كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

نار سُمّي غُباراً والغُبْرة الغُبار أَيضاً أَنشد ابن الأَعرابي بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا وقوله أَنشده ثعلب فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ عنا وقد صابت بقُرْ قال ابن سيده لم يفسره قال وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ قال وعندي أَن غُبَر ههنا موضع وفي الحديث لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت الأَحْمر قال ابن الأَثير هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً يكون في السنين المُجدبة وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار والموتُ الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء ومنه حديث عبدِ الله بن الصامت يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ هو من ذلك واغْبَرَّ اليوم اشتدَّ غُباره عن أَبي عليّ وأَغْبَرْتُ أَثَرْت الغُبار وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه أَي لم يُدْرِكه وغَبَّرَ الشيءَ لَطَّخَه بالغُبارِ وتَغَبَّر تلطَّخ به واغبَرَّ الشيءُ عَلاه الغُبار والغَبْرةُ لطخُ الغُبار والغُبْرَة لَوْنُ الغُبار وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وهو أَغْبَرُ والغُبْرة اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه وقوله عز وجل ووجوهٌ يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة قال وقول العامة غُبْرة خطأ والغُبْرة لون الأَغْبر وهو شبيه بالغُبار والأَغْبر الذئب للونه التهذيب والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع كما قال عبادك المُغَبِّره رُشَّ علينا المَغفِرَه قال الأَزهري وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى قال الأَزهري وروينا عن الشافعي رضي الله عنه أَنه قال أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر الله وقراءة القرآن وقال الزجاج سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في الفانية وهي الدنيا وترغيبهم في الآخرة الباقية والمِغْبار من النخل التي يعلوها الغُبار عن أَبي حنيفة والغَبْراء الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار وفي حديث أَبي هريرة بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء هي التي لا يهتدى للخروج منها وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر يعني الأَرض وتركه على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء التهذيب يقال جاء فلان على غُبَيراء الظهر ورجع عَوْده على بَدْئه ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه الأَوَّل ونكَص على عَقِبَيْه كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً وقال ابن أَحمر إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع وعلى ظهره غُبار الأَرض وقال زيد بن كُثْوة يقال تركته على غُبَيراء الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه والوَطْأَة الغَبْراء الجديدة وقيل الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء والغَبراء الأَرض في قوله صلى الله عليه وسلم ما أَظلَّت الخَضراء ولا أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ قال ابن الأَثير الخَضراء السماء والغَبْراء الأَرض أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز وعِزٌّ أَغْبر ذاهبٌ دارِس قال المخبَّل السعدي فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع فأَصْبَحوا على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا وسَنة غبراء جَدْبة وبَنُو غَبْراء الفقراء وقيل الغُرَباء وقيل الصَّعالِيك وقيل هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف قال طرفَة رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد وقيل هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار الجوهري وبَنُو غَبْراء الذين في شِعْر طرفة المَحَاويج ولم يذكر الجوهري البيت وذكره ابن بري وغيره وهو رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني قال ابن بري وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب كما قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء وهي الأَرض كأَنهم لا حائل بينهم وبينها وقوله ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في يُنكرونني ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية ومثله قوله سبحانَه وتعالى ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا والطراف خِباءٌ من أَدَم تتخذه الأَغنياء يقول إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي وفي حديث أُوَيْس أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ إِليَّ وفي رواية في غَبْراء الناس بالمدّ فالأَوّل في غُبَّر الناس أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين وهو من الغابِرِ الباقي والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم ومنه قيل للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب وقال الشاعر وبَنُو غَبْراء فيها يَتعاطَون الصِّحافا يعني الشُّرْب والغَبْراء اسم فرس قيس بن زهير العَبسي والغَبْراء أُنثى الحَجَل والغَبْراء والغُبَيْراء نَباتٌ سُهْلِيٌّ وقيل الغَبْراء شجرته والغُبَيْراء ثمرته وهي فاكهة وقيل الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته بقلب ذلك الواحد والجمع

الصفحة 3206