كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

صاحبَ موسى عليه السلام الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى وإذ قالَ موسى لِفَتاه قال لأنه كان يخدمه في سفره ودليله قوله آتِنا غَداءنا ويقال في حديث عمران بن حُصين جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم الفَتاء بالفتح والمد المصدر من الفَتى السِّنّ
( * قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية )
يقال فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن والكَرمُ الحُسن وقوله عز وجل ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات المُحصناتُ الحرائر والفَتَياتُ الإِماء وقوله عز وجل ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى الجوهري الفَتى السخيّ الكريم يقال هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة وقد تفَتَّى وتَفاتَى والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ على فُعُولٍ وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ قال سيبويه أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً قال ابن بري البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ وقياسه الفُتِيّ فهو شاذ قال وهو الذي عناه الجوهري قال ابن بري الفَتَى الكريم هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به فقبل رجل فَتًى قال ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ الليل والنهار يقال لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ يعني الليل والنهار كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ومنه قول الشاعر ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر أَبانَه له وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء وفُتًى
( * قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول ) وفَتْوى اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء ويقال أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها وفي الحديث أَن قوماً تَفاتَوا إِليه معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا يقال أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه والاسم الفَتْوى قال الطرماح أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ وهُمْ أَهلُ التَّفاتي
( * قوله « وهم أهل » في نسخة ومن أهل ) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء قال والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً وفي الحديث الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة وقوله عز وجل يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم الهروي والتَّفاتي التخاصم وأَنشد بيت الطرماح وهم أَهل التفاتي والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى ما أَفتى به الفقيه الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة والمُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة حكاه الهروي في الغريبين قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ومع هذا إِنه لازم قال وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر والفُتَيُّ قَدَحُ الشُّطَّارِ وقد أَفْتَى إِذا شرب به والعُمَرِيّ مِكيال اللبن قال والمد الهشامي وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخْرجته فقالت هذا مَكُّوك المُفتِي قالت أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه فأَخرجته فقالت هذا قفيز المُفْتِي قال الأَصمعي المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر والفِتْيانُ قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث والله أَعلم
( فثأ ) فَثَأَ الرجُلَ وفَثَأَ غَضَبَه يَفْثَؤُه فَثْأً كَسَرَ غَضَبَه وسَكَّنَه بقَول أَو غَيْره وكذلك فَثَأْتُ عني فلاناً فَثْأً إِذا كَسَرْتَه عنك وفَثِئَ هو انكسر غضَبُه وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثُؤُها فَثْأً وفُثُوءاً المصدران عن اللحياني سَكَّن غَلَيانَها كَثَفأَها وفثأَ الشيءَ يُفْثَؤُه فَثْأً سَكَّنَ بَرْدَه بالتَّسْخِين وفَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذا سَخَّنْتَه وكذلك كلُّ ما سَخَّنْتَه وفَثأَت الشمسُ الماءَ فُثُوءاً كَسَرَتْ بَرْدَه وفَثَأَ القِدْرَ سكَّن غَلَيانَها بماءٍ بارِدٍ أَو قَدْحٍ بالمِقْدحة قال الجَعْدِيُّ
تَفُورُ عَلَيْنا قِدْرُهم فَنُدِيمُها ... ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذا حَمْيُها غلا
وهذا البيت في التهذيب منسوب إِلى الكميت

الصفحة 3348