مَغْرِبَيْها أَقصى المَغارب في الشِّتاءِ وكذلك في الجانب الآخر وقوله جَلَّ ثناؤُه فلا أُقْسِمُ برَبِّ المَشارق والمَغارِب جَمعَ لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع وتَغْرُبُ في موضع إِلى انتهاءِ السنة وفي التهذيب أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه فهي مائة وثمانون مَشْرقاً ومائة وثمانون مغْرِباً [ ص 638 ] والغُرُوبُ غُيوبُ الشمس غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً غابَتْ في المَغْرِبِ وكذلك غَرَبَ النجمُ وغَرَّبَ ومَغْرِبانُ الشمسِ حيث تَغرُبُ ولقيته مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عند غُروبها وقولُهم لقيته مُغَيْرِبانَ الشمسِ صَغَّروه على غير مُكَبَّره كأَنهم صغروا مَغرِباناً والجمع مُغَيْرِباناتُ كما قالوا مَفارِقُ الرأْس كأَنهم جعلوا ذلك الحَيِّز أَجزاءً كُلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ منها جُزْءٌ فَجَمَعُوه على ذلك وفي الحديث أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم في آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم كما بين صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ الشمس أَي إِلى وَقتِ مَغِيبها والمَغرِبُ في الأَصل مَوْضِعُ الغُروبِ ثم استُعْمِل في المصدر والزمان وقياسُه الفتح ولكن استُعْمِل بالكسر كالمَشْرِق والمسجِد وفي حديث أَبي سعيدٍ خَطَبَنا رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم إِلى مُغَيربانِ الشمسِ والمُغَرِّبُ الذي يأْخُذُ في ناحية المَغْرِبِ قال قَيْسُ بنُ المُلَوّح
وأَصْبَحْتُ من لَيلى الغَداة كناظِرٍ ... مع الصُّبْح في أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ
وقد نَسَبَ المُبَرِّدُ هذا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري وغَرَّبَ القومُ ذَهَبُوا في المَغْرِبِ وأَغْرَبُوا أَتَوا الغَرْبَ وتَغَرَّبَ أَتَى من قِبَلِ الغَرْب والغَرْبيُّ من الشجر ما أَصابته الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها وفي التنزيل العزيز زَيْتُونةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ والغَرْبُ الذهابُ والتَّنَحِّي عن الناسِ وقد غَرَبَ عنا يَغْرُبُ غَرْباً وغَرَّبَ وأَغْرَبَ وغَرَّبه وأَغْرَبه نَحَّاه وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَمَر بتَغْريبِ الزاني سنةً إِذا لم يُحْصَنْ وهو نَفْيُه عن بَلَده والغَرْبة والغَرْبُ النَّوَى والبُعْد وقد تَغَرَّب قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف سحاباً
ثم انْتَهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً ... مِنْه لنَجْدٍ طَائفٌ مُتَغَرِّبُ
وقيل مُتَغَرِّبٌ هنا أَي من قِبَل المَغْرب ويقال غَرَّبَ في الأَرض وأَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فيها قال ذو الرمة أَدْنَى تَقاذُفِه التَّغْريبُ والخَبَبُ ويُروى التَّقْريبُ ونَوًى غَرْبةٌ بعيدة وغَرْبةُ النَّوى بُعْدُها قال الشاعر
وشَطَّ وليُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ ... تَيَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْيانا
النَّوَى المكانُ الذي تَنْوي أَنْ تَأْتِيَه في سَفَرك ودارُهم غَرْبةٌ نائِيَةٌ وأَغْرَبَ القومُ انْتَوَوْا وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ بفتح الراءِ بعيد قال الكميت
عَهْدَك من أُولَى الشَّبِيبةِ تَطْلُبُ ... على دُبُرٍ هيهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ
وقالوا هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟ أَي هل من خَبَر جاءَ من بُعْدٍ ؟ وقيل إِنما هو هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟ وقال يعقوب إِنما هو هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ ؟ يعني الخَبَر الذي يَطْرَأُ عليك من بلَدٍ سوَى بلدِك وقال ثعلب ما [ ص 639 ] عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِي ذلك عنه أَي طَريفةٌ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال لرجل قَدِمَ عليه من بعض الأَطْرافِ هل من مُغَرِّبةِ خَبَر ؟ أَي هل من خبَرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ ؟ قال أَبو عبيد يقال بكسر الراءِ وفتحها مع الإِضافة فيهما وقالها الأُمَوِيُّ بالفتح وأَصله فيما نُرَى من الغَرْبِ وهو البُعْد ومنه قيل دارُ فلانٍ غَرْبةٌ والخبرُ المُغْرِبُ الذي جاءَ غريباً حادثاً طريفاً والتغريبُ النفيُ عن البلد وغَرَبَ أَي بَعُدَ ويقال اغْرُبْ عني أَي تباعَدْ ومنه الحديث أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزاني التغريبُ النفيُ عن البلد الذي وَقَعَتِ الجِنايةُ فيه يقال أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إِذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه والتَّغَرُّبُ البُعْدُ وفي الحديث أَن رجلاً قال له إِنَّ امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس فقال غرِّبْها أَي أَبْعِدْها يريدُ الطلاق وغَرَّبَت الكلابُ أَمْعَنَتْ في طلب الصيد وغَرَّبه وغَرَّبَ عليه تَرَكه بُعْداً والغُرْبةُ والغُرْب النُّزوحُ عن الوَطَن والاغْتِرابُ قال المُتَلَمِّسُ
أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بن مالكٍ ... رِسالةَ مَن قد صار في الغُرْبِ جانِبُهْ
والاغْتِرابُ والتغرُّب كذلك تقول منه تَغَرَّبَ واغْتَرَبَ وقد غَرَّبه الدهرُ ورجل غُرُب بضم الغين والراء وغريبٌ بعيد عن وَطَنِه الجمع غُرَباء والأُنثى غَريبة قال
إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ ... سُهَيْلٌ أَذاعَتْ غَزْلَها في الغَرائبِ
أَي فَرَّقَتْه بينهنّ وذلك أَن أَكثر من يَغْزِل بالأُجرة إِنما هي غريبةٌ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سُئِلَ عن الغُرباء فقال