كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر وما لا يبلغه الماء من موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ قال أَبو عبيد المعروف في الغامِر المعاشُ الذي أَهله بخير قال والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي تُعْمَر لا أَدري ما هو قال وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد يريد قولهم العامِر والغامِر وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه وغامِرَه فقيل إنه أَراد عامِرَه وخرابه وفي حديث آخر أَنه جعل على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً وإنما فعل عمر رضي ا عنه ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ قال أَبو منصور قيل للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل والتراب أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا ينبت شيئاً وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره كما يقال همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب قال ذو الرمة تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر مواضع وكذلك الغُمَيرْ قال هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ إنَّني على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ وقال امرؤ القيس كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ أَسماء وغَمْرة موضع بطريق مكة قال الأزهري هو منزل من مَناهِل طريق مكة شرفها الله تعالى وهو فَصْلُ ما بين نجد وتهامة وفي الحديث ذكر غَمْر بفتح الغين وسكون الميم بئر قديمة بمكة حفرها بنو سَهْمٍ والمَغْمورُ المقهورُ والمَغْمورُ المَمْطورُ وليل غَمرٌ شديد الظلمة قال الراجز يصف إبلاً يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً
( غمرط ) التهذيب في الرباعي أَبو سعيد الضُّراطِمِيُّ من الأَركابِ الضخْمُ الجافي وأَنشد لجرير تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ كأَنَّ على مَشافِرِه ضَبابا ورواه ابن شميل تُنازِعُ زَوْجَها بغُمارِطِيٍّ كأَنَّ على مَشافِره حَبابا
وقال غُمارِطِيُّها فَرْجها ( غمز ) الغَمْزُ الإِشارة بالعين والحاجب والجَفْنِ غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً قال الله تعالى وإِذا مَرُّوا بهم يَتَغامَزُون ومنه الغَمْزُ بالناس قال ابن الأَثير وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد وجارية غَمَّازَةٌ حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل عليه وعنده غُلَيِّم يَغْمِزُ ظهرَه وفي حديث عائشة رضي الله عنها اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ هو أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ باليد أَي تُكْبَسَ والغَمْزُ في الدابة الظَّلْعُ من قِبَلِ الرِّجْل غَمَزَتْ تَغْمِزُ وقيل هو ظَلْعٌ خَفِيٌّ والغَمْزُ العَصْرُ باليد قال زِيادٌ الأَعْجَمُ وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ كَسَرْتُ كُعُوبَها أَو تَسْتقِيما قال ابن بري هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تسقيم بأَو وجميع البصريين قال هو في شعره تستقيم بالرفع والأَبيات كلها ثلاثة لا غير وهي أَلم تَرَ أَنَّني وَتَّرْتُ قَوْسِي لأَبْقَعَ من كِلابِ بَنِي تَمِيمِ عَوَى فَرَمَيْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ تَرُدُّ عَوادِيَ الحَنِقِ اللَّئِيمِ وكنت إِذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أَو تَسْتَقِيمُ
( * في هذا البيت إقواء )
قال والحجة لسيبويه في هذا أَنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت بالنصب فكان إِنشاده حجة كما عمل أَيضاً في البيت المنسوب لعُقْبَةَ الأَسَدِي وهو مُعاوِيَ إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ فَلَسْنا بالجِبالِ ولا الحَدِيدا هكذا سمع من ينشده بالنصب ولم تحفظ الأَبيات التي قبله والتي بعده وهذه القصيدة من شعره مخفوضة الروي وبعده أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها فهل مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِيدِ ؟ والمعنى في شعر زياد الأَعجم أَنه هجا قوماً زعم أَنه أَثارهم بالهجاء وأَهلكهم إِلا أَن يتركوا سَبَّه وهِجاءه وكان يُهاجِي المُغِيرةَ بن حَبْناءَ التميمي ومعنى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ وهذا مَثَلٌ والمعنى إِذا اشتدّ عليّ جانب قوم رُمْتُ تليينه أَو يستقيم وغَمَزْتُ الكَبْشَ والناقة أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أَبها طِرْقٌ أَم لا وناقة غَمُوزٌ والجمع غُمُزٌ والغَمُوزُ من النُّوق مثل العَرُوك والشَّكُوكِ عن أَبي عبيد وفي حديث الغُسْلِ قال لها اغْمِزِي قُرونَكِ أَي اكْبِسي ضفائر شعرك عند الغسل والغَمْزُ العَصْر والكبس باليد والغَمَزُ بالتحريك رُذالُ المال من الإِبل والغنم والضِّعافُ من الرجال يقال رجل غَمَزٌ من قوم غَمَزٍ وأَغْمازٍ

الصفحة 3296