إِلى اللّه أَشْكُو من خليل أَوَدُّه ثلاثَ خِلال كلُّها ليَ غائِضُ قال بعضهم أَراد غائظ بالظاء فأَبدل الظاء ضاداً هذا قول ابن جني قال ابن سيده ويجوز عندي أَن يكون غائِض غير بَدَل ولكنه من غاضَه أَي نَقصه ويكون معناه حينئذ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني وقوله تعالى وما تَغِيض الأَرحام وما تَزْدادُ قال الزجاج معناه ما نقَص الحَمْل عن تسعة أَشهر وما زاد على التسعة وقيل ما نقَص عن أَن يتم حتى يَموت وما زاد حتى يتمَّ الحمْل وغَيَّضْت الدَّمع نَقَصْته وحَبَسْته والتغْيِيضُ أَن يأْخذ العَبْرة من عَيْنه ويَقْذِف بها حكاه ثعلب وأَنشد غَيَّضْنَ من عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لي ماذا لَقِيتَ من الهَوَى ولَقِينا ؟ معناه أَنهنّ سَيَّلْنَ دموعهنّ حتى نَزَفْنَها قال ابن سيده من ههنا للتبعيض وتكون زائدة على قول أَبي الحسن لأَنه يرى زيادة من في الواجِبِ وحكي قد كان مِنْ مَطَرٍ أَي قد كان مطَر وأَعطاه غَيْضاً من فيض أَي قليلاً من كثير قال أَبو سعيد في قولهم فلان يُعْطِي غَيْضاً من فَيْضٍ معناه أَنه قد فاض ماله ومَيْسَرَتُه فهو إِنّما يُعْطِي من قُلّه أَعظم أَجراً
( * كذا بالأضل ) وفي حديث عثمان بن أَبي العاصي لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم من جَهْدِه خيرٌ من عشرة آلاف ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلُ أَحدكم مع فَقْرِه خير من كثيرِنا مع غنانا وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ نقَص وغاضَه وغَيَّضَه الكسائي غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا في باب فعَلَ الشيءُ وفعَلْته قال الراجز لا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن تَغِيضا يقول أَنَ تَمْلآه خير من أَن تَنْقُصاه وقول الأَسود بن يعفر أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ وغاضَني ما نِيل من بَصَرِي ومن أَجْلادِي ؟ معناه نَقَصَني بعد تمامي وقوله أَنشده ابن الأَعرابي رحمه اللّه تعالى ولو قد عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه وغاضا فسَّره فقال غاضَ أَثَّرَ في أَنفه حتى يَذِلَّ ويقال غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا وفي الحديث إِذا كان الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً أَي فَنُوا وبادُوا والغَيْضَةُ الأَجَمةُ وغَيَّضَ الأَسَدُ أَلِفَ الغَيْضَة والغَيْضَة مَغِيضُ ماءٍ يجتمع فيَنْبت فيه الشجر وجمعها غِياضٌ وأَغْياضٌ الأَخيرة على طرْح الزائد ولا يكون جَمْعَ جمعٍ لأَن جمع الجمع مُطَّرح ما وُجِدَت عنه مَنْدوحة ولذلك أَقَرَّ أَبو عليّ قوله فَرُهُنٌ مقبُوضة على أَنه جمع رَهْن كما حكى أَهل اللغة لا على أَنه جمع رِهان الذي هو جمع رَهْن فافهم وفي حديث عمر لا تُنْزِلُوا المسلمين الغِياض الغِياضُ جمع غَيْضة وهي الشجر المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تفرّقوا فيها فتمكَّن منهم العدوّ والغَيْضُ ما كثُرَ من الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش واليَنْبُوت وفي الحديث كان مِنْبَر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أَثْلِ الغابة قال ابن الأَثير الغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة والغِيضُ الطَّلْع وكذلك الغَضِيضُ والإِغْرِيض واللّه أَعلم
( غيظ ) الغيْظُ الغَضب وقيل الغيظ غضب كامن للعاجز وقيل هو أَشدُّ من الغضَب وقيل هو سَوْرَتُه وأَوّله وغِظتُ فلاناً أَغِيظه غَيْظاً وقد غاظه فاغتاظ وغَيَّظَه فتَغَيَّظ وهو مَغِيظ قالت قُتَيْلةُ بنت النضر بن الحرث وقتل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَباها صبراً ما كان ضَرَّكَ لو مَنَنْتَ ورُبما مَنَّ الفتى وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ والتغَيُّظُ الاغتِياظ وفي حديث أُم زرع وغيْظُ جارَتها لأَنها ترى من حسنها ما يَغيظُها وفي الحديث أَغْيَظُ الأَسماء عند اللّه رجل تَسَمَّى مَلِكَ الأَملاك قال ابن الأَثير هذا من مجاز الكلام معدول عن ظاهره فإِن الغيظ صفةٌ تغيِّرُ المخلوق عند احتداده يتحرك لها واللّه يتعالى عن ذلك وإِنما هو كناية عن عقوبته للمتسمي بهذا الاسم أَي أَنه أَشد أَصحاب هذه الأَسماء عقوبةً عند اللّه وقد جاء في بعض روايات مسلم أَغيظ رجل على اللّه يوم القيامة وأَخبثه وأَغيظه عليه رجل تسمى بملك الأَملاك قال ابن الأَثير قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث ولعله أَغنظ بالنون من الغَنْظِ وهو شدّة الكرب وقوله تعالى سمعوا لها تغيُّظاً وزفيراً قال الزجاج أَراد غَلَيان تَغَيُّظٍ أَي صوت غليان وحكى الزجاج أَغاظه وليست بالفاشية قال ابن السكيت ولا يقال أَغاظه وقال ابن الأَعرابي غاظه وأَغاظه وغَيَّظه بمعنى واحد وغايَظَه كغَيَّظه فاغتاظ وتَغيَّظ وفعَل ذلك غِياظَكَ وغِياظَيْك وغايَظَه باراه فصنع ما يصنع والمُغايظة فِعْلٌ في مُهلة أَو منهما جميعاً وتغَيَّظَتِ الهاجرة إِذا اشتدّ حَمْيُها قال الأَخطل لَدُنْ غُدْوةٍ حتى إِذا ما تَغَيَّظَت هواجرُ من شعبانَ حامٍ أَصيلُها وقال اللّه تعالى تكاد تمَيَّزُ من الغيظ أَي من شدَّة الحرِّ وغَيَّاظٌ اسم وبنو غَيْظٍ حيٌّ من