كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

لا تدخلوا إِليهن على غِرّة يقال اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته ابن الأَثير وفي حديث حاطب كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم قال قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب كنت غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً يقال غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به قال وذكره الهروي في العين المهملة كنت عَرِيراً قال وهذا تصحيف منه قال ابن الأَثير أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح فإِن الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح والله تعالى أَعلم وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها وقد تقدم في العين المهملة
( غرز ) غَرَزَ الإِبْرَةَ في الشيء غَرْزاً وغَرَّزَها أَدخلها وكلُّ ما سُمِّرَ في شيء فقد غُرِزَ وغُرِّزَ وغَرَزْتُ الشيءَ بالإبرة أَغْرِزُه غَرْزاً وفي حديث أَبي رافع مَرَّ بالحسن بن عليّ عليهما السلام وقد غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه أَي لَوَى شعره وأَدخل أَطرافه في أُصوله وفي حديث الشَّعْبيِّ ما طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه في بَرْدٍ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ وهو الكوكب المعروف في برج الميزان وطلوعه يكون مع الصبح لخمس تخلو من تَشْرِينَ الأوّل وحينئذ يبتدئ وهو من غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه في الأَرض إِذا أَراد أَن يَبِيضَ وغَرَزت الجَرادَةُ وهي غارِزٌ وغرَّزَتْ أَثبتت ذَنَبها في الأَرض لتبيض مثل رَزَّتْ وجَرادةٌ غارِزٌ ويقال غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ ذَنَبها في الأَرض لِتَسْرَأَ والمَغْرَزُ بفتح الراء موضع بيضها ويقال غَرَزْتُ عُوداً في الأَرض ورَكَزْتُه بمعنى واحد ومَغْرِزُ الضِّلَع والضِّرْس والريشة ونحوها أَصْلُها وهي المغارِزُ ومَنْكِب مُغَرَّزٌ مُلْزَقٌ بالكاهل والغَرْزُ رِكابُ الرحْل وقيل ركاب الرحْل من جُلود مخروزة فإِذا كان من حديد أَو خشب فهو رِكابٌ وكل ما كان مِساكاً للرِّجْلَين في المَرْكَب غَرْزٌ وغَرَزَ رِجْلَه في الغَرْزِ يَغْرِزُها غَرْزاً وضعها فيه ليركب وأَثبتها واغْتَرَزَ رَكِبَ ابن الأَعرابي والغَرْزُ للناقة مثل الحزام للفرس غيره الغَرْزُ للجَمَلِ مثل الركاب للبغل وقال لبيد في غَرْز الناقة وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ وفي الحديث كان صلى الله عليه وسلم إِذا وَضَع رِجْلَه في الغَرْزِ يريد السفرَ يقول بسم لله الغَرْزُ رِكابُ كُورِ الجَمَلِ وفي الحديث أَن رجلاً سأَله عن أَفضل الجهاد فسكت عنه حتى اغْتَرَزَ في الجَمْرَةِ الثالثة أَي دخَل فيها كما يَدْخُلُ قَدَمُ الراكب في الغَرْزِ ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال لعمر رضي الله عنهما اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه أَي اعتلق به وأَمسِكْه واتَّبِعْ قولَهُ وفعلَهُ ولا تُخالِفْه فاستعار له الغَرْزَ كالذي يُمسِكُ بركاب الراكب ويسير بسيره واغْتَرَزَ السَّيْرَ اغْتِرازاً إِذا دنا مَسِيرُه وأَصله من الغَرْزِ والغارِزُ من النوق القليلةُ اللبن وغَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ
( * قوله « وغرزت الناقة تغرز » من باب كتب كما هو صنيع القاموس ووجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحيحة من النهاية والحاصل أن غرز بمعنى نخس وطعن وأثبت من باب ضرب وبمعنى أطاع بعد عصيان من باب سمع وغرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما في القاموس وغيره )
غِرازاً وهي غارِزٌ من إِبل غُرَّزٍ قَلَّ لبنها قال القُطامي كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي حينَ ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا نسب ذلك إِلى الحوالب لأَن اللبن إِنما يكون في العروق وغَرَّزَها صاحِبُها ترك حلبها أَو كَسَع ضَرْعَها بماء بارد ليذهب لبنها وينقطع وقيل التَّغْرِيزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بين حلبتين وذلك إِذا أَدبر لبن الناقة الأَصمعي الغارِزُ الناقةُ التي قد جَذَبَتْ لبنها فرفعته قال أَبو حنيفة التَّغْرِيزُ أَن يَنْضَح ضَرْعَ الناقة بالماء ثم يُلَوِّثَ الرجلُ يَدَه في التراب ثم يَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حتى يدفع اللبن إِلى فوق ثم يأْخذ بذنبها فيجتذبها به اجتذاباً شديداً ثم يكسعها به كسعاً شديداً وتُخَلَّى فإِنها تذهب حينئذ على وجهها ساعة وفي حديث عطاء وسئل عن تَغْرِيزِ الإِبل فقال إِن كان مُباهاةً فلا وإِن كان يريد أَن تَصْلُحَ للبيع فَنَعَمْ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون تَغْرِيزُها نِتاجَها وسِمَنَها من غَرْزِ الشجر قال والأَول الوجه وغَرَزَتِ الأَتانُ قَلَّ لبنها أَيضاً أَبو زيد غَنَمٌ غَوارِزُ وعُيونٌ غَوارِزُ ما تجري لهن دُموع وفي الحديث قالوا يا رسول الله إِن غنمنا قد غَرَزَتْ أَي قلّ لبنها يقال غَرَزَت الغنم غِرازاً وغَرَّزَها صاحبُها إِذا قطع حلبها وأَراد أَن تَسْمَنَ ومنه قصيد كعب تمرُّ مِثلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ بغارِزٍ لم تُخَوِّنْهُ الأَحالِيلُ الغارِزُ الضَّرْعُ قد غَرَزَ وقَلَّ لبنه ويروى بغارب والغارِزُ من الرجال القليل النكاح والجمع غُرَّزٌ والغَرِيزَةُ الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجِيَّة من خير أَو شر وقال اللحياني هي الأَصل والطبيعة قال الشاعر إِنّ الشَّجاعَةَ في الفَتى والجُودَ من كَرَمِ الغَرائزْ

الصفحة 3239