كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها والاسم منه الغَلاقُ وقال عدي بن زيد وتقول العُداةُ أَوْدَى عَدِيٌّ وبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالغَلاقِ ابن الأعرابي أَغْلَقَ زيدٌ عمراً على شيء يفعله إذا أَكرهه عليه والمِغْلَقُ والمِغْلاق السهم السابع من قِداح المَيْسِر والمَغالِقُ الأَزْلام وكل سهم في الميسِر مِغْلَق قال لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ لحتْفِها بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها
( * في معلقة لبيد أجسامها بدل أجرامها وفي رواية التبريزي أعلامها أي علاماتها )
والمَغالقُ قِداح الميْسر قال الأسود بن يَعْفُر إذا قحطت والزَّاجِرِين المَغالِقَا الليث المِغْلَقُ السهم السابع في مُضَعَّفِ المَيْسِر وسمي مِغْلَقاً لأنه يَسْتَغْلِقُ ما يبقى من آخر الميَسِر ويُجْمَع مَغالِقَ وأنشد بيت لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دعوت لحتفها قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير قوله بمَغالق والمَغالقُ من نُعُوت قِداح المَيْسر التي يكون لها الفوز وليست المَغالِقُ من أَسمائها وهي التي تُغْلِقُ الخَطَر فتوجبه للقامر الفائز كما يُغْلَقُ الرهنُ لمستحقه ومنه قول عمرو بن قَمِيئة بأَيديهمُ مَقْرُومةٌ ومَغالِق يعود بأَرْزاقِ العيالِ مَنِيحُها ورجل غَلِقٌ سيء الخلق قال الليث يقال احْتَدَّ فلان فَغَلِقَ في حِدَّتِهِ أي نشب وروى أَبو العباس أن ابن الأَعرابي أَنشده وقد جَعَلَ الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلُني إليك ويُشْريك القليلُ فتَغْلَقُ قال الرِّكُّ المطر الضعيف يقول إذا أَتاك عني شيء قليل غضبت وأنا كذلك فمتى نَتَّفق ؟ ومنه قوله أنت تَئِق وأنا مَئِق فكيف نتفق ؟ قال أَبو منصور معنى قوله يُسِيلني إليك أي يُغضبني فيغريني بك ويُشْرِيكَ أي يغضبك فتَغْلق أي تغضب وتحتدّ عليّ ويقال أُغْلِقَ فلان فَغَلِقَ غَلَقاً إذا أُغضب فغضب واحتدّ قال أبو بكر الغَلِقُ الكثير الغضب قال عمرو بن شأْس فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ إن أَجَرْتُهُ فلا تُبْتَغَى عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ أي أَغضب غضباً شديداً قال والغَلِقُ الضيّق الخُلُق العسر الرضا وغَلِقَ في حِدَّته غَلَقاً نشب وكذلك الغِلِقُ في غير الأَناسي والغَلَقُ في الرهن ضد الفك فإذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فقد أَطلقه من وثاقه عند مُرْتَهنه وقد أَغْلَقْتُ الرهن فَغَلِقَ أي أوجبته فوجب للمرتهن ومنه الحديث ورجل ارتبط فرساً ليُغالِقَ عليها أي ليراهن وكأنه كره الرِّهان في الخيل إذ كان على رسم الجاهلية قال سيبويه وغَلِقَ الرَّهْنُ في يد المرتهن يَغْلق غَلَقاً وغُلُوقاً فهو غَلِقٌ استحقه المرتهن وذلك إذا لم يُفْتَكّ في الوقت المشروط وفي الحديث لا يغْلَق الرهن بما فيه قال زهير يذكر امرأَة وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فكاكَ لَهُ يوم الوَدَاع فأَمْسَى الرَّهْنُ قد غَلِقا يعني أنها ارتهنت قلبه ورهنت به وأَنشد شمر هل من نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت به ؟ أو للرَّهين الذي اسْتَغْلَقْت من فادي ؟ وأنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر على العُمْرِ واصطادَتْ فؤاداً كأنه أَبو غَلِقٍ في ليلتين مؤجَّل وفسره فقال أَبو غَلِقٍ أي صاحب رهن غَلِقَ أَجله ليلتان أن يُفَكّ وغَلِقَ أي ذهب ويقال غَلِقَ الرهنُّ يَغْلَقُ غُلُوقاً إذا لم يوجد له تخلص وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يَسْتَفِكَّه صاحبُه وكان هذا من فعل الجاهلية أن الراهن إذا لم يُؤدِّ ما عليه في الوقت المعين مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ فأَبطله الإسلام وقوم مَغَاليقُ يَغْلَقُ الرهن على أَيديهم وقال ابن الأَعرابي في حديث داحسٍ والغبراء إن قيساً أتى حذيفة بن بدرٍ فقال له حذيفة ما غَدَا بك ؟ قال غَدَوْتُ لأواضِعَك الرِّهانَ أراد بالواضعة إبطال الرِّهان أي أَضعه وتَضعه فقال حذيفة بل غدوتَ لتُغْلِقَهُ أي لتوجبه وتؤكده وأَغْلَقْتُ الرهن أي أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أي وجب له وقال أبو عبيد غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغْلَقُ الرهن أي لا يستحقه المرتهن إذا لم يَرُدَّ الراهن ما رهنه فيه وكان هذا من فعل الجاهلية فأَبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا يغْلَقُ الرهنُ أَبو عمرو الغَلَقُ الضَّجَر ومكان غَلِقٌ وضَجِرٌ أي ضيق والضَّجْرُ الاسم والضَّجَرُ المصدر والغَلَقُ الهلاك ومعنى لا يَغْلَق الرهنُ أي لا يهلك وفي كتاب عمر إلى أبي موسى إياك والغَلَقَ قال المبرد الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر وأَغْلَقَ عليه الأمرُ إذا لم يَنْفسح وغَلِقَ الأسيرُ والجاني فهو غَلِقٌ لم يُفْدَ قال أَبو دَهْبَلٍ ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذنوب وإطْ لاقٍ لِعَانٍ بجُرْمِه غَلِق شمر يقال لكل شيء نَشِبَ في شيء فلزمه قد غَلِقَ غَلِقَ في الباطل وغَلِقَ في البيع وغَلَق بيعه فاسْتَغْلَقَ
( * قوله « وغلق بيعه فاستغلق » هكذا هو بهذا الضبط في الأصل )
واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم وقال ابن شميل اسْتَغْلَقَني فلان في

الصفحة 3284