كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كلِّ سُدْفَةٍ تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَّدامى المُطرِّبِ قال الليث كل صائت طَرَّبَ في الصَّوْت غَرِدٌ والفعل غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً الأَصمعي التغريد الصَّوْتُ وغَرِدَ الطائر فهو غَرِدٌ والتغريد مثله قال سويد بن كراع العكلي إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حاديها فَرَيْنَ بها فَلْقا وغَرَّدَ الإِنسانُ رفع صوتَه وطَرَّبَ وكذلك الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ وحكى الهجري سمعت قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بتغريده وقيل كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ فَغَرِدٌ على النسب قال ابن سيده وغِرْدٌ أُراهُ متغيراً منه وقول مليح الهذلي سُدْساً وبُزْلاً إِذا ما قامَ راحِلُها تَحَصَّنَتْ بِشَباً أَطْرافُه غَرِدُ وحَّدَ غَرِداً وإِن كان خبراً عن الأَطراف حملاً على المعنى كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد فأَما قول الهذلي يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ بها كلُّ مُنْجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل ففيه دلالة على أَن يُغَرِّدُ يتعدى كتعدي يُغَنِّي وقد يجوز أَن يكون على حذف الجر وإِيصال الفعل وقوله لا أَشْتَهِي لَبَنَ البعيرِ وعِندنَا غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ معناه وعندنا نبيذ يحمل صاحبه على أَن يتغنى إِذا شربه وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ قال النابغة الجعدي تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً ومُزاحِماً عليهم نِصاراً وما تَغَرَّدَ راكِبُ واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ دعاه بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ قال أَبو نخيلة واستَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا وغَرَّدَت القَوْسُ صَوَّتَتْ عن أَبي حنيفة والغِرْدُ بالكسر والغَرْدُ بالفتح والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ ضرب من الكَمْأَةِ وقيل هي الصغار منها وقيل هي الرديئةُ منها والجمع غِرَدَةٌ وغِرادٌ وجمع الغَرادةِ غَرادٌ وهي المَغاريدُ واحدها مُغْرود قال يَحُجُّ مأُمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ قال أَبو عمرو الغَرادُ الكَمْأَةُ واحدتها غَرادَةٌ وهي أَيضاً الغِرادَةُ واحدتها غَرَدَةٌ
( * قوله « وهي أَيضاً الغرادة واحدتها غردة » كذا في الأصل بهذا الضبط ) وقال أَبو عبيد هي المُغْرُودةُ فرد ذلك عليه وقيل إِنما هو المُغْرُودُ ورواه الأَصمعي المَغْرودُ من الكمأَة بفتح الميم وقال أَبو الهيثم الغَرَدُ والمُغْرُودُ بضم الميم الكمأَة وهو مُفعول نادر وأَنشد لو كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا قال الفراء ليس في كلام العرب مُفْعُولٌ مضموم الميم إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة ومُغْفُورٌ واحد المَغافِر وهو شيء ينضحه العُرفُطُ حلو كالناطف ويقال مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لواحد المعاليق والجمع المَغاريدُ والمَغْرُوداءُ الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ
( غردق ) التهذيب الليث الغَرْدَقَة إِلْباسُ الليل يُلْبِس كل شيء ويقال غَرْدَقَت المرأَةُ سترها إِذا أَرسلته والغَردقةُ ضرب من الشجر أَبو عمرو الغَرْدَقة إِلْباس الغُبار الناس وأَنشد إِنا إِذا قَسْطَلُ يوم غَرْدَقا
( غرر ) غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة الأَخيرة عن اللحياني فهو مَغرور وغرير خدعه وأَطعمه بالباطل قال إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا لمغرور أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور فأَيُّ فائدة في قوله لمغرور إِنما هو على ما فسر واغْتَرَّ هو قَبِلَ الغُرورَ وأَنا غَرَرٌ منك أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ وفي الحديث المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه وهو ضد الخَبّ يقال فتى غِرٌّ وفتاة غِرٌّ وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق ومنه حديث الجنة يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو الشرِّ منقادون فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم وقول طرفة أَبا مُنْذِرٍ كانت غُروراً صَحِيفتي ولم أُعْطِكم في الطَّوْعِ مالي ولا عِرْضِي إِنما أَراد ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك قاله ابن سيده قال لأَن الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً والغَرورُ ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما وخص يعقوب به الشيطان وقوله تعالى ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور قيل الغَرور الشيطان قال الزجاج ويجوز الغُرور بضم الغين وقال في تفسيره الغُرور الأَباطيل ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود والغُرور بالضم ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا وفي التنزيل العزيز لا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا يقول لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها

الصفحة 3232