كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

نحوٌ من خُمُسِه يقال أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى قال يا حَبَّذا أَيامَ غَيْلانَ السُّرى ودَعْوةُ القوم أَلا هل مِنْ فتًى يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى ؟ وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا ويقال فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة ويقال جاءنا فُلان في غَزالةِ الضحى قال ذو الرمة فأَشرفْتُ الغزالةَ رأْسَ حُزْوى أَراقِبُهم وما أغنى قِبالا يعني الأَظْعانَ ونصب الغزالة على الظرف وقال ابن خالويه الغزالة في بيت ذي الرمة الشمس وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ ورأْس حُزْوى مفعول أَشْرَفْت على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ قال دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً هل مِنْ فَتًى يَسُوقُ بالقوم غَزالاتِ الضُّحى ؟ وغَزالةُ والغَزالةُ المرأَة الحَرُوريّة معروفة سميت بأَحد هذه الأَشياء قال أَيْمُنُ بن خُرَيم أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب لأَهْلِ العِراقَيْن حَوْلاً قَمِيطا وقال آخر هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى ؟ بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر وغَزالُ شَعْبانَ ضربٌ من الجنادب وغَزالٌ موضع قال سويد بن عمير الهذلي أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ وفَيْفاء غَزالٍ وقَرْنُ غزال موضعان والغَزالةُ عُشْبة من السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً ودمُ الغَزال نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون يؤكل وله حُروفة وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً حُمْراً في أَيديهن وغَزال وغُزَيّل اسمان ( غزا ) غَزَا الشيءَ غَزْواً أَرادَه وطَلَبَه وغَزَوت فُلاناً أَغْزُوه غَزْواً والغِزْوَة ما غُزِي وطُلِبَ قال ساعدة بن جُؤية لَقُلْتُ لدَهْرِي إِنه هو غِزْوَتي وإِنِّي وإِن أَرْغَبْتَني غيرُ فاعِلِ ومَغْزَى الكلام مَقْصِدُه وعَرفْتُ ما يُغْزَى من هذا الكلام أَي ما يُرادُ والغَزْوُ القَصْدُ وكذلك الغَوْزُ وقد غَزاهُ وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قَصَدَه وغَزَا الأَمرَ واغْتَزاه كلاهما قَصَدَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد يُغْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ التَّجَرُّمُ هنا ادِّعاءُ الجُرْم وغَزْوِي كذا أَي قَصْدِي ويقال كا تَغْزو وما مَغزاك أَي ما مَطْلَبُك والغَزْوُ السيرُ إِلى قِتالِ العَدُوِّ وانْتِهابه غَزاهُم غَزْواً وغَزَواناً عن سيبويه صحت الواو فيه كراهِية الإِخلالِ وغَزواةً قال الهذلي تقولُ هُذَيْلٌ لا غَزاوة عندَه بَلَى غَزَواتٌ بَينَهُنّ تَواثُبُ قال ابن جني الغَزاوة كالشَّقاوة والسَّراوَةِ وأَكثرُ ما تأْتي الفَعالةُ مصدراً إِذا كانت لغيرِ المُتَعَدِّي فأَكما الغَزاوة ففِعْلُها مُتَعَدٍّ وكأَنها إِنما جاءت على غَزُوَ الرجلُ جاد غَزْوُه وقَضُوَ جادَ قضاؤُه وكما أَن قَوْلَهم ما أَضْرَبَ زيداً كأَنه على ضَرُبَ إِذا جادَ ضَرْبُه قال وقد رُوِينا عن محمد بن الحسن عن أَحمدَ بن يحيى ضَرُبَتْ يَدُهُ إِذا جاد ضَرْبُها وقال ثعلب إِذا قيل غَزاةٌ فهو عَمَلُ سنَةٍ وإِذا قيل غَزْوَةٌ فهي المَرَّةُ الواحدة من الغَزْوِ ولا يَطَّرِدُ هذا الأَصل لا تقول مثلَ هذا في لَقاةٍ ولَقْيَةٍ بل هما بمعنًى واحد ورجل غازٍ من قوم غُزًّى مثل سابقٍ وسُبَّقٍ وغَزِيّ على مثال فَعِيلٍ مثل حاجٍّ وحَجِيجٍ وقاطِنٍ وقَطِينٍ حكاها سيبويه وقال قلبت فيه الواو ياءً لخفة الياء وثقل الجمع وكسرت الزاي لمجاورتها الياء قال الأَزهري يقال لجمع الغازِي غَزِيٌّ مثل نادٍ ونَدِيٍّ وناجٍ ونَجِيٍّ للقوم يَتَناجَوْنَ قال زياد الأَعجم قُلْ للقَوافِلِ والغَزِيِّ إِذا غَزَوْا والباكِرين وللمُجِدِّ الرائِحِ ورأَيتُ في حاشية بعض نسخ حواشي ابن بري أَنَّ هذا البيت للصِّلِّيان العَبْدِي لا لزِياد قال ولها خبر رواه زياد عن الصِّلِّيان مع القصيدة فذُكِر ذلك في ديوان زياد فتَوهَّم من رآها فيه أَنها له وليس الأَمر كذلك قال وقد غلط أَيضاً في نسبتها لزياد أَبو الفَرَج الأَصْبهاني

الصفحة 3253