ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً ستره وكل شيء سترته فقد غَفَرْته ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأْس مِغْفَرٌ وتقول العرب اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ له وأَغطى له ومنه غَفَرَ اللّه ذنوبه أَي سترها وغَفَرْتُ المتاع جعلته في الوعاء ابن سيده غَفَرَ المتاعَ في الوعاء يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه أَدخله وستره وأَوعاه وكذلك غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه قال حتى اكْتَسَيْتُ من المَشِيب عِمامةً غَفراءَ أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ ويروى أَغْفِرُ لونها وكلُّ ثوب يغطَّى به شيء فهو غِفارة ومنه غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بها الرحالُ وجمعها غِفارات وغَفائِر وفي حديث عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قال هو أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لها والغَفْرُ والمَغْفِرةُ التغطية على ابذنوب والعفوُ عنها وقد غَفَرَ ذنبه يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة عن اللحياني وغُفْراناً ومَغْفِرة وغُفوراً الأَخيرة عن اللحياني وغَفيراً وغَفيرةً ومنه قول بعض العرب اسلُك الغفيرة والناقةَ الغَزيرة والعزَّ في العَشيرة فإِنها عليك يَسيرة واغْتَفَر ذنبَه مثله فهو غَفُور والجمع غُفُرٌ فأَما قوله غَفَرْنا وكانت من سَجِيّتِنا الغَفْرُ فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه في معنى المَغْفِرة واسْتَغْفَرَ اللَّه من ذنبه ولذنبه بمعنى فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً وفي الحديث غِفارُ غَفَرَ اللَّه لها قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالى قد غَفَرَ لها وفي حديث عَمْرو بن دينار قلت لعروة كم لَبِثَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكة ؟ قال عَشْراً قلت فابنُ عباس يقول بِضْعَ عَشْرة ؟ قال فغَفَره أَي قال غَفَر اللَّه له واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه على حذف الحرف طلب منه غَفْرَه أَنشد سيبويه أَسْتَغْفَرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِيَه ربّ العباد إليه القولُ والعملُ وتَغافَرَا دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة وامرأَة غَفُور بغير هاء أَبو حاتم في قوله تعالى لِيَغعُثرَ ليَغْفِرَ اللهُ لك ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تأَخَّر المعنى لَيَغْفِرَنَّ لك اللهُ فلما حذف النون كسر اللام وأَعْملها إِعمال لامِ كي قال وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر اللهُ لك وأَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة وأَنكر أَحمد بن يحيى هذا القول وقال هي لام كي قال ومعناه لكي يجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ النعمة في الفتح فلما انضم إِلى المغفرة شيء حادث حَسُنَ فيه معنى كي وكذلك قوله عز وجل لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ ما كانوا يَعْمَلون والغُفْرةُ ما يغطَّى به الشيء وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به يقال اغْفِروا هذا الأَمرَ بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بما ينبغي أَن يُصْلَح وما عندهم عَذيرةٌ ولا غَفِيرة أَي لا يَعْذِرون ولا يَغفِرون ذنباً لأَحد قال صخر الغَيّ وكان خرج هو وجماعة مت أَصحابهإلى بعض متوجّهاتهم فصادفوا في طريقهم بني المصطلق فهرب أَصحابه فصاح بهم وهو يقول يا قوم لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ يقول لا يغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به فامشوا كما تمشي جمالُ الحيرة أَي تَثاقَلوا في سيركم ولا تُخِفّوه وخصّ جمالَ الحيرة لأَنها كانت تحمل الأَثقال أَي مانِعوا عن أَنفسكم ولا تَهْرُبوا والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر الرأْس يلبس تحت القلنسوة وقيل هورَفْرَفُ البيضة وقيل هو حَلقٌ يَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح قال ابن شميل المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرجل أَسفلَ البيضة تُسْبَغ على العنُق فتَقِيه قال وربما كان المِغْفَرُ مثلَ القلنسوة غير أَنها أَوسع يُلْقِيها الرجل على رأْسه فتبلغ الدرع ثم يَلْبَس البيضة فوقها فذلك المِغْفرُ يُرفّلُ على العاتقين وربما جُعل المِغْفَرُ من ديباج وخَزٍّ أَسفلَ البيضة وفي حديث الحديبية والمغيرة ابن شعبة عليه المِغْفَرُ هو ما يلبَسُه الدارع على رأْسه من الزرد ونحوه والغِفارةُ بالكسر خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غير وَسْطِ رأْسها وقيل الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة تُوَقِّي بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن والغِفارةُ الرقعة التي تكون على حزّ القوس الذي يجري عليه الوتر وقيل الغِفارةُ جلدة تكون على رأْس القوس يجري عليها الوتر والغِفارةُ السحابة فوق السحابة وفي التهذيب سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة والغِفارةُ رأْسُ الجبل والغَفْرُ البَطْنُ قال هو القارِبُ التالي له كلُّ قاربٍ وذو الصَّدَرِ النامي إذا بَلَغَ الغَفْرا والغَفْرُ زِئْبِرُ الثوب وما شاكله واحدته غَفْرة وغَفِر الثوبُ بالكسر يَغْفَرُ غَفَراً ثارَ زِئْبِرُه واغْفارَّ اغْفِيراراً والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ شَعرُ العنُقِ واللحيين والجبهة والقفا وغَفَرُ الجسدِ وغُفارُه شعرُه وقيل هو الشعر الصغير القصير الذي هو مثل الزَّغَب وقيل الغَفْرُ شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك وكذلك الغَفَرُ بالتحريك قال الراجز قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