فأَنْحَى عليها ذاتَ حَدٍّ غُرابُها ... عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ مُشارِزُ
وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف والغرابُ اسم فرسٍ لغَنِيٍّ على التشبيه بالغُرابِ من الطَّيرِ ورِجْلُ الغُراب ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شديدٌ لا يَقْدِرُ الفَصِيلُ على أَن يَرْضَعَ معه ولا يَنْحَلُّ وأَصَرَّ عليه رِجْلَ الغرابِ ضاقَ عليه الأَمْرُ وكذلك صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ قال الكُمَيْتُ
صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْكُكَ في النا ... سِ على من أَرادَ فيه الفُجُورا
ويروى صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ ورجلَ الغرابِ مُنْتَصِبٌ على المَصْدَر تقديره صَرّاً مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الغراب وإِذا ضاقَ على الإِنسان معاشُه قيل صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ ومنه قول الشاعر
إِذا رِجْلُ الغُرابِ عليَّ صُرَّتْ ... ذَكَرْتُكَ فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِيرُ
وأَغرِبةُ العَرَبِ سُودانُهم شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ في لَوْنِهِم والأَغْرِبَةُ في الجاهلية عَنْترةُ وخُفافُ ابن نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ وأَبو عُمَيرِ بنُ الحُبابِ السُّلَمِيُّ أَيضاً وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ وهشامُ ابنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ قد وَلِيَ في الإِسلام قال ابن الأَعرابي وأَظُنُّهُ قد وَلِيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر ومن الإِسلاميين عبدُاللّه بنُ خازم وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الحُبابِ السُّلَمِيُّ وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِيّ ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ ومَطَرُ ابن أَوْفى المازِنيّ وتأَبَّطَ شَرّاً والشّنْفَرَى ( 1 )
( 1 ليس تأبّط شراً والشنفرى من الإسلاميين وإنما هما جاهليّان )
وحاجِزٌ قال ابن سيده كل ذلك عن ابن الأَعرابي قال ولم يَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلى أَب ولا أُم ولا حيٍّ ولا مكانٍ ولا عَرَّفَه بأَكثر من هذا وطار غرابُها بجَرادتِكَ وذلك إِذا فات الأَمْرُ ولم يُطْمَعْ فيه حكاهُ ابنُ الأَعرابي وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ شديدُ السوادِ وقولُ بِشْر بن أَبي خازم
رأَى دُرَّة بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخامٌ كغِرْبانِ البَريرِ مُقَصَّبُ
يعني به النضيج من ثَمَر الأَراك الأَزهري وغُرابُ البَرِيرِ عُنْقُودُه الأَسْوَدُ وجمعه غِرْبانٌ وأَنشد بيت بشر بن أَبي خازم ومعنى يَحْفِلُ لَوْنَها يَجْلُوه والسُّخَامُ كُلُّ شيءٍ لَيِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما وأَراد به شعرها والمُقَصَّبُ المُجَعَّدُ وإِذا قلت غَرابيبُ سُودٌ تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلاً من غَرابيبِ لأَن توكيد الأَلوان لا يتقدَّم وفي الحديث إِن اللّه يُبْغِضُ الشيخَ الغِرْبِيبَ هو [ ص 647 ] الشديدُ السواد وجمعُه غَرابيبُ أَراد الذي لا يَشيبُ وقيل أَراد الذي يُسَوِّدُ شَيْبَه والمَغارِبُ السُّودانُ والمَغارِبُ الحُمْرانُ والغِرْبِيبُ ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف شديدُ السَّوادِ وهو أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه وأَشَدُّه سَواداً والغَرَبُ الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرس مع ابْيضاضِها وعينٌ مُغْرَبةٌ زَرْقاءُ بيضاءُ الأَشْفارِ والمَحاجِر فإِذا ابْيَضَّتْ الحَدَقةُ فهو أَشدُّ الإِغرابِ والمُغْرَبُ الأَبيضُ قال مُعَوية الضَّبِّيُّ
فهذا مَكاني أَو أَرَى القارَ مُغْرَباً ... وحتى أَرَى صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ
ومعناه أَنه وَقَعَ في مكان لا يَرْضاه وليس له مَنْجًى إِلاّ أَن يصير القارُ أَبيضَ وهو شِبه الزفت أَو تُكَلِّمَه الجبالُ وهذا ما لا يكون ولا يصح وجوده عادة ابن الأَعرابي الغُرْبةُ بياض صِرْفٌ والمُغْرَبُ من الإِبل الذي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه وحَدَقَتاه وهُلْبُه وكلُّ شيء منه وفي الصحاح المُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ من كل شيءٍ قال الشاعر
شَرِيجَانِ من لَوْنَيْنِ خِلْطانِ منهما ... سَوادٌ ومنه واضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
والمُغْرَبُ من الخَيل الذي تَتَّسِعُ غُرَّتُه في وجهِه حتى تُجاوِزَ عَيْنَيْه وقد أُغْرِبَ الفرسُ على ما لم يُسمَّ فاعله إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه عينيه وابْيَضَّت الأَشفارُ وكذلك إِذا ابيضتْ من الزَّرَق أَيضاً وقيل الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ مما يَلي الخاصرةَ وقيل المُغْرَب الذي كلُّ شيء منه أَبيضُ وهو أَقْبَحُ البياض والمُغْرَبُ الصُّبْح لبياضه والغُرابُ البَرَدُ لذلك وأُغْرِبَ الرجلُ وُلِدَ له وَلدٌ أَبيضُ وأُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه عن الأَصمعي والغَرْبِيُّ صِبْغٌ أَحْمَرُ والغَرْبيُّ فَضِيخُ النبيذِ وقال أَبو حنيفة الغَرْبِيُّ يُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده ولا يَزال شارِبُه مُتَماسِكاً ما لم تُصِبْه الريحُ فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ وأَصابتْه الريحُ ذَهَبَ عقلُه ولذلك قال بعضُ شُرَّابه
إِنْ لم يكنْ غَرْبِيُّكُم جَيِّداً ... فنحنُ باللّهِ وبالرِّيحِ
وفي حديث ابن عباس اخْتُصِمَ إِليه في مَسِيلِ المَطَر فقال المَطَرُ غَرْبٌ والسَّيْلُ شَرْقٌ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَأُ من غَرْبِ