كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

مَواضِع الغَرْضِ من بطونها قال أَبو محمد الفقعسي يَشْرَبْنَ حتى يُنْقِضَ المَغعارِضُ لا عائِفٌ منها ولا مُعارِضُ وأَنشد آخر لشاعر عَشَّيْت جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنَّه اطَّافا
( * استدَّ أَي انسدَّ )
أَي انسَدَ ذلك الموضع من شدة الامتلاء والجمع المَغارِضُ والمَغْرِضُ رأْس الكتف الذي فيه المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ وقيل هو باطن ما بين العَضُدِ مُنْقَطَعِ
( * قوله « بين العضد منقطع » كذا بالأصل )
الشَّراسِيفِ والغَرْضُ المَلْءُ والغَرْضُ النقصانُ عن المِلْءِ وهو من الأَضداد وغَرَضَ الحوْضَ والسِّقاءَ يَغْرِضُهما غَرْضاً مَلأَهُما قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى أَغْرَضَه قال الراجز لا تأْوِيا للحوْضِ أَن يَغِيضا أَن تُغْرضا خَيْرٌ من أَن تَغِيضا والغَرْضُ النقصانُ قال لقد فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ أَي كانت لهن أَلبان يُقْرَى منها فَفَدَتْ أَعناقَها من أَن تنحر ويقال الغَرْضُ موضع ماء تَرَكْتَه فلم تجعل فيه شيئاً يقال غَرِّضْ في سقائك أَي لا تملأْه وفلان بحر لا يُغَرَّضُ أَي لا يُنْزَحُ وقيل في قوله والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ ما أَخْلَيْتَه من الماء كالأَمْتِ في السقاء والغَرْضُ أَيضاً أَن يكون الرجل سميناً فيُهْزَلَ فيبقى في جسده غُرُوضٌ وقال الباهلي الغَرْضُ أَن يكون في جُلودها نُقْصانٌ وقال أَبو الهيثم الغَرْضُ التَّثَنِّي والغَرَضُ الضَّجَر والملالُ وأَنشد ابن بري للحُمامِ ابن الدُّهَيْقِين لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا قامَتْ قِياماً رَيِّثاً لِتَنْهَضا قوله غَرَضا أَي ضجَراً وغَرِضَ منه غَرَضاً فهو غَرِضٌ ضَجِرَ وقَلِقَ وقد غَرِضَ بالمُقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً وأَغْرَضَه غيره وفي الحديث كان إِذا مَشَى عُرِفَ في مَشْيِه أَنه غير غَرِضٍ الغَرِضُ القَلِقُ الضَّجِرُ وفي حديث عَديّ فسِرْتُ حتى نزلْت جَزِيرةَ العرب فأَقمت بها حتى اشتد غَرَضِي أَي ضجَرِي ومَلالي والغَرَضُ أَيضاً شدّة النِّزاعِ نحو الشيء والشوْقِ إِليه وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً فهو غَرِضٌ اشتاقَ قال ابن هَرْمةَ إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبِيبِ الغائِبِ أَي مَحاسِنِ وجْهِها التي يُنْصِفُ بعضُها بعضاً في الحسن قال الأَخفش تفسيره
( * قوله « تفسيره » ليس الغرض تفسير البيت ففي الصحاح وقد غرض بالمقام يغرض غرضاً ويقال أَيضاً غرضت إِليه بمعنى اشتقت إِليه قال الأَخفش تفسيره إلخ ) غَرِضْتُ من هؤلاء إِليه لأَن العرب تُوصِلُ بهذه الحروف كلها الفعل قال الكلابي فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي بِحَجْرٍ إِلى أَهلِ الحِمَى غَرِضانِ تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها من صَبابةٍ وأُخْفِي الذي لوْلا الأَسَى لَقَضاني وقال آخر يا رُبَّ بَيْضاءَ لها زَوْجٌ حَرِضْ تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ كما يَرْمِي الغَرِضْ أَي المُشْتاقُ وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً فَصَلْناه عن أُمَّهاتِه وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً كسَره كسْراً لم يَبِنْ وانْغَرَضَ الغُصْن تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غير بائن والغَرِيضُ الطَّرِيُّ من اللحم والماء واللبن والتمر يقال أَطْعِمْنا لحماً غَرِيضاً أَي طريّاً وغَرِيضُ اللبن واللحم طريُّه وفي حديث الغِيبة فَقاءَتْ لحماً غَرِيضاً أي طَريّاً ومنه حديث عمر فيُؤْتى بالخبزِ ليّناً وباللحم غَريضاً وغَرُضَ غِرَضاً فهو غَريضٌ أَي طَرِيّ قال أَبو زبيد الطائي يصف أَسداً يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ رُفاتُ عِظامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ مُغِبّاً أَي غابّاً مُشَرْشَرٌ مُقَطَّعٌ ومنه قيل لماء المطر مَغْرُوضٌ وغَريضٌ قال الحادرةُ بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ والمَغْرُوضُ ماءُ المطر الطَّرِيّ قال لبيد تَذَكَّرَ شَجْوه وتَقاذَفَتْه مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ وقولهم وَرَدْتُ الماء غارِضاً أَي مُبْكِراً وغَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه كذلك وغَرَضْتُ له غَريضاً سقيته لبناً حليباً وأَغْرَضْتُ للقوم غَريضاً عَجَنْتُ لهم عجيناً ابْتَكَرْتُه ولم أُطْعِمهم بائِتاً ووِرْدٌ غارِضٌ باكِرٌ وأَتَيْتُه غارِضاً أَولَ النهار وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً وهو أَن تَمْخَضَه فإِذا ثَمَّرَ وصار ثَميرة قبل أَن يجتمع زبده صبَّتْه فسقته للقوم فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ ويقال أَيضاً غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قبل إِناه وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه من الفُكاهةِ وهو

الصفحة 3241