كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

والرواية المشهورة غُسّو الأَمانةِ واستَغَشّه واغْتَشّه ظن به الغِشَّ وهو خلافُ اسْتَنْصَحَه قال كُثيِّر عزة فقُلْتُ وأَسْرَرْتُ النَّدامَةَ لَيْتَنِي وكُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً مَخارِمَ نِسعٍ أَو سَلَكْنَ سَبِيلي واغْتَشَشْتُ فلاناً أَي عَدَدْته غاشًّا قال الشاعر أَيا رُبَّ من تَغتَشُّه لك ناصحٌ ومُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ
( * قوله « ومنتصح » في الأساس ومؤتمن )
وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً غَلَّ ورجل غَشٌّ عظيمُي السُّرّة قال ليس بغَشٍّ هَمُّه فيما أَكَلْ وهو يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ وبَرٍّ من أَنهما فَعِلٌ والغِشَاش أَوّلُ الظُّلْمَة وآخرُها ولقيه غِشَاشاً وغَشَاشاً أَي عند الغروب والغَشَاش والغِشَاش العَجَلةُ يقال لقيتُهُ على غِشَاشٍ وغَشَاشٍ أَي على عَجَلة حكاها قطرب وهي كِنانيّة وأَنشدتْ محمودةُ الكلابية وما أَنْسَى مَقالَتَها غِشَاشاً لنا والليلُ قد طرَدَ النهارَا وصَاتَكَ بالعُهود وقد رَأَيْنا غُرابَ البَيْن أَوْكَبَ ثم طارَا الأَزهري يقال لقيتُه غَشاشاً وغِشاشاً وذلك عند مُغَيْرِبان الشمس قال الأَزهري هذا باطل وإِنما يقال لقيته غَشَاشاً وغِشَاشاً وعلى غَشَاشٍ وغِشَاشٍ إِذا لقيته على عجلة وقال القَطامي على مكانٍ غِشَاشٍ ما يُنيحُ به إِلا مُغَيِّرُنا والمُسْتَقِي العَجِل وقال الفرزدق فمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها غِشَاشاً ولم أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِيا وروي مكانَ رعائيا وشُرْبٌ غِشاشٌ ونوْمٌ غِشَاشٌ كلاهما قليلٌ قال الأَزهري شُرْبٌ غِشَاشٌ غير مَرِيءٍ لأَن الماء ليس بصافٍ ولا عَذْب ولا يَسْتَمْرِئُه شاربُه والغَشَشُ المَشْرب الكدِرُ عن ابن الأَنباري إِما أَن يكون من الغِشَاش الذي هو القليل لأًن الشُّرْب يقل منه لكَدَرِه وإِما أَن يكون من الغشّ الذي هو ضد النصيحة
( غشم ) الْغَشْمُ الظُّلْم والغَصْبُ غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً ورجل غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ وكذلك الأُنثى قال لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غير الجاني والغَشَمْشَمُ الجريء الماضي وقيل الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ من الرجال الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد ويَهْوَى من شجاعته قال أبو كبير وَلَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلام بِمِغْشَمٍ جَلْدٍ من الفِتْيانِ غَيْرِ مُثَقَّل وإنه لذو غَشَمْشَمَة ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فلم تُثْنَ عن وجهها وقال ابن أَحمر في ذلك هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى إذا أَرْزَمَتْ جاءت بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ قال موعدها الضحى لأن هبوب الريح يبتدئ من طلوع الشمس والغَشُوم الذي يَخْبِطُ الناس ويأْخذ كل ما قدر عليه والأصل فيه من غشم الحاطب وهو أن يحتطب ليلاً فيقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر وأَنشد وقُلْتُ تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلاً كما يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ ويقال ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ قال القُحَيف بن عمير لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما إذا ما غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً هَتَكنْا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دما قال ابن بري هذا البيت الأخير سرقه بَشَّار وكذلك الغَشُوم قال الشاعر قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ بنصب التِّرَة وكذلك أَنشده ابن جني وناقة غَشَمْشَمَةٌ عَزِيرة النَّفْس قال حُميد بن ثور جَهُول وكان الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق يقول تُزْهِقُ قائدَها أي تَسْبقه من نشاطها فَعُولٌ بمعنى مُفْعِل وهو نادر والأَغْشَمُ اليابس القديم من النَّبْت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَما صَوْتُ أَفَاعٍ في خَشِيٍّ أَغْشَما ويروي أَعشما وهو البالغ وقد ذكر في موضعه وغاشِمٌ وغُشَيْمٌ وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ أَسماء ( غشمر ) الغَشْمَرة التهضُّم والظلم وقيل الغَشْمرة التهضم في الظلم والأَخْذُ من فوق من غير تثبُّت كما يَتَغَشْمَر السيلُ والجيش كما يقال تَغَشْمَر لهم وقيل الغَشْمَرةُ إِتيان الأَمر من غير تثبت وغَشْمَر السيلُ أَقْبَل والتغشمور
ركوب الإِنسان رأْسه في الحق والباطل لا يُبالي ما صنع وفيه غَشْمَرِيّةٌ وفيهم غَشْمَرِيّة

الصفحة 3260