وقيل صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف وقيل الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهي أَقل من الخُنَّة المبرد الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منها والترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّ وهو أغنُّ وقيل الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبي أَغَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه قال فقد أَرَنِّي ولقد أَرَنِّي غُرّاً كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِّ وما أَدري ما غَنَّنَهُ أَي جعله أَغَنَّ قال أَبو زيد الأَغَنُّ الذي يجري كلامه في لَهاته والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم وفي قصيد كعب إِلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ الأَغَنُّ من الغِزْلانِ وغيرها الذي صوته غُنَّة وقوله وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه أَراد تُغَنِّنُه فحوَّل إحدى النونين ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تظننت وقال ابن جني وذكر النون فقال إنما زيدت النون ههنا وإن لم تكن حرف مدّ من قبل أَنها حرف أَغنّ وإِنما عنى به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّة فنسب ذلك إلى الحرف وقال الخليل النون أَشَدُّ الحروف غنة واستعمل يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ في تصويت الحجارة فقال إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا يَرْمَعَها والجَنْدَلَ الأَغَنَّا وأَغَنَّتِ الأَرضُ اكْتَهل عُشْبُها وقوله فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ يجوز أَن يكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَميم ويجوز أَن يكون من نعت الروضة كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ قال ابن سيده وليس هذا بقوي وأَغَنَّ الذُّبابُ صَوَّت والاسم الغُنانُ قال حتى إذا الوادي أَغَنَّ غُنانُه وروضة غَنَّاءُ تمرّ الريح فيها غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت من كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه وطيرٌ أَغَنُّ ووادٍ أَغَنُّ كذلك أَي كثير العُشْبِ لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ وفي أَصواتها غُنَّة ووادٍ مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتى تسمع لطيرانها غُنَّة وقد أَغَنَّ إِغْناناً وأَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذي صار فيه صوتُ الذباب ولا يكون الذباب إلاّ في وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ وإِنما يقال وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتى تسمع لأَصواتها غُنَّة وهو شبيه بالبُحَّة وأَرض غَنَّاءُ قد الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ وعُشْبٌ أَغَنُّ ويقال للقرية الكثيرة الأَهل غَنَّاء وفي حديث أَبي هريرة أَن رجلاً أَتى على وادٍ مُغِنٍّ يقال أَغَنَّ الوادي فهو مُغِنٌّ أَي كثرت أَصواتُ ذُبابه جعل الوصف له وهو للذباب وغَنَّ الوادي وأَغَنَّ فهو مُغِنٌّ كثر شجره وقرية غَنَّاء جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب وكله من الغُنَّةِ في الأَنف وغَنَّ النخل وأَغَنَّ أَدْرك وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ وأَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء ( غنا ) في أَسْماء الله عز وجل الغَنِيُّ ابن الأثير هو الذي لا يَحْتاجُ إلى أَحدٍ في شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إليه وهذا هو الغِنى المُطْلَق ولا يُشارِك الله تعالى فيه غيرُهُ ومن أَسمائه المُغْني سبحانه وتعالى وهو الذي يُغني من يشاءُ من عِباده ابن سيده الغنى مقصورٌ ضدُّ الفَقْر فإذا فُتِح مُدَّ فأَما قوله سَيُغْنِيني الذي أَغْناكَ عني فلا فَقْرٌ يدوُمُ ولا غِناءٌ فإنه يُروى بالفتح والكسر فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غانَيْت ومن رواه بالفتح أَراد الغِنى نَفْسه قال أَبو اسحق إنما وَجْهُه ولا غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عن معنى الغِنى قال وكذلك أَنشده من يُوثَقُ بعِلْمِه وفي الحديث خيرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًى وفي رواية ما كان عن ظَهْرِ غِنًى أَي ما فَضَل عن قُوت العيال وكِفايتِهِمْ فإذا أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى وكانت عن اسْتِغْناءٍ منكَ ومِنْهُم عَنْها وقيل خيرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَيْتَ به مَن أَعْطَيْته عن المسأَلة قال ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنى عن المَسْأَلة في وقْتِه أَو يَوْمِه وأَما أَخْذُه على الإطلاق ففيه مَشقَّة للعَجْزِ عن ذلك وفي حديث الخيل رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا أَي اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس وفي حديث الجُمعة مَن اسْتَغْنى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنى الله عنه واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى به من عَيْنه فِعْلَ من اسْتَغْنى عن الشيء فلم يَلْتَفِتْ إليه وقيل جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالى نَسُوا الله فنَسِيَهُم وقد غَنِيَ به عنه غُنْية وأَغْناه الله وقد غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنى واغْتَنى وتَغَانَى وتَغَنَّى فهو غَنِيٌّ وفي الحديث ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ قال أَبو عبيد كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت قال أَبو عبيد وهذا جائزٌ فاش في كلام العرب ويقول تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً قال الأعشى وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يريد الاسْتِغْناءَ وقيل أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة قال الأزهري وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ به قال فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن الشافعي أَنه قال