كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بذي سَلمٍ كما بَدَأْنَ وأَيّامي بها الأُوَلُ أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ والغانية التي غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحَلْي وقيل هي التي تُطْلَب ولا تَطْلُب وقيل هي التي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها ولم يَقَعْ عليها سِباءٌ قال ابن سيده وهذه أَعْزَبُها وهي عن ابن جني وقيل هي الشابَّة العَفيفة كان لها زَوْجٌ أَو لم يكُنْ الفراء الأَغْناءُ إملاكاتُ العَرائسِ وقال ابن الأعرابي الغِنى التَّزْويجُ والعَرَبُ تقول الغِنى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ أَبو عبيدة الغَواني ذواتُ الأزْواج وأَنشد أَزْمانُ ليلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وقال ابن السكيت عن عمارة الغَواني الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ وقال غيره الغانية الجاريَةُ الحَسْناءُ ذاتَ زوْج كانت أَو غيرَ ذاتِ زَوْج سميِّتْ غانِيَة لأنها غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزينَة وقال ابن شميل كلُّ امْرأَة غانِيَةٌ وجمعها الغَواني وأَما قول ابنِ قيس الرُّقَيَّات لا بارَكَ اللهُ في الغَوانِي هَلْ يُصْبِحْنَ إلاَّ لَهُنَّ مُطَّلَب ؟ فإنما حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُُورة ورَدَّه إلى أَصْله وجائزٌ في الشعر أَن يُرَدَّ الشيءُ إلى أَصْله وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ إنما أَراد الغَواني فحذَف الياء تشبيهاً لِلام المَعْرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياءُ من خَواصِّ الأَسماء فحذَفَ الياءَ لأَجل اللام كما تحذِفها لأجل التنوين وقول المثَقّب العَبْدي هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ مِنْ نَهْلَةٍ في اليَوْمِ أَوْ في غَدِ ؟ إنما أَراد غانِيَةِ فذَكّرَ على إرادة الشخص وقد غَنِيَتْ غِنًى وأَغْنى عنه غَناء فلانٍ ومَغْناه ومَغْناتَه ومُغْناهُ ومُغْناتَه نابَ عنه وأَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه والغَناءُ بالفتح النَّفْعُ والغَناءُ بفتح الغين ممدودٌ الإجْزاءُ والكفايَة يقال رَجُلٌ مُغْنٍ أَي مُجْزئٌ كافٍ قال ابن بري الغَناءُ مصدرُ أَغْنى عنْكَ أَي كَفاكَ على حَذْفِ الزّوائد مثل قوله وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا وفي حديث عثمان أَنّ عَلِيًّا رضي الله عنهُما بَعث إليه بصَحيفة فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا أَي اصْرفْها وكُفَّها كقوله تعالى لكلِّ امْرِئٍ منهم يومئذ شأْنٌ يُغْنِيه أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه يقال أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ ومنه قوله تعالى لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ من الله شيئاً وحديث ابن مسعود وأَنا لا أُغْني لو كانت مَنَعَة أَي لو كان مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم وما فيه غَناءُ ذلك أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ به
نقص ص3310-3311

الصفحة 3310