كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

الغيم فأَخرجه على الأَصل والأَغْيَنُ الأَخْضَرُ وشجرة غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كثيرة الورق ملتفة الأَغصان ناعمة وقد يقال ذلك في العُشْب والجمع غِينٌ وأَشجار غِينٌ وأَنشد الفراء لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِيَ حمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ والغِيْنةُ الأَجَمَةُ والغِينُ من الأَراك والسِّدْر كثرته واجتماعه وحسنه عن كراع والمعروف أَنه جمع شجرة غَيْناءِ وكذلك حكي أَيضاً الغِينة جمع شجرة غَيْناء قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة ولا في قياس العربية إنما الغِينَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا أَلا ترى أَنك لا تقول البِيضَةُ في جمع البَيْضاءِ ولا العِيسَةُ في جمع العَيْساء ؟ فكذلك لا يقال الغِينَةُ في جمع الغَيْناء اللهم إِلا أَن يكون لتمكين التأْنيث أَو يكون اسماً للجمع والغَيْنة الشَّجْراءُ مثل الغَيْضة الخضراء وقال أَبو العَمَيْثل الغَيْنة الأَشجارُ الملتفة في الجبال وفي السَّهْل بلا ماء فإِذا كانت بماء فهي غَيْضة والغَيْنُ شجر ملتف قال ابن سده ومما يَضَعُ به من ابن السكيت ومن اعتقاده أَن الغينَ هو جمع شجرة غَيْناء وأَن الشِّيَم جمع أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل وذهب عنه أَنه فُعْلٌ غُومٌ وشُومٌ ثم كسرت الفاء لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيضٍ وغِينَ على قلبه غَيْناً تغَشَّتْه الشَّهْوةُ وقيل غِينَ على قلبه غُطِّيَ عليه وأُلْبِسَ وغِينَ على الرجل كذا أَي غُطِّيَ عليه وفي الحديث إِنه ليُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة الغَيْنُ الغَيْمُ وقيل الغَيْنُ شجر ملتف أَراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر لأَن قلبه أَبداً كان مشغولاً بالله تعالى فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا عارض بشري يَشْغَلُه من أُمور الأُمّة والملَّة ومصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً وتقصيراً فيَفْزَعُ إلى الاستغفار قال أَبو عبيدة يعني أَنه يتَغَشَّى القلبَ ما يُلْبِسُه وكذلك كل شيء يَغْشَى شيئاً حتى يُلْبِسَه فقد غِينَ عليه وغانَتْ نفْسُه تَغِينُ غَيْناً غَثَتْ والغَيْنُ العطش غانَ يَغِينُ وغانتِ الإِبلُ مثلُ غامَتْ والغِينة بالكسر الصديد وقيل ما سال من الميت وقيل ما سال من الجيفة والغَيْنةُ بالفتح اسم أَرض قال الراعي ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعدما بَدَا الأَثْلُ أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ ويروى الغِينة الفراء يقال هو آنَسُ من حُمَّى الغِينِ والغِينُ موضع لأَن أَهلها يُحَمُّون كثيراً ( غيا ) الغايةُ مَدَى الشيء والغايَةُ أَقْصى الشيء الليْثُ الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ وهو من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ وتَصْغيرُها غُيَيَّة تقول غَيَّيْت غاية وفي الحديث أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا هو من غاية كلِّ شيءٍ مَداهُ ومُنْتَهاه وغاية كلِّ شيءٍ مُنْتهاهُ وجمعها غاياتٌ وغايٌ مثلُ ساعَةٍ وساعٍ قال أَبو إسحق الغاياتُ في العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلاًّ لأنَّ الغاياتِ إذا كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أَنْ لا تُحْذَف أَسْبابُها لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لا يكونُ إلا ساكناً فلا يجوزُ أَن يُحَذَف الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً وذلك لأن آخر البيت لا يكون إلاَّ ساكناً فمن الغايات المَقٌطُوعُ والمَقصورُ والمَكْشوف والمَقْطُوف وهذه كلها أشياء لا تكون في حَشْوِ البيتِ وسُمِّي غايَةً لأَنه نهاية البيت قال ابن الأنباري قول الناس هذا الشيءُ غايةٌ معناه هذا الشيءُ علامةٌ في جِنْسِه لا نظيرَ له أَخذاً من غايةِ الحَرْب وهي الرايَة ومن ذلك غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ يَرْفَعُها ويقال معنى قولهم هذا الشيءُ غايةٌ أَي هو مُنْتَهَى هذا الجِنْسِ أُخِذَ من غاية السَّبْقِ قَصَبَة تُنْصَب في الموضع الذي تَكُونُ المُسابَقَةُ إليه ليَأْخُذها السابِقُ والغاية الرابة يقال غَيَّيْت غايَةً وفي الحَديث أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في الكوائنِ قبلَ الساعَةِ منها هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ وتَسِيرُون إليهم في ثمانينَ غايةً يحت كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً الغايَةُ والرَّاية سواءٌ ورواه بعضهم في ثمانين غابَة بالباء قال أَبو عبيد من رواه غايَةً بالياء فإنه يريد الرايَة وأَنشد بيت لبيد قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ وافَيْت وإذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها قال ويقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رايَة يَرْفَعُها ليُعْرَف أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ ويقال بَلْ أَرادَ بقوله غايَةَ تاجِرٍ أَنها غايَة متاعِه في الجَودَةِ قال ومن رَواه غابَة بالباء يريد الأَجَمَة شَبَّه كثْرَة الرِّماح في العسكر بها قال أَبو عبيد وبعضهم روى الحديث في ثمانين غَيايَةً وليس ذلك بمحْفوظ ولا موضِعَ للغَياية ههنا أَبو زيد غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيًّا ورََيَّيْت لهم تَرْيِياًّ جَعَلْت لهم غايةً وراية وغايةُ الخَمَّارِ رايتُه وغَيّاها عَمِلَها وأَغْياها نَصبَها والغاية القَصَبة التي

الصفحة 3331