الفِتَاقُُ أَخلاط من أَدوية مدقوقة تُفْتَقُ أَي تخلط بدهن الزِئْبَقِ كي تفوح ريحه والفِتاقُ أَن تَفْتُق المسك بالعنبر ويقال الفِتاقُ ضرب من الطِّيب ويقال طيب الرائحة قال الشاعر وكأَن الأَرْيَ المَشُورَ مع الخَمْ رِ بفِيها يَشُوب ذاك فِتاقُ وقال آخر علَّلَتْهُ الذَّكِيَّ والمِسْكَ طَوْراً ومن البْان ما يكون فِتاقا والفِتاق خَمِيرة ضخمة لا يَلْبَثُ العجين إِذا جعل فيه أَن يُدْرِكَ تقول فَتَقْتُ العجين إِذا جعلت فيه فِتاقاً قال ابن سيده والفِتاقُ خمير العجين والفعل كالفعل والفَيْتَقُ النَجّار وهو فَيْعَل قال الأَعشى ولا بدَّ من جَارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها كما سَلَك السَّكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ والسَّكِّيّ المسمار والفَيْتَقُ البوّاب وقيل الحدّاد التهذيب يقال للمِلك فَيْتَق ومنه قول الشاعر رأَيت المَنَايَا لا يُغَادِرْنَ ذا غِنىً لِمالٍ ولا ينجو من الموت فَيْتَقُ وفِتاق اسم موضع قال الحرب بن حلزمة فمُحَيَّاة فالصِّفَاح فأَعنا ق فِتَاق فعَاذِب فالوَفَاء
فرِيَاض القَطَآ فأَودية الشُرْ بُب فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء
( فتك ) الفَتْكُ ركوب ما هَمَّ من الأُمور ودَعَتْ إليه النفسُ فَتَك يَفْتِكُ ويَفْتُكُ فَتْكاً وفِتْكاً وفُتْكاً وفُتُوكاً والفَاتِكُ الجَريء الصَّدْرِ والجمع الفُتَّاك ورجل فاتِكٌ جريء وفَتَك بالرجل فَتْكاً وفُتْكاً وفِتْكاً انتهز منه غِرَّة فقتله أَو جرحه وقيل هو القتل أَو الجرح مُجاهَرة وكل من قتل رجلاً غارّاً فهو فاتك ومنه الحديث أَن رجلاً أَتى الزبير فقال له أَلا أَقتل لك عليّاً ؟ قال فكيف تقتله ؟ فقال أَفْتكُ به فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قَيَّد الإيمانُ الفَتْكَ لا يَفْتِكُ مؤمنٌ قال أَبو عبيد الفَتْك أَن يأْتي الرجل صاحبه وهو غارٌّ غافل حتى يَشُدُّ عليه فيقتله وإن لم يكن أَعطاه أَماناً قبل ذلك ولكن ينبغي له أَن يعلمه ذلك قال المُخَبَّل السعدي وإذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِله وكان النعمان بعث إلى بني عوف بن كعب جيشاً في الشهر الحرام وهم آمنون غارّون فقتل فيهم وسبى الجوهري فيه ثلاث لغات فَتْك وفُتْك وفِتْك مثل وَدٍّ ووُدٍّ ووِدٍّ وزَعْمٍ وزُعْم وزِِعْم وأَنشد ابن بري قلْ للغَواني أَما فيكنَّ فاتِكةٌ تَعْلُو اللئيم بضَرْبٍ فيه امْحاضُ ؟ الفراء الفَتْكُ والفُتْكُ الرجل يَفْتِك بالرجل يقتله مجاهرة وقال بعضهم الفِتْكُ وقال الفراء أيضاً فَتَك به وأَفْتَك وذكر عنه اللغات الثلاث ابن شميل تَفَتَّك فلان بأَمره أَي مضى عليه لا يُؤامر أَحداً الأَصمعي في قول رؤبة ليس امْرُؤٌ يَمْضِي به مَضَاؤهُ إلا امْرُؤٌ من فَتْكهِ دَهاؤُهُ أَي مع فَتْكه كقوله الحياء من الإيمان أَي هو معه لا يفارقه قال ومَضاؤه نَفاذه وذهابه وفي النوادر فاتَكْتُ فلاناً مُفاتَكة أَي داوَمته واسْتَأكلته وإبل مُفاتِكَةٌ للحَمْض إذا داومت عليه مُسْتأكِلَة مُسْتَمْرئَةً قال أَبو منصور أَصل الفَتْك في اللغة ما ذكره أَبو عبيد ثم جعلواكل من هَجَمَ على الأُمور العظام فاتِكاً قال خَوَّات ابن جُبَير على سَمْتِها والفَتْكُ من فَعَلاتي والغيلة أَن يَخْدَع الرجلَ حتى يخرج به إلى موضع يَخْفى فيه أَمرُه ثم يقتله وفي مَثَل لا تنفع حِيلَة مع غِيلَة والمُفاتكة مواقعة الشيء بشدّة كالأكل والشرب ونحوه وفاتَكَ الأَمْر واقعه والإسم الفِتاكُ وفاتَكَتِ الإبلُ المرعى أَتت عليه بأَحْناكها وفاتكه أَعطاه ما استام ببيعه فإن ساومه ولم يعطه شيئاً قيل فاتَحَه وفَتَكَ فتْكاً لَجَّ وفتَّكَ القُطْنَ نَفَشه كَفَدَّكَه
( فتكر ) لقيت منه الفِتَكْرِينَ والفُتَكْرِينَ بكسر الفاء وضمها والتاء مفتوحة والنون للجمع أَي الدواهي والشدائد وقيل هي الأَمر العَجَب العظيم كأَن واحد الفِتَكْرِينَ فِتَكْر ولم ينطق به إِلا أَنه مقدر كان سبيله أَن يكون الواحد فَِتكْره بالتأْنيث كما قالوا داهية ومنكرة فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء المقدرة وجرى ذلك مجرى أَرض وأَرضين وإِنما لم يستعملوا في هذه الأَسماء الإِفراد فيقولوا فِتَكْر وبِرَح وأَقْوَر واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة ( فتل ) الفَتْل لَيُّ الشيء كَلَيِّك الحبل وكفَتْل الفَتِيلة يقال انْفَتَل فلان عن