كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

مُبْقٍ للعين إِنسانها ومعنى الحديث كأَنه أَراد إِلاَّ مَنْ أَخلص الدعاء لأَن من أَشفى على الهلاك أَخلص في دعائه طلبَ النجاةِ ومنه الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من الغَرَق والحَرَق الغَرَقُ بفتح الراء المصدر وفي حديث وحشيّ أَنه مات غَرِقاً في الخمر أَي متناهياً في شربها والإِكثار منه مستعار من الغَرَقِ وفي حديث علي وذكر مسجد الكوفة في زاويته فَار التَّنُّور وفيه هلك يَغُوثُ ويَعُوقُ وهو الغارُوق هو فاعول من الغَرق لأَن الغَرَق في زمان نوح عليه السلام كان منه وفي حديث أَنس وغُرَقاً فيه دُبَّاء قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف ومَرَقاً والغُرَق المَرَق وفي التنزيل أَخَرَقْتَها لتُغْرِق أَهلها والغرِقُ الذي غلبه الدَّيْن ورجل غَرِقٌ في الدَّين والبَلْوَى وغَرِيق وقد غَرِقَ فيه وهو مثل بذلك والمُغْرَقُ الذي قد أَغرقه قوم فطردوه وهو هارب عَجْلان والتَّغْريق القتل والغَرَق في الأَصل دخول الماء في سَمَّيِ الأَنف حتى تمتلئ مَنافذُه فيَهلك والشَّرَق في الفم حتى يُغَص به لكثرته يقال غَرِقَ في الماء وشَرِقَ إِذا غمره الماء فملأَ مَنافذَه حتى يموت ومن هذا يقال غَرَّقَتِ القابلة الولد وذلك إِذا لم تَرْفُقْ بالولد حتى تدخل السّابِياءُ أَنفه فتقتله وغَرَّقَتِ القابلة المولود فَِغَرِقَ خَرُقت به فانْفَتَقَتِ السابياءُ فانسد أَنفه وفمه وعيناه فمات قال الأَعشى يعني قيسَ بن مسعود الشيباني أَطَوْرَيْن في عامٍ غَزَاةً ورِحْلَةً أَلا لَيْتَ قَيْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ ويقال إِن القابلة كانت تُغَرِّقُ المولود في ماء السَّلَى عام القحط ذكراً كان أَو أُنثى حتى يموت ثم جعل كلّ قتل تَغْريقاً ومنه قول ذي الرمة إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ بتَيْهاءَ لم تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها الأَرْباض الحِبال والبَكْرة الناقة الفَتِيّة وثِنْيُها بطنها الثاني وإِنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب التهذيب والعُشَراءُ من النُّوق إِذا شدَّ عليها الرَّحْلُ بالحبال ربما غُرِّقَ الجنين في ماء السّابياء فتسقطه وأَنشد قول ذي الرمة وأَغْرَقَ النبلَ وغَرَّقه بلغ به غاية المدّ في القوس وأَغْرَقَ النازع في القَوْس أَي استوفى مدها والاسْتِغْراقُ الاستيعاب وأَغْرَقَ في الشيء جاوز الحد وأَصله من نزع السهم وفي التنزيل والنَّازِعاتِ غَرْقاً قال الفراء ذكر أَنها الملائكة وأَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس من صدور الكفار وهو قولك والنازعات إِغْراقاً كما يُغْرِقُ النازعُ في القوس قال الأَزهري الغَرْقُ اسم أُقيم مقام المصدر الحقيقي من أَغْرَقْتُ إِغْراقاً ابن شميل يقال نَزَع في قوسه فأَغْرَقَ قال والإِغْراقُ الطرح وهو أَن يباعد السهم من شدة النزع يقال إِنه لطَرُوح أُسيد الغنوي الإِغْراق في النَّزْع أَن ينزع حتى يُشْرِبَ بالرِّصاف وينتهي إِلى كَبِدِ القَوْس وربما قطع يد الرامي قال وشُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن يأْتي النزع على الرِّصاف كله إِلى الحديدة يضرب مثلاً للغُلُوِّ والإِفراط واغْتَرَقَ الفرسُ الخيل خالطها ثم سبقها وفي حديث ابن الأَكوع وأَنا على رِجْلي فأَغْتَرِقُها يقال اغترق الفرس الخيل إِذا خالطها ثم سبقها ويروى بالعين المهملة وهو مذكور في موضعه واغْتِراقُ النَّفَس استيعابه في الزَّفِير قال الليث والفرس إِذا خالط الخيل ثم سبقها يقال اغْتَرَقها وأَنشد للبيد يُغْرِقُ الثَّعلبَ في شِرَّتِهِ صائب الخَدْبة في غير فَشَلْ قال أَبو منصور لا أَدري بِمَ جَعَل قوله يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه حجة لقوله اغْتَرقَ الخيلَ إِذا سبقها ومعنى الإِغْراقِ غير معنى الاغْتِرَاقِ والاغْتِراقُ مثل الاسْتِغْراقِ قال أَبو عبيدة يقال للفرس إِذا سبق ا لخيلَ قد اغْتَرَقَ حَلْبة الخيل المتقدمة وقيل في قول لبيد يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه قولان أَحدهما أَنه يعني الفرس يسبق الثعلب بحُضْرِه في شِرَّتِه أَي نشاطه فيُخَلِّفه والثاني أَن الثعلب ههنا ثعلب الرمح في السِّنان فأَراد أَنه يَطْعُن به حتى يغيبه في المطعون لشدة حُضْره ويقال فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها ومنه قول قيس بن الخَطِيم تَغْترقُ الطَّرْفَ وهي لاهيةٌ كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ قوله تغْتَرق الطَّرْف يعني امرأَة تَغْتَرِقُ وتَسْتَغْرِقُ واحد أَي تستغرِق عُيون الناس بالنظَر إِليها وهي لاهِية أَي غافلة كأَنما شَفَّ وجهها نُزْفٌ معناه أَنها رَقِيقة المَحاسن وكأَن دمها ودم وجهِها نُزِفَ والمرأَة أَحسن ما تكون غِبَّ نفاسها لأَنه ذهب تهيُّج الدم فصارت رقيقة المَحاسن والطَّرْف ههنا النظر لا العين ويقال طَرَف يَطْرف طَرْفاً إِذا نظر أَراد أَنها تستميل نظَر النُّظَّار إِليها بحسنها وهي غير مُحتَفِلة ولا عامدة لذلك ولكنها لاهية وإِنما يفعل ذلك حسنُها ويقال للبعير إِذا أَجْفَرَ جَنْباه وضخُم بطنه فاستوعب الحِزام حتى ضاق عنها قد اغْتَرَقَ التَّصْدير والبِطَان واستغرقه والمُغْرِق من الإِبل التي تُلْقي ولدَها

الصفحة 3245