قالوا هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني وإنما قالوا أَمْرَأَني قال ابن الأعرابي غَدِيَّةٌ مثلُ عَشِيَّة لغةٌ في غَدْوةٍ كضَحيَّة لغة في ضَحْوة فإذا كان كذلك فغَدِيَّة وغَدايا كعَشِيَّةٍ وعَشايا قال ابن سيده وعلى هذا لا تقول إنَّهم إنما كَسَّروا الغَدايا من قولهم إني لآتيه بالغدايا والعَشايا على الإتْباع للعشايا إنما كسَّروه على وجْهِه لأن فَعِيلة بابُه أَن يكَسَّر على فَعائِلَ أَنشد ابن الأعرابي أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمِّيَهْ غَدِيَّاتُ قَيْظِ أَو عَشِيّاتُ أَشْتِيَهْ قال إنما أَراد غَدِيَّات قيظٍ أَو عَشِيّات أَشْتِية لأَنَّ غدِيَّاتِ القَيْظِ أَطول من عَشِيَّاتِه وعَشِيَّاتُ الشتَاءِ أَطْولُ من غَدِيَّاته والغُدُوُّ جمع غداةٍ نادرةٌ وأَتَيْته غُدَيَّانات على غير قياس كعُشَيَّانات حكاهما سيبويه وقال هما تصغيرٌ شاذّ وغَدا عليه غدْواً وغُدُوّاً واغْتَدى بكَّر والاغْتِداء الغُدُوُّ وغاداه باكَره وغَدَا عليه والغُدُوُّ نقِيضُ الرَّواحِ وقد غَدا يَغْدُو غُدُوّاً وقوله تعالى بالغُدُوِّ والآصالِ أَي بالغدوات فعبَّر بالفعْل عن الوَقْتِ كما يقال أَتَيْتُك طلوعَ الشمسِ أَي في وقْتِ طلوع الشمس ويقال غَدا الرجلُ يَغْدُو فهو غادٍ وفي الحديث لَغَدْوَةٌ أَو رَوْحَةٌ في سبيلِ الله الغَدْوة المَرَّة من الغُدُوِّ وهو سَيْرُ أَولِ النهارِ نقيضُ الرَّواحِ والغادِيَة السَّحابَة التي تَنْشَأُ غُدْوة وقيل لابنة الخُسِّ ما أَحْسَنُ شيءٍ ؟ قالت أَثَرُ غادية في إثْرِ ساريةٍ في مَيْثاء رابيَةٍ وقيل الغادِية السَّحابة تنشأُ فتُمْطر غُدْوةً وجمعُها غَوادٍ وقيل الغادِيةُ سحابةٌ تَنْشَأُ صباحاً والغَداءُ الطَّعامُ بعَيْنِه وهو خِلافُ العَشاء ابن سيده الغَداءُ طَعامُ الغُدْوِةِ والجمع أَغْدِيَة عن ابن الأَعرابي أَبو حنيفة الغَداءُ رَعْيُ الإبلِ في أَولِ النهارِ وقد تَغَدَّتْ وتَغَدَّى الرجل وغَدَّيْتُه ورجلٌ غَدْيانُ وامرأَة غَدْيا على فَعْلى وأَصلُها الواو ولكنها قُلِبَت اسْتِحْساناً لا عن قُوَّةِ علّة وغَدَّيْتُه فتَغَدَّى وإذا قيل لك تَغَدَّ قلتَ ما بي غَدَاءٌ حكاه يعقوبُ وتقول أَيضاً ما بي من تَغَدٍّ وقيل لا يقال ما بي غَداء
