتاجون إِليه من قُوت وكسوة وغيرهما وفي الحديث أَيضاً كانت له جاريةٌ فَعَالَها وعَلَّمها أَي أَنفق عليها قال ابن بري العِيَال ياؤه منقلبة عن واو لأَنه من عالَهُم يَعُولهم وكأَنه في الأَصل مصدر وضع على المفعول وفي حديث القاسم
أَنه دَخل بها وأَعْوَلَتْ أَي

الصفحة 3176