الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها من بَزِّه وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح ثم عدَل عن الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج وأَخذ على الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ وقالت عسى الغُوَيْر أَبؤُسا جمع بأُس أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس والشرِّ ومعنى عسى ههنا مذكور في موضعه وقال ابن الأَثير في المَنْبُوذ الذي قال له عمر عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا قال هذا مثَل قديم يقال عند التُّهَمة والغُوَيْر تصغير غار ومعنى المثَل ربما جاء الشرّ من مَعْدن الخير وأَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وادّعيته لَقِيطاً فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب الغِيران جمع غارٍ وهو الكَهْف وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين وأَما ما ورد في حديث عمر رضي الله عنه أَههنا غُرْت فمعناه إِلى هذا ذهبت واللَّه أَعلم
( غوز ) قال الأَزهري في ترجمة غَزا الغَزْو القصد وكذلك الغَوْزُ وقد غَزاه وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قصده والأَغْوَزُ البارُّ بأَهله ( غوس ) التهذيب ابن الأَعرابي يَوْمٌ غَواسٌ فيه عزيمة وتَشْلِيح قال ويقال أَشاؤُنا مُغَوَّس أَمْ مُشَنَّخٌ
وتَشْنِيخُه وتَغْويسُه تَشْذيب سُلاَّئِه عنه
( غوص ) الغَوْصُ النُّزولُ تحت الماء وقيل الغَوْصُ الدخولُ في الماء غاصَ في الماء غَوْصاً فهو غائصٌ وغَوّاصٌ والجمع غاصَة وغَوّاصُون الليث والغَوْصُ موضع يُخْرَج منه اللؤلؤ والغَوّاصُ الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ والغاصةُ مُسْتخرجُوه وفعله الغِياصة قال الأَزهري يقال للذي يَغُوصُ على الأَصداف في البحر فيستخرجها غائصٌ وغَوّاصٌ وقد غاصَ يغُوصُ غَوْصاً وذلك المكان يقال له المَغاصُ والغَوْصُ فعل الغائص قال ولم أَسمع الغَوْصَ بمعنى المَغاصِ إِلا لليث وفي الحديث إِنه نَهَى عن ضَرْبةِ الغائص هو أَن يقول له أَغُوصُ في البحر غَوْصةً بكذا فما أَخْرَجْتُه فهو لك وإِنما نَهَى عنه لأَنه غَرَرٌ والغَوْصُ الهجوم على الشيء والهاجِمُ عليه غائصٌ والغائصة الحائضُ التي لا تُعْلِم أَنها حائض والمُتَغَوِّصةُ التي لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض وفي الحديث لُعِنَت الغائصةُ والمُتَغَوِّصة وفي رواية والمُغَوِّصة فالغائصة الحائض التي لا تُعْلِم زَوْجَها أَنها حائض ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وهي حائض والمُغَوِّصة التي لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِني حائض( غوط ) الغَوْطُ الثَّريدةُ والتَّغْوِيطُ اللَّقْمُ منها وقيل التغويط عِظَمُ اللَّقْمِ وغاطَ يَغُوط غَوْطاً حَفَر وغاطَ الرجلُ في الطِّين ويقال اغْوِطْ بئرك أَي أَبْعِدْ قَعْرَها وهي بئر غَوِيطة بعيدة القعر والغَوْطُ والغائطُ المُتَّسِعُ من الأَرض مع طُمَأْنينةٍ وجمعه أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها قال المتنخل الهذلي وخَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فيه بَعِيدِ الجَوْفِ أَغْبَرَ ذِي غِياطِ وقال وخَرْقٍ تَحَدَّثُ غِيطانُه حَدِيثَ العَذارى بأَسْرارِها إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فيها أَي تَحَدَّثُ جِنُّ غِيطانِه كقول الآخر تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زيزِيزَها هَتامِلاً مِن رِزِّها وهَيْنَما قال ابن بري أَغْواطٌ جمع غَوْطٍ بالفتح لغة في الغائط وغِيطانٌ جمع له أَيضاً مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ وجمع غائطٍ أَيضاً مثل جانٍّ وجِنَّانٍ وأَما غائطٌ وغوطٌ فهو مثل شارِفٍ وشُرْفٍ وشاهد الغَوط بفتح الغين قول الشاعر وما بينَها والأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف ويروى غَوْلٌ وهو بمعنى البُعْد ابن شميل يقال للأَرضِ الواسعةِ الدَّعْوةِ غائطٌ لأَنه غاطَ في الأَرض أَي دخَل فيها وليس بالشديد التصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسنادٌ وفي قصة نوح على سيدنا محمد وعليه الصلاة والسلام وانْسَدَّتْ يَنابِيعُ الغَوْطِ الأَكبرِ وأَبوابُ السماء الغَوْطُ عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ ومنه قيل للمطْمَئنّ من اَلأَرض غائطٌ ولموضع قَضاء الحاجة غائط لأَنَّ العادة أَن يَقْضِيَ في المُنْخَفِض من الأَرض حيث هو أَستر له ثم اتُّسَعَ فيه حتى صار يطلق على النجْوِ نفْسِه قال أَبو حنيفة من بواطن الأَرض المُنْبِتةِ الغِيطانُ الواحد منها غائطٌ وكلُّ ما انْحَدَرَ في الأَرض فقد غاطَ قال وقد زعموا أَنَّ الغائط ربما كان فَرْسخاً وكانت به الرِّياضُ ويقال أَتى فلان الغائطَ والغائطُ المطمئن من الأَرض الواسعُ وفي الحديث تنزِل أُمّتي بغائطٍ يسمونه البَصْرةَ أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرض والتغْوِيطُ كناية عن الحدَثِ والغائطُ اسم العَذِرة نفْسها لأَنهم كانوا يُلْقُونها بالغِيطان وقيل لأَنهم كانوا إِذا أَرادوا ذلك أَتوا الغائط وقضوا الحاجة فقيل لكل مَن قضى حاجتَه قد أَتى