كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

يا مالِ والحَقُّ إِن قَنِعْتَ به فالحقُّ فيه لأَمرِنا نَصَفُ خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ والحقُّ يا مالِ غيرُ ما تَصِفُ إِنَّ بُجَيْراً مولىً لِقَوْمِكُمُ والحَقُّ يُوفى به ويُعْتَرَفُ قال ابن بري وبيت الاستشهاد أَورده الجوهري خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ والبَغْيُ يا مالِ غيرُ ما تَصفُ قال وصواب إِنشاده والحق يا مال غير ما تصف قال وسبب هذا الشعر أَنه كان لمالك بن العَجْلان مَوْلى يقال له بُجَيْر جلس مع نَفَرٍ من الأَوْس من بني عمرو بن عوف فتفاخروا فذكر بُجَيْر مالك بن العجلان وفضله على قومه وكان سيد الحيَّيْنِ في زمانه فغضب جماعة من كلام بُجير وعدا عليه رجل من الأَوس يقال له سُمَيْر بن زيد ابن مالك أَحد بني عمرو بن عوف فقتله فبعث مالك إِلى عمرو بن عوف أَن ابعثوا إِليَّ بسُمَيْر حتى أَقتله بَمَوْلايَ وإِلا جَرَّ ذلك الحرب بيننا فبعثوا إِليه إِنا نعطيك الرضا فخذ منا عَقْله فقال لا آخذ إِلا دِيَةَ الصَّريحِ وكانت دية الصَّريح ضعف دية المَوْلى وهي عشر من الإِبل ودِيةُ المولى خمس فقالوا له إِن هذا منك استذلال لنا وبَغْيٌ علينا فأَبى مالك إِلا أَخْذَ دِيَةِ الصريح فوقعت بينهم الحرب إِلى أَن اتفقوا على الرضا بما يحكم به عمرو بن امرئ القيس فحكم بأَن يُعْطى دية المولى فأَبى مالك ونَشِبَت الحرب بينهم مدة على ذلك ابن الأَعرابي أَفْجَر الرجلُ إِذا جاء بالفَجَرِ وهو المال الكثير وأَفْجَرَ إِذا كذب وأَفْجَرَ إِذا عصى وأَفْجَرَ إِذا كفر والفَجَرُ كثرة المال قال أَبو مِحْجن الثقفي فقد أَجُودُ وما مَالي بذي فَجَرٍ وأَكْتُم السرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ ويروى بذي قَنَعٍ وهو الكثرة وسيأْتي ذكره والفَجَر المال عن كراع والفَاجرُ الكثير المالِ وهو على النسب وفَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فَجْراً وفُجوراً انْبَعَثَ في المعاصي وفي الحديث إِن التُّجَّار يُبْعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله الفُجَّار جمع فاجِرٍ وهو المْنْبَعِث في المعاصي والمحارم وفي حديث ابن عباس رضي عنهما في العُمْرة كانوا يَرَوْنَ العمرة في أَشهر الحج من أَفْجَرِ الفُجورِ أَي من أَعظم الذنوب وقول أَبي ذؤيب ولا تَخْنُوا عَلَيَّ ولا تَشِطُّوا بقَوْل الفَجْرِ إِنَّ الفَجْر حُوبُ يروى الفَجْر والفَخْر فمن قال الفَجْر فمعناه الكذب ومن قال الفَخر فمعناه التَّزَيُّد في الكلام وفَجَرَ فُجُوراً أَي فسق وفَجَر إِذا كذب وأَصله الميل والفاجرُ المائل وقال الشاعر قَتَلْتُم فتًى لا يَفْجُر اللهَ عامداً ولا يَحْتَويه جارُه حين يُمْحِلُ أَي لا يَفْجُر أَمرَ الله أَي لا يميل عنه ولا يتركه الهوزاني الافْتِجارُ في الكلام اخْتِراقُه من غير أَن تَسْمعه من أَحد فَتَتَعَلَّمَهُ وأَنشد نازِعِ القومَ إِذا نازَعْتَهُمْ بأَرِيبٍ أَو بِحَلاَّفٍ أَيَلْ يَفْجُرُ القولَ ولم يَسْمَعْ به وهو إِنْ قيلَ اتَّقِ اللهَ احْتَفَلْ وفَجَرَ الرجلُ بالمرأَة يَفْجُر فُجوراً زنا وفَجَرَت المرأَة زنت ورجل فاجِرٌ من قوم فُجَّارٍ وفَجَرَةٍ وفَجورٌ من قوم فُجُرٍ وكذلك الأُنثى بغير هاء وقوله عز وجل بل يريد الإِنسان ليَفْجُرَ أَمامَهُ أَي يقول سوف أَتوب ويقال يُكْثرُ الذنوبَ ويؤخّر التوبة وقيل معناه أَنه يسوِّف بالتوبة ويقدم الأَعمال السيئة قال ويجوز والله أَعلم ليَكْفُر بما قدّامه من البعث وقال المؤرج فَجَرَ إِذا ركب رأْسه فمضى غير مُكْتَرِثٍ قال وقوله ليَفْجُرَ ليمضي أَمامه راكباً رأْسه قال وفَجَرَ أَخطأَ في الجواب وفَجَرَ من مرضه إِذا برأَ وفَجَرَ إِذا كلَّ بصرُه ابن شميل الفُجورُ الركوب إِلى ما لا يَحِلُّ وحلف فلان على فَجْرَةَ واشتمل على فَجْرَةَ إِذا ركب أَمراً قبيحاً من يمين كاذبة أَو زِناً أَو كذب قال الأَزهري فالفَجْرُ أَصله الشق ومنه أُخِذَ فَجْرُ السِّكْرِ وهو بَثْقُه ويسمى الفَجْرُ فَجْراً لانْفِجارِه وهو انصداع الظلمة عن نور الصبح والفُجورُ أَصله الميل عن الحق قال لبيد يخاطب عمه أَبا مالك فقلتُ ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِكَ واعْلَمَنْ بأَنك إِنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عاثِرُ فأَصْبَحْتَ أَنَّى تأْتِها تَبْتَئِسْ بها كِلا مَرْكَبَيها تحتَ رِجْلِكَ شاجِرُ فإِن تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدِّماً غليظاً وإِن أَخَّرْتَ فالكِفْلُ فاجِرُ يقول مَقْعد الرديف مائل والشاجر المختلف وأَحْناءَ طَيرِك أَي جوانب طَيْشِكَ والكاذب فاجرٌ والمكذب فاجرٌ والكافر فاجرٌ لميلهم عن الصدق والقصد وقول الأَعرابي لعمر فاغفر له اللهمَّ إِن كان فَجَرْ أَي مال عن الحق وقيل في قوله ليَفْجُرَ أَمامه أَي ليُكَذِّبَ بما أَمامه من البعث والحساب والجزاء وقول الناس في الدعاء ونَخْلَع ونترك مَنْ يَفْجُرُك فسره ثعلب فقال مَنْ يَفْجُرُك من يعصيك ومن يخالفك وقيل من يضع الشيء في غير موضعه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً استأْذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه فقال له إِن أَطلقتني وإِلا فَجَرْتُكَ قوله وإِلا فَجَرْتُكَ أَي

الصفحة 3352