وفَثَأَ اللبنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذا أُغْليَ حتى يَرْتَفِعَ له زُبْدٌ ويَتَقَطَّعَ فهو فاثِئٌ ومن أَمثالهم في اليَسِير من البرِّ إِنّ الرَّثيئَة تَفْثَأُ الغَضَبَ وأَصله أَنَّ رجلاً كان غَضِبَ على قوم وكان مع غَضَبِه جائعاً فَسَقَوْه رَثِيئةً فَسكَن غَضَبُه وكَفَّ عنهم وفي حديث زيادٍ لَهُوَ أَحبُّ إِليّ منْ رَثِيئةٍ فُثِئَتْ بسُلالةٍ أَي خُلِطَتْ به وكُسِرَتْ حِدَّتُه والفَثْءُ الكَسْر يقال فَثَأْتُه أَفْثَؤُه فَثْأً وأَفْثَأَ الحَرُّ سكَنَ وفَتَرَ وفَثَأَ الشيءَ عنه يَفْثَؤُه فَثْأً كَفَّه وعَدا الرجلُ حتى أَفْثَأَ أَي حتى أَعْيا وانْبَهَرَ وفَتَرَ قالت الخَنساء
أَلا مَنْ لِعَيْنٍ لا تَجِفُّ دُموعُها ... إِذا قُلْتُ أَفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فَتَحْفِلُ
أَرادت أَفْثَأَتْ فخففت
( فثث ) الفَثُّ نبت يُخْتَبَزُ حَبُّه ويؤْكَلُ في الجَدْبِ وتكون خُبْزَتُه غليظةً شبيهةً بخُبزِ المَلَّة قال أَبو دَهْبَلٍ حِرْمِيَّةٌ لم يَخْتَبِزْ أَهلُها فَثّاً ولم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا وروى ابن الأَعرابي الفَثُّ حَبُّ يُشْبِهُ الجاوَرْسَ يُخْتَبَزُ ويُؤكل قال أَبو منصور وهو حَبٌّ بَرِّيٌّ يأْخذه الأَعرابُ في المَجاعات فيَدُقُّونه ويَخْتَبزونه وهو غِذاء رَديءٌ وربما تَبَلَّغُوا به أَياماً قال الطِّرِمَّاحُ لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعاعَ ولم تَجْنِ هَبيداً يَجْنِيه مُهْتَبِدُهْ قال الأَزهري قرأْت بخط شمر الفَثُّ حَبُّ شجرةٍ بَرِّيَّةٍ وأَنشد أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَثّ ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ وقيل الفَثُّ من نَجِيلِ السِّباخِ وهو من الحُموضِ يُخْتَبز واحدتُه فَثَّةٌ عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي هو بِزْرُ النَّباتِ وأَنشد عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ وإِضاعُها القَعُودَ الوَساعا وتَمْر فَثٌّ مُنْتَشِرٌ ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ كَبَثٍّ عن كراع اللحياني تَمْر فَثٌّ وفَذٌّ وبَذٌّ وهو المُتَفَرَّقُ الذي لا يَلْزَقُ بعضه ببعض وقال الأَعرابي تمر فَضٌّ مثله الأَصمعي فَثَّ جُلَّتَه فَثّاً إِذا نَثَرَ تمرَها وما رأَينا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً منها أَي أَكثر نَزَلاً ويقال وُجِدَ لبني فلان مَفَثَّةٌ إِذا عُدُّوا فوُجِدَ لهم كَثْرةٌ ويقال انْفَثَّ الرجلُ من هَمٍّ آَصابَه انْفِثاثاٍ أَي انكسَر وأَنشد وإِنْ يُذكَّرْ بالإِله يَنْخَنِثْ وتَنْهَشِمْ مَرْوَتُه فتَنْفَثِثْ أَي تَنكسِرُ وفَثَّ الماءَ الحارَّ بالبارد يَفُثُّه فَثّاً كَسره وسَكَّنه عن يعقوب
( فثج ) ناقةٌ فاثِجٌ سمينة حائل وقيل سمينة كَوْماء وإِن لم تكن حائلاً الأَصمعي الفاثِجُ والفاسِجُ الحامل من النُّوق وقيل هي الناقة التي لَقِحَت وحَسُنت وقيل هي التي لَقِحَت فسمنت وهي فتيَّة وقيل هي الفتية اللاَّقِح وقال هميان بن قحافة يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجا والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجَا ويروى الفَواسِجا وفَثَجَ الماءَ الحارَّ بالماء البارد فَثْجاً كَسَر به حَرَّه وماءٌ لا يُفْثَجُ ولا يُنْكَسُ أَي لا يُنزَح وقال أَبو عبيد ماء لا يُفْثَجُ أَي لا يُبْلَغ غَوْره وقولهم بئر لا تُفْثَجُ وفلان بحر لا يُفْثَجُ وأَفْثَجَ الرجل أَعْيا وانْبَهَر وحكاه ابن الأَعرابي أُفْثِج على صيغة فعل المفعول الكسائي غَدَا الرجلُ حتى أَفْثَجَ وأَفْثَى إِذا أَعْيا وانْبَهَرَ أَبو عمرو فَثَجَ إِذا نَقَصَ في كل شيء( فثد ) في ترجمة ثفد الثَّفافِيدُ بِطائِنُ كلِّ شيء من الثياب وغيرها وقد ثَفَّدَ دِرْعَه بالحرير إِذا بَطَّنَها قال أَبو العباس وغيره يقول فَثافِيدُ
( فثر ) الفَاثور عند العامة الطَّست أَو الخِوان يتخذ من رُخامٍ أَو فضة أَو ذهب قال الأَغلب العجلي إِذا انْجَلى فاثُور عَيْن الشَّمسِ وقال أَبو حاتم في الخِوان الذي يتخذ من الفضة ونَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَيْنِ يَزينُه تَوَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْراً مُنَظَّما ومثله لمعن بن أَوس ونحراً كفاثور اللجين وناهداً وبَطْناً كغِمْدِ السيف لم يَدْرِ ما الحَمْلا ويروى لم يعرف الحَمْلا وفي حديث أَشراط الساعة وتكون الأَرض كفَاثُور الفضة قال الفاثور الخِوان وقيل طست أَو جامٌ من فضة أَو ذهب ومنه قولهم لقُرْص الشمس فاثورها وفي حديث علي رضي الله عنه كان بين يديه يوم عيد فَاثُور عليه خبزُ السَّمْراءِ أَي خِوان وقد يشبَّه الصدر الواسع به فيسمى فاثوراً قال الشاعر لها جِيدُ ريمٍ فوق فاثُور فِضَّةٍ وفَوقَ مَناطِ الكَرْمِ وَجْهٌ مُصَوَّر وغمَّ بعضهم به جميع الأَخْونَة وخص التهذيب به أَهل الشام فقال وأَهل
الشام يتخذون خِواناً من رُخام يسمونه الفاثور فأَقام في مقام علي ...
وقول لبيد