ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ ويقال فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ على أُفْعُول والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ ويقال ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ والجمع مفائِدُ
( * قوله « والجمع مفائد » في القاموس والجمع مفائيد ) وافْتَأَدُوا أَوقدوا ناراً والفئِيدُ النارُ نفسُها قال لبيد وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ موضع الوَقُود قال النابغة سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ التَّوَقُّد والفؤاد القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه مذكر لا غير صرح بذلك اللحياني يكون ذلك لنوع الإِنسان وغيره من أَنواع الحيوان الذي له قلب قال يصف ناقة كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ أَما فُؤادُها فَصَعْبٌ وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ والفؤادُ القلب وقيل وسَطُه وقيل الفؤاد غِشاءُ القلبِ والقلبُ حبته وسُوَيْداؤُه وقول أَبي ذؤيب رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه نِيافاً من البيضِ الحِسانِ العِطائِلِ رأَى ههنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني نيافاً وقد يكون نيافاً حالاً كأَنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار كأَن له عينين يراها بهما وقول الهذلي فقامَ في سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ يعني ببنات الجَوْف الأَفئدةَ والجمع أَفئدةٌ قال سيبويه ولا نعلمه كُسِّر على غير ذلك وفي الحديث أَتاكم أَهلُ اليمن هم أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قلوباً وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً أَصاب فؤاده وفَئِدَ فَأَداً شكا فُؤَادَه وأَصابه داء في فؤَاده فهو مَفؤُودٌ وفي الحديث أَنه عاد سعداً وقال إِنك رجل مَفْؤُودٌ المفؤُودُ الذي أُصيب فوادُه بوجه وفي حديث عطاء قيل له رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دماً أَحَدَثٌ هو ؟ قال لا أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دماً ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ لا فؤَادَ له ولا فِعْل له قال ابن جني لم يُصَرِّفُوا منه فِعلاً ومفعول الصفة إِنما يأْتي على الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب ومقتول من قُتِلَ التهذيب فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه
( فأر ) الفَأْرُ مهموز جمع فَأْرَةٍ ابن سيده الفَأْر معروف وجمعه فِئْرانٌ وفِئَرَةٌ والأُنثى فَأْرَةٌ وقيل الفَأْرُ للذكر والأُنثى كما قالوا للذكر والأُنثى من الحمام حَمامة ابن الأَعرابي يقال لذكر الفَأْرِ الفُؤْرور
( * قوله « الفؤرور » كذا هو بالأصل والذي نقله شارح القاموس عن ابن الأعرابي الفؤر كصرد واستشهد عليه بالبيت الآتي ) والعَضَل ويقال للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ ويَرابيعُ المَتْنِ وقال الراجز يصف رجلاً كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ نِيطَ بمَتْنَيْه من الفَأْرِ الفُؤَرْ وفي الحديث خَمْس فَواسِق يُقْتَلْنَ في الحلّ والحَرَم منها الفَأْرة هي مهموزة وقد يترك همزها تخفيفاً وأرضٌ فَئِرَةٌ على فَعِلة ومَفْأَرة من الفِئْران وجَرِذةٌ من الجُرَذ ولبن فَئِر وقعت فيه الفَأْرةُ وفَأَرَ الرجلُ حفر حفرَ الفَأْرِ وقيل فَأَرَ حفر ودفن أَنشد ثعلب إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا في الرَّضم لا يَتْرُكُ منهُ حَجَرَا وربما سُمِّي المسك فَأْراً لأَنه من الفَأْرِ يكونُ في قول بعضهم وفَأْرَةُ المِسْكِ نافِجَتُهُ قال عمرو ابن بحر سأَلت رجلاً عَطّاراً من المعتزلة عن فَأْرَةِ المسكِ فقال ليس بالفَأْرة وهو بالخِشْفِ أَشبه ثم قال فأْرة المسك تكون بناحية تُبَّت يصيدها الصياد فيعصب سُرَّتها بعصاب شديد وسرتها مُدَلاّة فيجتمع فيها دمها ثم تذبح فإِذا سكنت قَوَّر السرة المُعَصَّرة ثم دفنها في الشعير حتى يستحيل الدم الجامد مسكاً ذكيّاً بعدما كان دماً لا يُرام نَتْناً قال ولولا أَن النبي صلى الله عليه وسلم قد تطيَّب بالمسك ما تطيبت به قال ويقع اسم الفَأْر على فَأْرَة التَّيْس وفَأْرَة البيت وفَأْرَة المِسْك وفَأْرَة الإِبل أن قال وفَأْرَةُ الإِبل تفوح منها رائحة طيبة وذلك إِذا رعت العشب وزهره ثم شربت وصدرت عن الماء نَدِيَتْ جلودها ففاحت منها رائحة طيبة فيقال لتلك فأْرة الإِبل عن يعقوب قال الراعي يصف إِبلاً لها فَأْرَة ذَفْراء كلَّ عشيةٍ كما فَتَقَ الكافورَ بالمسك فاتِقُهْ وعقيل تهمز الفأْرة والجُؤْنة والمُؤْسى والحُؤْت ومكان فَئِرٌ كثير الفَأْر وأَرضٌ مَفْأَرَةٌ ذات فَأْرٍ والفَأْرة والفُؤْرة تهمز ولا تهمز ريح تكون في رُسْغ البعير وفي المحكم في رسغ الدابة تَنْفَشُّ إِذا مُسِحت وتَجْتمع إِذا تُرِكت والفِئْرةُ والفُؤَارةُ كلاهما حُلْبة وتمر يطبخ وتسقاه النُّفَساء التهذيب والفِئْرةُ حلبة تطبخ حتى إِذا قارب فَوَرانها أُلقيت في مِعْصَر فصُفِّيت ثم يُلْقى عليها تمر ثم تَتَحَسَّاها المرأَة النفساء قال أَبو منصور هي الفِئْرَةُ والفَئِيرةُ والفَرِيقةُ