كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

فيه سواء وأَما هذا الثمر الذي يقال له الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب قال أَبو حنيفة الغُبَيْراء شجرة معروفة سميت غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة قال وليس هذا الاشتقاق بمعروف قال ويقال لثمرتها الغُبَيراء قال ولا تذكر إِلا مصغّرة والغُبَيراء السُّكُرْكَةُ وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه الحَبَشُ وهو يُسْكِر وفي الحديث إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر العالم وقال ثعلب هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء هذا الثمر المعروف أَي هي مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم والغَبْراء من الأَرض الخَمِرُ والغَبْراء والغَبَرة أَرض كثيرة الشجر والغِبْرُ الحِقْد كالغِمْر وغَبِرَ العِرْق غَبَراً فهو غَبِرٌ انتقض ويقال أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ قال الشاعر فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ بكسر الباء وغَبِرَ الجُرْح بالكسر يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل على فساد ثم انتقض بعد البُرْء ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال ينتقض والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر قال والغَبَرُ أَن يَبْرأَ ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ وقال الأَصمعي في قوله وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا قال الغَبَرُ داء في باطن خف البعير وقال المفضل هو من الغُبْرة وقيل الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان أَنشد ثعلب أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ قال معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب وأَغْبَر في طلب الشيء انكمش وجَدّ في طلبه وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها عن ابن السكيت وفي حديث مجاشع فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم المُغْبِرُ الطالب للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار ومنه حديث الحرث بن أَبي مصعب قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه وأَغْبَرت علينا السماءُ جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد والغُبْرانُ بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد ولا جمع للغُبْران من لفظه أَبو عبيد الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان في أَصل واحد قال والجمع غَبارِين وقال أَبو حنيفة الغُبْرانة بالهاء بَلَحات يخرجن في قمع واحد ويقال لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه بمعنى واحد والغَبِير ضرب من التمر والغُبْرورُ عُصَيْفِير أَغْبَر والمُغْبور بضم الميم عن كراع لغة في المُغْثور والثاء أَعلى
( غبرق ) التهذيب في الرباعي عن أَبي ليلى الأَعرابي قال امرأَة غُبْرُقةٌ إِذا كانت واسعة العينين شديدة سواد سوادهما والغُبارِقُ الذي ذهب به الجَمالُ كلَّ مَذْهَب قال يُبْغِضُ كل غَزِلٍ غُبارِقِ ( غبس ) الغَبَس والغُبْسَة لَوْن الرَّماد وهو بياض فيه كُدْرة وقد أَغْبَسَ وذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه وقيل كل ذئب أَغبَس وفي حديث الأَعشى كالذِّئْبَةِ الغَبْساء في ظِلِّ السَّرَبْ أَي الغبراء وقيل الأَغْبَس من الذئاب الخَفِيف الحَريص وأَصله من اللَّون والوَرْدُ الأَغْبَس من الخَيْل هو الذي تدعون الأَعاجم السَّمَنْد اللحياني يقال غَبَس وغَبَش لوقت الغَلَس وأَصله من الغُبْسة وهو لوْن بين السواد والصُّفرة وحمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم وغَبَسُ الليل ظلامُه من أَوله وغَبَشه من آخره وقال يعقوب الغَبَس والغَبَش سواء حكاه في المُبْدَل وأَنشد ونِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم ونِعْمَ مأْوى الضَّريكِ في الغَبَسِ تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ ويَنْحَرُون العِشار في المَلَسِ يعني أَن لَبَنهم كثير يكفي الأَضياف حتى يُصدِرَهم ويَنْحَرُون مع ذلك العِشارَ وهي التي أَتى عليها من حَمْلِها عشرة أَشهر فيقول من سَخائهم يَنحرُون العِشار التي قد قرُب نَتاجُها وغَبَسَ الليل وأَغْبَس أَظلم وفي حديث أَبي بكر ابن عبد اللَّه إِذا استقبلوك يوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتى تَغْبِسَها حتى لا تَعُود أَن تَخَلَّفَ يعني إِذا مَضَيْت إِلى الجمعة فلقِيت الناس وقد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتى تُسَوِّده حَياء منهم كي لا تتأَخر بعد ذلك والهاء في تَغْبِيسهَا ضمير الغُرَّة أَو الطَّلْعَة والغُبْسَة لَون الرَّماد ولا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدهر وقولهم لا آتيك ما غَبا غُبَيْس أَي ما بقي الدهر قال ابن الأَعرابي ما أَدري ما أَصله وأَنشد الأُموي وفي بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ على الطَّعام ما غَبا غُبَيْسُ أَي فيهم جُود وما غَبا غُبَيْس ظرف من الزمان وقال بعضهم أَصله الذئب وغُبَيْس تصغير أَغْبَس مُرَخَّماً وغَبا أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَي التضعيف الأَلِف مثل تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض يقول لا أَتِيك ما دام الذئب يأْتي الغَنم غِبًّا

الصفحة 3207