كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وذو الشَّنْءِ فاشْنَأْه وذو الوِدِّ فاجْزِه على وِدِّه وازْدَدْ عليه الغَلانِيا زاد فيه النونَ وفي الحديث إِياكم والغُلُوَّ في الدين أَي التَّشَدُّدَ فيه ومجاوَزة الحَدِّ كالحديث الآخر إِنَّ هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرفْقٍ وقيل معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عن عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها ومنه الحديث وحاملُ القرآن غيرُ الغالي فيه ولا الجافي عنه إِنما قال ذلك لأَنَّ من آدابه وأَخلاقِه التي أَمرَ بها القَصْدَ في الأُمورِ وخيرُ الأُمورِ أَوْساطُها و كلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ والغُلُوُّ الإِعْداءُ وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا وغالَى به غِلاءً رَفَع يدَه يريد به أَقْصَى الغاية وهو من التجاوزِ ومنه قول الشاعر كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغالي وقال الليث رمى به وأَنشد للشماخ كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي والمُغالي بالسِّهْمِ الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ ورجلٌ غَلاَّءٌ بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم قال غَيْلانُ الرَّبَعِي يصف حَلْبَة أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلاَّءْ وغَلا السَّهْمُ نفسُه ارتفَع في ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى وكذلك الحجَر وكلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ وأَنشد من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال وكلُّه من الارتفاعِ والتَّجاوزِ والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ وفي الحديث أَهْدَى له يَكْسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ الغِلاء بالكسر والمدّ من غالَيْته أُغالِيه مُغالاةً وغِلاءً إِذا رامَيْتَه والقِترُ سَهْم الهَدَف وهي أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ الفَرَسِ وشوْطِه والأَصلُ الأَول وفي حديث ابن عمر بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوةٌ الغَلْوَةُ قدرُ رَمْيةٍ بسَهْمٍ وقد تُسْتَعْمَل الغَلْوة في سِباقِ الخَيْل والغَلْوَةُ الغاية مقدار رَمْيةٍ وفي المثل جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ والمِغْلاةُ سهمٌ يُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة ويقال له المِغْلَى بلا هاءٍ قال ابن سيده والمِغْلى سَهْمٌ تُعْلى به أَي تُرْفَعُ به اليَدُ حتى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذلك وسهمُ الغِلاءِ ممدودٌ السهمُ الذي يقدَّر به مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ التي يُسْتَبَقُ إِليها التهذيب الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوَةً والغُلُوُّ في القافِية حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ والغالي نونٌ زائدة بعد تلك الحركة وذلك نحو قوله في إنشادِ من أَنشده هكذا وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُخْتَرَقِنْ فحركة القافِ هي الغُلُوُّ والنونُ بعد ذلك هي الغالي وإنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذي هو التجاوُزُ لقدر ما يحبُ وهو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّي وقد ذكرنا التَّعَدِّيَ في الموضع الذي يَليق به ولا يُعْتَدُّ به في الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد تَناهَى قبلَه جعلوا ذلك في آخرِ البيت بمَنْزلة الخَزْمِ في أَوَّله والدابَّة تَغْلُو في سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلي بخفَّةِ قوائمِها وأَنشد فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي ابن سيده وغَلَتِ الدابة في سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلت ارْتَفَعَت فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر قال الأَعشى جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا والاغْتِلاءُ الإِسْراعُ قال الشاعر كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ وقد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ ؟ وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها قال رؤبة تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ الهاء للمُخْتَرَق وهو المفازة وغَلا بالجارِية والغلام عَظْمٌ غُلُوًّا وذلك في سرعة شبابهما وسَبْقِهِما لداتِهِما وهو من التجاوُزِ وغُلْوانُ الشَّبابِ وغُلَواؤُه سُرْعَتُه وأَوَّله أَبو عبيد الغُلَواءُ ممدودٌ سرعةُ الشبابِ وأنشد قول ابن الرُّقَيَّات لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها ومَضَتْ على غُلَوائِها وقال آخر فَمَضَى عَلى غُلَوائِهِ وكأَنَّه نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا وقال طُفَيْل فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ في غُلَوائِها مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ وفي حديث علي رضي الله عنه شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوائِه غُلَواءُ الشبابِ أَوَّلُه وشِرَّتُه وقال ابن السكيت في قول الشاعر خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ قال هذا مثلُ قول ابن الرقيات لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها ومَضَتْ على غُلَوائِها وكما قال كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ وقال غيرُه الغالي اللّحْمُ السَّمِينُ أُخِذَ منه قوله غَلا بها عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ وقال أَبو وجْزَة السَّعْدي تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ وزانَها مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ به الذَّيْلُ يَلْمَعُ أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الذي أَجَنَّتْه في رَحِمِها من ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق في سنامِها ويقال للشيء إذا ارْتَفَع قد غَلا قال ذو الرمة

الصفحة 3291