كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

جَدْب المُنَدَّى شَئِزِ المُعَوَّهِ ويروى جَدْبِ المُلَهَّى فقال أَراد به المُعَرِّجَ يقال عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بمعنى واحد قال الليث التَّعْوِيهُ والتعريس نومة خفيفة عند وَجْه الصُّبْح وقيل هو النزول في آخر الليل قال وكلُّ من احْتَبسَ في مكان فقد عَوَّهَ والعاهَةُ الآفَةُ وعاهَ الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ وقعت فيهما عاهةٌ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهةُ أَي الآفةُ التي تصيب الزرع والثمار فتفسدها روى هذا الحديث ابن عمر وقيل لابن عمر متى ذلك فقال طُلُوعَ الثُّرَيا وقال طبيب العرب اضْمَنُوا لي ما بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إلى طُلوعها أَضْمَنْ لكم سائر السنة قال الليث العاهةُ البلايا والآفاتُ أَي فساد يصيب الزرع ونحوه من حر أَو عطش وقال أَعاهَ الزرعُ إذا أَصابته آفة من اليَرَقانِ ونحوه فأَفسدَهُ وأَعاهَ القومُ إذا أَصاب زَرْعَهُمْ خاصةً عاهةٌ ورجل مَعِيهٌ ومَعُوهٌ في نفسه أَو ماله أَصابته عاهةٌ فيهما ويقال أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ كلُّه إذا وقعت العاهةُ في زرعه وأَعاهَ القومُ وعاهُوا وأَعْوَهُوا أَصاب ثمارَهم أَو ماشيتهم أَو إبلهم أَو زرعهم العاهةُ وفي الحديث لا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ على مُصِحٍّ أَي لا يُورِد مَنْ بإبله آفةٌ من جرب أَو غيره على مَنْ إبلُه صِحاحٌ لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك فيظنَّ المُصِحُّ أَن تلك أَعْدَتْها فيأْثم وطعامٌ مَعْوهٌ أَصابته عاهةٌ وطعام ذو مَعْوَهةٍ عن ابن الأَعرابي أَي مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ وعِيهَ المالُ ورجل عائِهٌ وعاهٍ مثلُ مائِهٍ وماهٍ ورجلٌ عاهٌ أَيضاً كقولك كبش صافٌ قال طفيل ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عنها لِنَبَّتِهِمْ ويَنْسَوْنَ الذِّماما
وقال ابن الأَعرابي العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ ويقال عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ وعَوْهِ عَوْهِ من دُعاءِ الجحْشِ وقد عَوَّهَ الرجلُ إذا دعا الجَحْشَ ليَلْحَقَ به فقال عَوْهِ عَوْهِ إذا دعاه ويقال عاهِ عاهِ إذا زجرت الإبل لتحتبس وربما قالوا عِيهِ عِيهِ ويقولون عَهْ عَهْ وبنو عَوْهَى بطن من العرب بالشام وعاهانُ بن كعب من شعرائهم فَعَلانُ فيمن جعله من عوه وفاعالٌ فيمن جعله من عَهَنَ وقد ذكر هناك
( عوهج ) العَمْهَجُ والعَوْهَجُ الطويلة وقد تقدم قال البُشْتيُّ العَوْهَج الحَيَّةُ في قول رؤْبة حَصْبُ الغُوَاة العَوْهَجَ المَنْسوسا قال أَبو منصور وهذا تصحيف دَلَّك على أَن صاحبه أَخذ عَرَبِيَّتَه من كُتب سَقيمَة وأَنه كاذب في دعواه الحفظ والتمييز والحَيَّةُ يقال له العَوْمَجُ بالميم ومن قال العَوْهَجُ فهو جاهل أَلكنُ وهكذا روى الرواة بيت رؤبة وقد تقدم في ترجمة عمج
( عوي ) العَوِيُّ الذِّئْبُ عَوَى الكَلْبُ والذئبُ يَعْوِي عَيّاً وعُواءً وعَوَّةً وعَوْيَةً كلاهما نادرٌ لَوَى خَطْمَه ثم صوَّت وقيل مَدَّ صَوْته ولم يُفْصِحْ واعْتَوَى كَعَوى قال جرير أَلا إِنما العُكْلِيُّ كلْبٌ فقُل لهُ إِذا ما اعْتَوَى إِخْسَأْ وأَلْقِ له عَرْقَا وكذلك الأَسَد الأَزهري عَوَت الكِلابُ والسِّباعُ تَعْوِي عُواءً وهو صوت تَمُدُّه وليس بِنَبْحٍ وقال أَبو الجَرَّاح الذِّئْبُ يَعْوِي وأَنشدني أَعرابي هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بالتَّرْكِ الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكي وقال الجوهري عَوَى الكلْبُ والذِّئبُ وابنُ آوى يَعْوِي عُواءً صاحَ وهو يُعاوِي الكلابَ أَي يُصايِحُها قال ابن بري الأَعلم العِواء في الكلاب لا يكون إِلاَّ عِندَ السِّفادِ يقال عاوَتِ الكِلاب إِذا اسْتَحْرَمَتْ فإِنْ لم يكن للسفاد فهو النُّباحُ لا غَيْر قال وعلى ذلك قوله جَزَى رَبُّه عَنِّي عَدِيَّ بن حاتِمٍ جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ وقَدْ فَعَلْ وفي حديث حارثة كأَني أَسْمَعُ عُواءَ أَهل النَّارِ أَي صِياحَهُمْ قال ابن الأَثير العُواءُ صَوْتُ السِّباع وكأَنَّه بالذئْبِ والكَلْبِ أَخَصُّ والعَوَّةُ الصَّوْتُ نادِر والعَوَّاءُ ممدُود الكَلْب يَعْوي كَثيراً وكَلْبٌ عَوّاءٌ كثير العُواء وفي الدُّعاء عليه عليه العَفاءُ والكَلْبُ العَوَّاءُ والمُعاويَة الكَلْبَة المُسْتَحْرِمَةُ تَعْوي إِلى الكلاب إِذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ وقد تَعاوَتِ الكِلابُ وعاوَت الكِلابُ الكَلْبَة نابَحَتْها ومُعاوِيَةُ اسم وهو منه وتصغير مُعاوِيَة مُعَيَّة هذا قول أَهل البصرة لأَن كلَّ اسم اجْتمَع فيه ثلاث ياءاتٍ أُولاهُنَّ ياءُ التصغير خُذِفَتْ واحدة مِنْهُنَّ فإِن لم تكن أُولاهن ياء التَّصْغِير لم يُحْذَف منه شيءٌ تقول في تصغير مَيَّة مُيَيَّة وأَما أَهلُ الكوفة فلا يحذفون منه شيئاً يقولون في تصغير مُعاوية مُعَيِّيَة على قول من قال أُسَيِّد ومُعَيْوة على قول من يقول أُسَيْوِد قال

الصفحة 3181