كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

فهو مُغِدٌّ أَي به غُدَّة والأُنثى مُغِدٌّ بغير هاء ولما مَثَّل سيبويه قولهم أَغُدَّةً كَغُدَّةِ البعير قال أُغَدُّ غُدَّةً فجاءَ به على صيغة فِعل المفعول وأَغَدَّ القومُ أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ وأَغْدَّتِ الإِبِلُ صارت لها غُدَد من اللحم والجلد من داء وأَنشد الليث لا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا قال والغُدّة أَيضاً تكون في الشحم قال الأَصمعي من أَدواء الإِبل الغُدَّةُ وهو طاعونها يقال بعير مُغِدٌّ قال ابن الأَعرابي الغُدَّةُ لا تكون إِلا في البطن فإِذا مضت إِلى نحره ورُفْغِه قيل بعير دابر قال الأَزهري وسمعت العرب تقول غُدَّتِ الإِبلُ فهي مَغْدُودةٌ من الغُدَّةِ وغُدَّتِ الإِبلُ فهي مُغَدَّدَة
( * قوله « وغدت الإبل فهي مغددة » كذا بالأصل وليس الوصف جارياً على الفعل ) وبنو فلان مُغِدُّون إِذا ظهرت الغُدَّةُ في إِبلهم وقال ابن بزرج أَغَدَّتِ الناقة وأُغِدَّت ويقال بعير مَغْدُود وغادٌّ ومُغِدٌّ ومُغَدٌّ وإِبل مَغادُّ وأَنشد في الغادّ عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلينا بِجَنْبِ عُكاظَ كالإِبِلِ الغِدادِ وفي الحديث أَنه ذكَرَ الطاعونَ فقال غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير تأْخذهم في مَراقِّهم أَي في أَسفلِ بطونهم الغُدَّةُ طاعونُ الإِبل وقلما تسلم منه وفي حديث عامر بن الطفيل غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير ومَوْتٌ في بيت سَلُولِيَّةٍ ومنه حديث عمر ما هي بمُغِدٍّ فَيَسْتَحْجِيَ
( * قوله « فيستحجي » معناه يتغير كما في النهاية وان أغفله الصحاح والقاموس )
لحمُها يعني الناقة ولم يُدْخِلها تاء التأْنيث لأَنه أَراد ذات غدّة والغِدادُ جمع الغادّ وأَنشد أَبو الهيثم وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً لها غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ قال والغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ وما كان من فضول وَبَرٍ حسن وأَغَدَّ عليه انتفخ وغَضِبَ وأَصله من ذلك والمُغِدُّ الغَضْبانُ ورجل مِغْدادٌ كثير الغضَب ورأَيت فلاناً مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً إِذا رأَيتَه وارماً من الغضب وامرأَة مِغْدادٌ إِذا كان من خُلُقِها الغضبُ قال الشاعر يا رَبِّ مَنْ يَكْتُمُني الصِّعادا فَهَبْ له حَلِيلَةً مِغْدادا الأَصمعي أَغَدَّ الرجلُ فهو مُغِدٌّ أَي غَضِبَ وأَضَدَّ فهو مُضِدٌّ أَي غضبان ورجل مِغْدادٌ كثير الغضب وعليه غُدَّةٌ من مال أَي قِطْعة والجمع غَدائِدُ كَحُرَّة وحَرائِرَ ويروى بيت لبيد تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً والزَّعامَةُ للغلامِ والاعْرَفُ عدائد وفي التهذيب في شرح البيت الغدائد الفُضول وقال الفراء الغَدائدُ والغِدادُ الأَنْصِباء في قول لبيد ( غدر ) ابن سيده الغَدْرُ ضدُّ الوفاء بالعهد وقال غيره الغَدْرُ ترك الوفاء غدَرَهُ وغَدَر به يَغْدِرُ غَدْراً تقول غَدَرَ إِذا نقض العهد ورجل غادِرٌ وغَدَّارٌ وغِدِّيرٌ وغَدُور وكذلك الأُنثى بغير هاء وغُدَرُ وأَكثر ما يستعمل هذا في النداء في الشتم يقال يا غُدَرُ وفي الحديث يا غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتكففقال في الجمع يالَ غُدَر وفي حديث الحديبية قال عروة بن مسعود للمُغِيرة يا غُدَرُ وهل غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس ؟ قال ابن الأًثير غُدَر معدول عن غادِر للمبالغة ويقال للذكر غُدَر والأُنثى غَدارِ كقَطامِ وهما مختصّان بالنداء في الغالب ومنه حديث عائشة قالت للقاسم اجْلِسْ غُدَرُ أَي يا غُدَرُ فحذفت حرفَ النداء ومنه حديث عاتكة يا لَغُدَر يا لَفُجَر قال ابن سيده قال بعضهم يقال للرجل يا غُدَر ويا مَغْدَر ويا مَغْدِر ويا ابن مَغْدِر ومَغْدَر والأُنثى يا غَدارِ لا يستعمل إِلا في النداء وامرأَة غَدّار وغدّارة قال ولا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأَن الغُدَر في حال المعرفة عندهم وقال شمر رجل غُدَرٌ أَي غادِرٌ ورجل نُصَرٌ أَي ناصرٌ ورجل لُكَعٌ أَي لَئيم قال الأَزهري نَوَّنها كلها خلاف ما قال الليث وهو الصواب إِنما يترك صَرْف باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفة مثل عُمَر وزُفَر وفي الحديث بين يَدَي الساعة سِنونَ غدّارةٌ يَكثُر المطرُ ويَقِلّ النبات هي فَعّالة من الغَدْر أَي تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف فجعل ذلك غَدْراً منها وفي الحديث أَنه مر بأَرض يقال لها غَدِرة فسماها خَضِرة كأَنها كانت لا تسمح بالنبات أَو تنبت ثم تُسْرِع إِليه الآفةُ فشبِّهَت بالغادر لأَنه لا يَفِي وقد تكرر ذكر الغَدْرِ على اختلاف تصرُّفه في الحديث وغدرَ الرجلُ غَدْراً وغَدَراناً عن اللحياني قال ابن سيده ولست منه على ثقة وقالوا الئذب غادرٌ أَي لا عهد له كما قالوا الذِّئب فاجر والمغادَرة الترك وأَغْدَرَ الشيءَ تركه وبقّاه حكى اللحياني أَعانني فُلانٌ فأَغْدَرَ له ذلك في قلبي مَوَدَّةً أَي أَبْقاها والغُدرَة ما أُغْدِرَ من شيء وهي الغُدَارة قال الأَفْوه في مُضَرَ الحَمْراء لم يَتَّركْ غُدَارةً غير النِّساء الجُلوس وعلى بني فلان غَدَرةٌ من الصدقَة وغَدَرٌ أَي بقيّة وأَلْقَت الناقةُ غَدَرَها أَي ما أَغْدَرَتْه رَحِمُها من الدم والأَذى ابن السكيت وأَلقتِ الشاة غُدُورَها وهي بقايا وأَقذاءٌ تبقى في الرحم تلقيها بعد الولادة وقال أَبو

الصفحة 3216