( * قوله « قلت ما بي غداء » حكاه يعقوب هكذا في الأصل وعبارة المحكم قلت ما بي تغدّ ولا تقل ما بي غداه حكاه يعقوب ) ولا عَشاءٌ لأَنه الطعامُ بعيْنه وإذا قيل لك ادْنُ فكُلْ قلتَ ما بي أَكْلٌ بالفتح وفي حديث السحور قال هَلُمَّ إلى الغَداء المُباركِ قال الغَداءُ الطعامُ الذي يُؤْكَل أَوّلَ النهارِ فسُمِّي السحور غَداءً لأَنه للصائم بمنزلته لِلمُفْطِر ومنه حديث ابن عباس كنتُ أَتَغَدَّى عندَ عُمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه في رمضانَ أَي أَتَسَحَّر ويقال غَدِيَ الرجل يَغْدَى فهو غَدْيانٌ وامرأَة غَدْيانةٌ وعَشِيَ الرجلُ يَعْشى فهو عَشْيانٌ وامرأَةٌ عَشْيانةٌ بمعنى تَغَدَّى وتَعَشَّى وما تَرَكَ من أَبِيهِ مَغْدًى ولا مَراحاً ومَغْدَاةً ولا مَراحَةً أَي شَبَهاً حكاهما الفارسي والغَدَوِيُّ كلُّ ما في بُطون الحَواملِ وقومٌ يجعَلونه في الشتاءِ خاصَّة والغَدَوِيُّ أَن يُباعَ البعيرُ أَو غيرُه بما يَضْرِب الفَحْلُ وقيل هو أَن تُباعَ الشاةُ بِنتاجِ ما نَزا به الكَبْشُ ذلك العامَ قال الفرزدق ومُهورُ نِسْوتِهمْ إِذا ما أَنْكحوا غَدَويُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ قال ابن سيده والمَحْفوظ عند أَبي عبيد الغَذَوِيُّ بالذال المعجمة وقال شمر قال بعضهم هو الغَذَوي بالذال المعجمة في بيت الفرزدق ثم قال ويروى عن أَبي عبيدة أَنه قال كلُّ ما في بُطون الحَواملِ غَدَويٌّ من الإِبل والشاءِ وفي لغة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في بطون الشاءِ خاصة وأَنشد أَبو عبيدة أَرْجُو أَبا طَلْقٍ بحُسْنِ ظَنِّى كالغَدَوِيِّ يُرْتَجَى أَن يُغْني وفي الحديث عن يزيدَ بن مرَّة أَنه قال نُهِي عن الغَدَويِّ وهو كلُّ ما في بُطون الحوامِل كانوا يَتبايَعُونَه فيما بينهم فنُهوا عن ذلك لأَنه غَرَرٌ وأَنشد أَعْطَيْتِ كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِ وعاجِلاتِ آجِلِ السِّخَالِ في حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفالِ وبعضهم يرويه بالذال المعجمة وغادِيَةُ امْرأَةٌ من بني دُبَيْرٍ وهي غادِيَة بنتُ قَزَعَة
( غذج ) غَذَجَ الماءَ يَغْذِجُه غَذْجاً جَرعَه قال ابن دريد ولا أَدري ما صحتها ( غذذ ) غَذَّ العِرْقُ يَغُذُّ غذًّا وأَغذ سال وغَذَّ الجُرح يَغُِذُّ غذّاً ورِم والغَاذُّ الغَرَب حيث كان من الجسد وغَذيِذَةُ الجُرحْ مَدَّته وغَثِيثَتُه التهذيب الليث غذ الجرح يَغُِذّ إِذا ورِم قال الأَزهري أَخطأَ الليث في نفسير غذ والصواب غذ الجرح إِذا سال ما فيه من قيح وصديد وأَغذَّ الجرحُ وأَغثَّ إِذا أَمدَّ وفي حديث طلحة فجعل الدمُ يومَ الجَمَلِ يَغُِذُّ من رِكبته أَي يسيل غَذَّ العِرْقُ إِذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع ويجوز أَن يكون من إِغذاذ السير والغاذّ في العين عِرْقٌ يَسْقِي ولا ينقطع وكلاهما اسم كالكاهل والغارب وعِرْقٌ غاذٌّ لا يرقأُ وقال أَبو زيد تقول العرب للتي نَدْعوها نحن