كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

(ف)
الفاء من الحروف المَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية
(فا) الفاء حرف هجاء وهو حرفٌ مَهْمُوسٌ يكون أَصلاً وبَدلاً ولا يكون زائداً مصوغاً في الكلام إِنما يُزاد في أَوَّله للعطف ونحو ذلك وفَيَّيْتُها عَمِلتها والفاء من حروف العطف ولها ثلاثة مواضع يُعطَف بها وتَدلّ على الترتيب والتعقيب مع الإِشْراك تقول ضَرَبْت زَيْداً فعَمْراً والموضِع الثاني أَن يكون ما قبلها علة لما بعدها ويجري على العطف والتعقيب دون الإِشراك كقوله ضَرَبه فبكى وضَرَبه فأَوْجَعَه إِذا كان الضرب عِلَّةَ البُكاء والوَجَع والموضع الثالث هو الذي يكون للابتداء وذلك في جواب الشرط كقولك إِنْ تَزُرْني فأَنْتَ محسِن يكون ما بعد الفاء كلاماً مستأْنَفاً يعمل بعضه في بعض لأَن قولك أَنتَ ابْتِداء ومُحْسِن خبره وقد صارت الجملة جواباً بالفاء وكذلك القول إِذا أَجبت بها بعد الأَمْر والنَّهْي والاستفهام والنَّفْي والتَّمَنِّي والعَرْض إِلاَّ أَنك تنصب ما بعد الفاء في هذه الأَشياء الستة بإضمار أَن تقول زُرْني فأُحْسِنَ إِليك لم تجعل الزيارة علة للإِحسان ولكن قلت ذلك مِن شأْني أَبداً أَنْ أَفعل وأَن أُحْسِنَ إِليك على كل حال قال ابن بري عند قول الجوهري تقول زُرْني فأُحْسِنَ اليك لم تجعل الزيارة علة للإِحسان قال ابن بري تقول زُرْني فأُحْسِن إليك فإِن رفعت أُحْسِنُ فقلت فأُحْسِنُ إِليك لم تجعل الزيارة علة للإِحسان
(فأت) افْتَأَتَ عليَّ ما لم أَقُلْ اخْتَلَقه أَبو زيد افْتَأَتَ الرجلُ عَليَّ افتِئاتاً وهو رجل مُفْتَئِتٌ وذلك إِذا قال عليك الباطلَ وقال ابن شميل في كتاب المَنْطِق افْتَأَتَ فلانٌ علينا يَفْتَئِتُ إِذا اسْتَبَدَّ علينا برأْيه جاء به في باب الهمز وقال ابن السكيت افْتَأَتَ بأَمره ورأْيه إِذا اسْتَبَدَّ به وانفرد قال الأَزهري قد صح الهمز عن ابن شميل وابن السكيت في هذا الحرف قال وما علمت الهمز فيه أَصليّاً وقال الجوهري هذا الحرف سمع مهموزاً ذكره أَبو عمرو وأَبو زيد وابن السكيت وغيرهم فلا يخلو إِما أَن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز كما قالوا حَلأْتُ السَّويقَ ولَبَّأْتُ بالحج ورَثَأْتُ الميتَ أَو يكون أَصل هذه الكلمة من غير الفَوْت (فأد) فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً شواها وفي التهذيب فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ والفَئِيدُ ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار وإِذا شوي اللحمُ فوق الجمْرِ فهو مُفْأَدٌ وفئيد والأُفؤُودُ الموضع الذي تُفْأَدُ فيه وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه شواه والمِفْأَدَةُ السَّفُّودُ وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته ولحم فَئِيدٌ أَي مشويٌّ والفِئد الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود قال مرضاوي يخاطب خويلة أَجارَتَنا سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ عليَّ وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ وما ارتمتْ به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ
(* قوله «ملوذر» أراد من الوذر)
والمِفْأَدُ ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به قال الشاعر يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً مع الذئْبِ يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي

الصفحة 3333