والفَحْمة الشراب في جميع هذه الأوقات المذكورة الأزهري ولا يقال للشراب فحمة كما يقال لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل وأَفْحِمُوا عنكم من الليل وفَحِّمُوا أي لا تسيروا حتى تذهب فَحمته والتفحيم مثله وانطلقنا فَحْمةَ السَّحَر أي حينه وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضُموا فَواشِيَكم حتى تذهب فحمة الشتاء والفَواشي ما انتشر من المال والإبل والغنم وغيرها وفَحْمة العِشاء شدة سواد الليل وظلمتِه وإنما يكون ذلك في أوّله حتى إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته قال ابن بري حكى حمزة بن الحسن الأصبهاني أن أبا المفضل قال أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا بباب بكر بن حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له قَحْمة العِشاء فقلنا لعله فحمة العشاء فقال هي قحمة بالقاف لا يختلف فيها فدخلنا على بكر بن حبيب فحكيناها له فقال هي فحمة العشاء بالفاء لا غير أي فَورته وفي الحديث اكْفِتوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء هي إقباله وأول سواده قال ويقال للظُّلمة التي بين صلاتي العشاء الفحمة والتي بين العتمة والغداة العَسْعَسَةُ ويقال فَحِّموا عن العشاء يقول لا تَسِيروا في أوله حين تَفُور الظُّلمة ولكن امْهَلوا حتى تَسْكن وتَعتدل الظلمة ثم سيروا وقال لَبيد واضْبِطِ الليلَ إذا طالَ السُّرى وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ وجاءنا فَحْمةَ ابن جُمَيْرٍ إذا جاء نصف الليل أَنشد ابن الكلبي عِنْدَ دَيْجورِ فَحْمةِ ابن جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا والليلُ داجٍ بَهِيمُ والفاحِمُ من كل شيء الأَسود بَيِّن الفُحومة ويُبالَغ فيه فيقال أَسود فاحم وشَعر فَحِيم أَسود وقد فَحُم فُحوماً وشعر فاحِم وقد فَحُم فُحُومة وهو الأَسود الحسن وأَنشد مُبَتَّلة هَيْفاء رُؤْد شَبابُها لَها مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْودُ فاحِمُ وفَحَّم وجهه تفحيماً سوَّده والمُفْحَم العَييُّ والمفْحَم الذي لا يقول الشعر وأفْحَمه الهمُّ أو غيره منعه من قول الشعر وهاجاه فأَفْحَمه صادفه مُفْحَماً وكلَّمه فَفَحَم لم يُطق جواباً وكلمته حتى أَفْحَمْته إذا أَسكتَّه في خصومة أو غيرها وأَفْحَمْته أي وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر يقال هاجَيْناكم فما أَفْحَمْناكم قال ابن بري يقال هاجيته فأَفْحَمْته بمعنى أََسكتُّه قال ويجيء أَفحمته بمعنى صادفته مُفحَماً تقول هَجَوته فأَفحمته أي صادفته مفحماً قال ولا يجوز في هذا هاجيته لأن المهاجاة تكون من اثنين وإذا صادفه مُفْحَماً لم يكن منه هجاء فإذا قلت فما أَفحمناكم بمعنى ما أَسكتناكم جاز كقول عمرو بن معد يكرب وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما أَسكتناكم عن الجواب وفي حديث عائشة مع زينب بنت جحش فلم أَلبث أن أَفْحَمْتها أي أَسكتُّها وشاعر مُفْحَم لا يجيب مُهاجِيه وقول الأخطل وانزِعْ إلَيْكَ فإنَّني لا جاهلٌ بَكِمٌ ولا أنا إنْ نَطَقْتُ فَحُوم قال ابن سيده قيل في تفسيره فَحُوم مُفْحَم قال ولا أدري ما هذا إلاّ أن يكون توهّم حذف الزيادة فجعله كرَكُوب وحَلُوب أو يكون أراد به فاعلاً من فَحَم إذا لم يُطق جواباً قال ويقال للذي لا يتكلم أصلاً فاحِم وفَحَم الصبيُّ بالفتح يَفْحَم وفَحِمَ فَحْماً وفُحاماً وفُحوماً وفُحِمَ وأُفْحِمَ كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفَسُه وصوته الليث كلمني فلان فأَفْحَمته إذا لم يُطق جوابك قال أبو منصور كأَنه شبه بالذي يبكي حتى ينقطع نفَسه وفَحَم الكبشُ وفَحِمَ فهو فاحِم وفَحِمٌ صاح وثَغا الكبْشُ حتى فَحِمَ أي صار في صوته بحُوحة
( فحن ) الأَزهري أَمَّا فَحَنَ فأَهمله الليث قال وفَيْحانُ اسم موضع قال وأَظنه فَيْعالٌ من فَحَنَ والأَكثر أَنه فَعْلان من الأَفْيَح وهو الواسِعُ وسمَّت العرب المرأَة فَيْحُونة ( فحا ) الفَحا والفِحا مقصور أَبْزارُ القِدْر بكسر الفاء وفتحها والفتح أَكثر وفي المحكم البزر قال وخص بعضهم به اليابس منه وجمعه أَفحاء وفي الحديث مَن أَكل فَحا أَرْضِنا لم يَضُرّه ماؤها يعني البصل الفَحا تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل والكمُّون ونحوهما وقيل هو البصل وفي حديث معاوية قال لقوم قَدِموا عليه كلوا من فِحا أَرْضِنا فقَلَّ ما أَكل قوم من فِحا أَرض فضَرَّهم ماؤها وأَنشد ابن بري كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ
( * قوله « كل مداد » كذا بالأصل هنا وتقدم في م د د كيل مداد وكذا هو في شرح القاموس هنا )
المِدادُ جمع مُدّ الذي يكال به ويَبْرُدْنَ يَخْلِطْنَ ويقال فَحِّ قِدْرَك تَفْحِية وقد فحَّيْتُها تَفْحِيةً والفَحْوةُ الشَّهْدةُ عن كراع وفَحْوَى القَوْل مَعناه ولَحْنُه والفَحْوَى معنى ما يُعرف من مَذهب الكلام وجمعه الأَفْحاء وعرَفت ذلك في فَحْوى كَلامِه وفَحْوائِه وفَحَوائه وفُحَوائِه أَي مِعراضِه ومَذْهَبِه وكأَنه من فَحّيت