كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

أَعجمي ولو كانت للتأْنيث لم ينصرف في النكرة وهو ينصرف فيها قال أَخبرني بذلك من أَثِق به يعني بصَرْفِه في النكرة والنسب إِليه عِيْسِيٌّ هذا قول ابن سيده وقال الجوهري عِيسى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني والجمع العِيسَوْن بفتح السين وقال غيره العِيسُون بضم السين لأَن الياء زائدة
( * قوله « لأن الياء زائدة » أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإمالة وكذا يقال فيما بعده ) قال الجوهري وتقول مررت بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ قال وأَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء ولم يجزه البَصريون وقالوا لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية وكان الكسائي يَفْرق بينهما ويفتح في الأَصلية فيقول مُعْطَوْنَ ويضم في غير الأَصلية فيقول عِيسُون وكذلك القول في مُوسَى والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ ومُوسَويّ بقلب الياء واواً كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ وإِن شئت حذفت الياء فقلت عِيسِيّ وموسِيّ بكسر السين كما قلت مَرْميّ ومَلْهيّ قال الأَزهري كأَن أَصل الحرف من العَيَس قال وإِذا استعملت الفعل منه قلت عَيِس يَعْيَس أَو عاس يَعِيس قال وعِيسى شبه قِعْلى قال الزجاج عيسى اسم عَجَمِيّ عُدِلَّ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة والتعريف فيه ومَنال اشتقاقه من كلام العرب أَن عيسى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في معرفة ولا نكرة ويكون اشتقاقه من شيئين أَحدهما العَيَس والآخر من العَوْس وهو السِّياسة فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأَما اسم نبيّ اللَّه فعدول عن إِيسُوع كذا يقول أَهل السريانية قال الكسائي وإِذا نسبت إِلى موسى وعيسى وما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ وعيسيّ بكسر السين وتشديد الياء وقال أَبو عبيدة أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب وأَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب ويابِس
( عيش ) العَيْشُ الحياةُ عاشَ يَعِيش عَيْشاً وعِيشَةً ومَعِيشاً ومَعاشاً وعَيْشُوشةً قال الجوهري كلُّ واحد من قوله مَعاشاً ومَعِيشاً يصْلُح أَن يكون مصدراً وأَن يكون اسماً مثل مَعابٍ ومَعِيبٍ ومَمالٍ ومَمِيلٍ وأَعاشَه اللَّه عِيشةً راضيةً قال أَبو دواد وسأَله أَبوه ما الذي أَعاشَك بَعْدِي ؟ فأَجابه أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ وعايَشَه عاشَ مَعه كقوله عاشَره قال قَعْنب بن أُمّ صاحب وقد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ والعِيشةُ ضربٌ من العَيْش يقال عاشَ عِيشةَ صِدْق وعِيشةَ سَوءِ والمَعاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشةُ ما يُعاشُ به وجمع المَعِيشة مَعايِشُ على القياس ومَعائِشُ على غير قياس وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى وجَعَلْنا لكم فيها مَعايِشَ وأَكثر القراء على ترك الهمز في معايش إِلا ما روي عن نافع فإِنه همَزها وجميع النحويين البصريين يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ وذكروا أَن الهمزة إِنما تكون في هذه الياء إِذا كانت زائدة مثل صَحِيفة وصحائف فأَما مَعايشُ فمن العَيْش الياءُ أَصْليّةُ قال الجوهري جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بلا همز إِذا جمعتها على الأَصل وأَصلها مَعْيِشةٌ وتقديرها مُفْعِلة والياءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزةً وكذلك مَكايِلُ ومَبايِعُ ونحوُها وإِن جمعتها على الفَرْع همزتَ وشبّهتَ مَفْعِلة بفَعِيلة كما همزت المَصائب لأَن الياء ساكنة قال الأَزهري في تفسير هذه الآية ويحتمل أَن يكون مَعايش ما يَعِيشون به ويحتمل أَن يكون الوُصْلةَ إِلى ما يَعِيشون به وأُسنِد هذا القول إِلى أَبي إِسحق وقال المؤرّج هي المَعِيشة قال والمَعُوشةُ لغة الأَزد وأَنشد لحاجر بن الجَعْد
( * قوله « لحاجر بن الجعد » كذا بالأصل وفي شرح القاموس لحاجز ابن الجعيد )
من الخِفِرات لا يُتْمٌ غَذاها ولا كَدُّ المَعُوشةِ والعِلاج قال أَكثر المفسرين في قوله تعالى فإِنَّ له مَعِيشةً ضَنْكاً إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر وقيل إِن هذه المعيشةَ الضنْك في نار جهنم والضَّنْكُ في اللغة الضِّيقُ والشدّة والأَرض مَعاشُ الخلق والمَعاشُ مَظِنَّةُ المعيشة وفي التنزيل وجعَلْنا النهار مَعاشاً أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ والتعَيُّشُ تكلُّف أَسباب المَعِيشة والمُتَعَيِّشُ ذو البُلْغة من العَيْشِ يقال إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَيْش ويقال عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به وعيش آل فلان الخُبز والحَبّ وعَيْشُهم التمْرُ وربما سمَّوا الخبز عَيْشاً والعائشُ ذو الحالة الحسَنة والعَيْش الطعام يمانية والعَيْش المَطْعم والمَشْرب وما تكون به الحياة وفي مثل أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ ومرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مرّةً وتضُرّ أُخْرى وقال أَبو عبيد معناه أَنت مرةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ ومرّةً في جَيشٍ غَزِيٍّ وقال ابن الأَعرابي لرجل كيف فلان ؟ قال عَيْشٌ وجَيْشٌ أَي مرة معي

الصفحة 3190