كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

حمله على القبيلة وقد اختلف في اشتقاقه فقال ابن الكلبي سُمِّيَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كان بينه وبين عشيرته فستره فسماه ملك من ملوك حِمْير غامداً وأَنشد لغامد تَغَمَّدْتُ أَمراً كان بَينَ عَشِيرَتي فَسَمَّانيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدا
( * قوله « أمراً » في الصحاح شراً وقوله « فسماني » فيه أيضاً فأسماني )
والحَضُور قبيلة من حمير وقيل هو من غُمُودِ البئر قال الأَصمعي ليس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبي إِنما هو من قولهم غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كثر ماؤُها وقال أَبو عبيدة غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها وقال ابن الأَعرابي القبيلة غامدة بالهاء وأَنشد أَلا هَلْ أَتاها على نَأْيِها بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ ؟ ويقال للسفينة إِذا كانت مشحونة غامِدٌ وآمِدٌ ويقال غامِدَةٌ قال والخِنُّ الفارغةُ من السُّفُنِ وكذلك الحَفَّانَة
( * قوله « الحفانة » كذا بالأصل ) وغُمْدان حِصْن في رأْس جبل بناحية صنعاء وفيه يقول في رأْسِ غُمْدانَ داراً منكَ مِحْلالا وغُمْدانُ قُبَّةُ سَيْفِ بن ذي يَزِن وقيل قصر معروف باليمن وغُمْدانُ موضع والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ موضع قال ابن بري أَهمل الجوهري في هذا الفصل ذكر الغُمادِ مع شهرته وهو موضع باليمن وقد اختلف فيه في ضم الغين وكسرها رواه قوم بالضم وآخرون بالكسر قال ابن خالويه حضرت مجلس أَبي عبد الله محمد بن إِسمعيل القاضي المحاملي وفيه زُهاء أَلف فَأَمَلَّ عليهم أَن الأَنصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم والله ما نقول لك ما قال قوم موسى لموسى اذهب أَنتَ وربك فقاتلا إِنا ههنا قاعدون بل نَفْدِيك بآبائتا وأَبنائنا ولو دعوتنا إِلى بَرْك الغِماد بكسر الغين فقلت للمستملي قال النحوي الغُماد بالضم أَيها القاضي قال وما بَرْكُ الغُماد ؟ قال سأَلت ابن دريد عنه فقال هو بقعة في جهنم فقال القاضي وكذا في كتابي على الغبن ضمة قال ابن خالويه وأَنشدني ابن دريد لنفسه وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِي نَ ولا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ واجْعَلْ مُقامَكَ أَو مَقَرَّ لَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِمُادِ قال ابن خالويه وسأَلت أَبا عُمَر عن ذلك فقال يروى برك الغِماد بالكسر والغُماد بالضم والغِمار بالراء مكسورة الغين وقد قيل إِن الغماد موضع باليمن وهو بَرَهُوت وهو الذي جاء في الحديث أَن أَرواح الكافرين تكون فيه وورد في الحديث ذكر غُمْدانَ بضم الغين وسكون الميم البِناء العظيم بناحية صَنْعاءِ اليمن قيل هو من بناءِ سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام له ذكر في حديث سيف بن ذي يَزَن واغْتَمدَ فلان الليل دخل فيه كأَنه صار كالغِمْدِ له كما يقال ادَّرَعَ الليلَ وينشد لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ أَي اركب الليل واطلُبْ لهم القُوتَ
( غمدر ) الغَمَيْدَرُ السَّمِين الناعم وقيل السمين المتنعّم وقيل الممتلئ سِمنَاً أَنشد ابن الأَعرابي للَّه دَرُّ أَبِيك رَبِّ غَمَيْدَرٍ حَسَنِ الرُّواء وقَلْبُه مَدْكوكُ المَدْكوكُ الذي لا يفهم شيئاً وشابٌّ غَمَيْدَرٌ ريّان أَنشد ثعلب لا يَبْعُدَنْ عَصْرُ الشّباب الأَنْضَرِ والخَبْط في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ قال وكان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر بالذال المعجمة ثم رجع عنه ( غمذر ) الغَمَيْذَرُ حَسَن الشباب والغَمَيْذَرُ المتنعم وقيل الممتلئ سمناً كالغَمَيْدَرِ وقد روى ابن الأَعرابي قول الشاعر للَّه دَرُّ أبيك ربّ غميذر بالذال المعجمة والدال المهملة معاً وفسرهما تفسيراً واحداً وقال هو الممتلئ سمناً وقال ثعلب في قوله والخبط في غيسانه الغميذر قال كان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر بالذال ثم رجع عنه الأَزهري قال أَبو العباس الغَمَيْذَر بالذال المُخَلِّطُ في كلامه التهذيب في ترجمة غذرم الغَذْرَمَةُ كَيْلٌ فيه زيادة على الوفاء قال وأجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كالَ فأَكثر
( غمر ) الغَمْرُ الماء الكثير ابن سيده وغيره ماء غَمْر كثيرٌ مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ وجمعه غِمار وغُمور وفي الحديث مَثَلُ الصلوات الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر الغَمْرُ بفتح الغين وسكون الميم الكثيرُ أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه وفي الحديث أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر أَي الغرَق ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير المعروف سخيّ وإِن كان رداؤه صغيراً وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ وغُمورٍ قال كثيِّر غَمْر الرِّداء إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ وكله على المثل وبَحْر غَمْر يقال ما أَشدّ

الصفحة 3293