كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال: ضرَبك بحق أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه وأَنشدنا: فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها: اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي أَظْهِرْ عليه سَرِقَته. يقال: عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه: أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية وقال ابن عباس: لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة ولا يصح القياس. و تَعَيَّنَ عليه الشيء: لزمه بعَيْنه. وشِرْبٌ من عائنٍ أَي من ماء سائل. و تَعْيينُ الشيء: تخصيصه من الجُمْلة. و المُعَيَّنُ: فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ: ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى أَعلم
(عيا) عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا هذه عن الزجَّاجي وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه قال سيبويه جمع العَييِّ أَعْيِياءُ وأَعِيَّاءُ والتصحيح من جهة أَنه ليس على وزن الفِعْلِ والإعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الياءَينِ وقد أَعْياه الأمرُ فأَمَّا قول أبي ذؤيب وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوِي مَلِيكُها إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونارِلِ فإنما عَدّى أَعْيا بالباء لأنه في معنى برَّح فكأَنه قال برَّح بِراقٍ ونازِلٍ ولولا ذلك لما عَدَّاه بالباء وقال الجوهري قوم أَعْياء وأَعْيِياء قال وقال سيبويه أَخبرنا بهذه اللغة يونس قال ابن بري صوابه وقوم أَعِيّاء وأَعْيِياء كما ذكره سيبويه قال ابن بري وقال يعني الجوهري وسَمِعْنا من العرب من يقول أَعْيِياء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن قال في كتاب سيبويه أَحْيِيَةٌ جمع حَياء لفَرْج الناقة وذكر أَنَّ من العرب من يُدْغِمُه فيقول أَحِيَّة الأزهري قال الليث العِيُّ تأْسِيسٌ أَصله من عَين وياءَيْن وهو مصدر العَيِيِّ قال وفيه لغتان رجل عَيِيٌّ بوزن فعيل وقال العجاج لا طائِشٌ قاقٌ ولا عَيِيُّ ورجل عَيٌّ بوَزْنِ فَعْلٍ وهو أَكثر من عَييٍّ قال ويقال عَيِيَ يَعْيا عن حُجَّته عَيّاً وعَيَّ يَعْيَا وكلُّ ذلك يقال مثل حَيِيَ يَحْيَا وحَيِّ قال الله عز وجل ويَحْيا مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ قال والرِّجلُ يَتَكَلَّف عملاً فيَعْيا به وعَنه إذا لم يَهْتَدِ لوجِه عَمَله وحكي عن الفراء قال يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّوا وأَنشد لبعضهم يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ كأَنَّنا أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ وقال آخر مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ عَيُّوا وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا قال وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُعْيي ويُحْيي قال ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا وأَنشد لبعضهم فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ تَمْشي بسُدَّة بَيتها فتُعِيُّ وقال أبو إسحق النحوي هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين وذكر أَنَّ البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف قال الأَزهري والقياس ما قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإظْهار في قوله يُحْيِي ويُمِيتُ وحكي عن شمر عَيِيتُ بالأَمر وعَييتُه وأَعْيا عليَّ ذلك وأَعياني وقال الليث أَعْياني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت عنه وقال غيره عَيِيتُ فلاناً أَعْياهُ أَي جَهِلْته وفلان يَعْياه أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإخبارِ عنه إذا سُئِلْتَ جَهْلاً به قال الراعي يسأَلْنَ عنك ولا يَعْياك مسؤولُ أَي لا يَجْهَلُك وعَيِيَ في المَنْطِق عِيّاً حَصِرَ وأَعْيا الماشي كلَّ وأَعْيا السيرُ البَعيرَ ونحوَه أَكَلَّه وطَلَّحه وإبلٌ مَعايا مُعْيِيَة قال سيبويه سألت الخليلَ عن مَعايا فقال الوَجْه مَعايٍ وهو المُطَّرد وكذلك قال يونس وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها ورجلٌ عَياياءُ عَيِيٌّ بالأُمور وفي الدعاء عَيٌّ له وشَيٌّ والنَّصْبُ جائِزٌ والمُعاياةُ أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له وقال الجوهري أَن تأْتي بشيءٍ لا يهتدى له وقد عاياهُ وعَيَّاه تَعْيِيَةً والأُعْيِيَّةُ ما عايَيْتَ به وفَحْلٌ عَياءٌ لا يَهْتَدي للضراب وقيل هو الذي لم يَضْرِبْ ناقةً قطُّ وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ والجمع أَعْياءٌ جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ والجمع أَحْياءٌ وفَحْلٌ عَياياءُ كْعَياءٍ وكذلك الرجُلُ وفي

الصفحة 3201