به المزادُ فيُبَرِّد الماء وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف واحده وجميعه سواء وأَهل الطائف يسمونه النَّفْس وقال ابن الأَعرابي يقال أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة وغيره من لِحاء الشجر قال أَبو منصور والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادية قال وقد رأَيته قال والذي عندي أَن الجلود الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد قال ابن الأَعرابي والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به قال الأَزهري وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح قال أَبو حنيفة إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور وقال مرة الغَرْف ساكنة الراء ما دُبغ بغير القَرَظ وقال أَيضاً الغرْف ساكنة الراء ضروب تُجمع فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً وقال الأَصمعي الغرْف بإسكان الراء جلود يؤتى بها من البحرين وقال أَبو خَيْرة الغَرْفية يمانية وبَحْرانية قال والغَرَفية متحركة الراء منسوبة إلى الغَرَف ومزادة غَرْفية مدبوغة بالغَرْف قال ذو الرمة وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ يعني مزادة دبغت بالغَرْف ومُشَلشَل من نعت السَّرَب في قوله ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ ؟ قال ابن دريد السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره وأَنشد بيت ذي الرمة وقال من روى سرب بالكسر فقد أَخطأَ وربما جاء الغرف بالتحريك وأَنشد ومَرِّ الرّيح بالغَرَف قال ابن بري قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي الغَرْف ضروب تجمع فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً أَبو حنيفة والغَرَف شجر تُعمل منه القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد وقال القزاز يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت القِسِيُّ تُعمل من عيدانه وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي أَن الغرْف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه وعليه قوله وفْراء غَرْفية وقيل الغرفية ههنا المَلأَى وقيل هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ وقال أَبو حنيفة مزادة غرَفية وقرْبة غرفية أَنشد الأَصمعي كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ وغَرَفْت الجلد دَبَغْته بالغرف وغَرِفَت الإبل بالكسر تَغْرَفُ غَرَفاً اشتكت من أَكل الغَرَف التهذيب وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر ومنه قول امرئ القيس ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها بغَضَا الغَرِيفِ فأَجْمَعَتْ تَغْلي وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها والغِرْيَفُ بكسر الغين وتسكين الراء ضرب من الشجر وقيل من نبات الجبل قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره بِحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ قال أَبو حنيفة قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ قال وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ والغِرْيَفُ رمل لبني سعد وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ اسمان والغَرَّافُ فرس خُزَزَ بن لُوذان
( غرق ) الغَرَقُ الرُّسُوب في الماء ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا يقال رجل غَرِق وغَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ قال أَبو النجم فأَصبحُوا في الماء والخَنادِقِ من بين مَقْتول وطَافٍ غارِقِ والجمع غَرْقى وهو فعيل بمعنى مُفْعَل أَغْرَقه الله إِغْراقاً فهو غَرِيقٌ وكذلك مريض أَمْرضه الله فهو مريض وقوم مَرْضَى والنَّزِيفُ السكران وجمعه نَزْفَى والنَّزِيفُ فَعِيل بمعنى مَفْعُول أَو مُفْعَل لأَنه يقال نَزَفَتْه الخمرُ وأَنزفَتْه ثم يُرَدُّ مُفْعَل أَو مفعول إِلى فَعِيل فيُجْمَع فَعْلَى وقيل الغَرِقُ الراسب في الماء والغَرِيقُ الميت فيه وقد أَغْرَقَهُ غيره وغَرَّقه فهو مُغَرَّقٌ وغَرِيق وفي الحديث الحَرَقُ والغرق وفيه يأْتي على الناس زمان لا ينجو فيه إِلا من دَعَا دُعاء الغَرِقِ قال أَبو عدنان الغَرِقُ بكسر الراء الذي قد غلبه الماء ولمَّا يٍغْرَقْ فإِذا غَرِقَ فهو الغَرِيق قال الشاعر أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ هل ما أَرى تاركٌ للعَينِ إِنْسانا ؟
( * هذا البيت لجرير ورواية ديوانه هل ما ترى تارك وفي رواية أخرى هل يا ترى تارك )
يقول هذا الذي أَرى من البَيْن والبكاء غيرُ