كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

قال إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه فيكون المراد بالفداء التعظيم والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له ويروى فداءٌ بالرفع على الابتداء والنصب على المصدر وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه قال يبقي زاده ويأْكل من مال غيره قال ومثله جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه وقوله تعالى فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية مِن صيام أَو صدَقة أَو نُسك إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى من رأْسه فحلَق فعليه فدية فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول للدلالة عليه وأَفْداه الأَسيرَ قَبِلَ منه فِدْيَته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله الحَكَم بن كَيْسان لا نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن غَزْوان والفَداء ممدود بالفتح الأَنبار وهو جماعة الطعام من الشعير والتمر والبُر ونحوه والفَداء الكُدْس من البُر وقيل هو مَسْطَحُ التمر بلغة عبد القيس وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة كأَنَّ فَداءها إِذ جَرَّدُوه وطافُوا حَوْلَه سُلَكٌ يَتِيمُ
( * قوله « فداءها » هو بالفتح وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ )
شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو يتيم يريد أَنه قليل حقير ويروى سُلَفٌ يتيم والسُّلَفُ ولد الحَجل وقال ابن خالويه في جمعه الأَفْداء وقال في تفسيره التمر المجموع قال شمر الفَداء والجُوخانُ واحد وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه قال وقال بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز وأَنشد مَنَحْتَني مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ ابن الأَعرابي أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه وفَداء كل شيء حَجْمه وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و الأَزهري قال أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف وقِدْيَتُك بالقاف هو الصواب
( فذح ) تَفَذَّحت الناقة وانْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول وليست بثَبَتٍ قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف لغير ابن دريد والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت بالجيم والحاء( فذذ ) الفَذُّ الفَرْد والجمع أَفذاذ وفُذوذ وأَفَذَّت الشاة إِفْذاذاً وهي مُفِذُّ ولدت ولداً واحداً وإِن ولدت اثنين فهي مُتْئِمٌ وإِن كان من عادتها أَن تلد واحداً في مِفْذَاد ولا يقال للناقة مُفِذٌّ لأَنها لا تنتج إِلا واحداً ويقال ذهبا فَذَّين وفي الحديث هذه الآية الفَاذَّة أَي المنفردة في معناها والفذُّ الواحد وقد فذ الرجل عن أَصحابه إِذا شذَّ عنهم وبقي فرداً والفَذُّ الأَوّل من قداح الميسر قال اللحياني وفيه فرض واحد وله غُنْمُ نصيب واحد إِن فاز وعليه غُرْمُ نصيب واحد إِن خاب ولم يفز والثاني التَّوْأَمُ وسهام الميسر عشرة أَولها الفذ ثم التوأَم ثم الرقيب ثم الحِلْسُ ثم النّافس ثم المُسْبِل ثم المعَلَّى وثلاثة لا أَنصباء لها وهي الفسيح والمَنيح والوَغْدُ وتمر فَذٌّ متفرق لا يلزق بعضه ببعض عن ابن الأَعرابي وهو مذكور في الضاد لأَنهما لغتان وكلمة فَذَّةٌ وفاذة شاذة أَبو مالك ما أَصبت منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً الأَفَذُّ القِدْحُ الذي ليس عليه ريش والمَرِيشُ الذي قد رِيشَ قال ولا يجوز غير هذا البتة قال أَبو منصور وقد قال غيره ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً بالقاف الأَزهري ذَفْذَفَ إِذا تبختر وفدذْفَدَ إِذا تقاصر ليَخْتِلَ وهو يَثِبُ وفي موضع آخر إِذا تقاصر ليثب خاتلاً ( فرأ ) الفَرَأُ مهموز مقصور حمارُ الوَحْشِ وقيل الفَتيُّ منها وفي المثل كلُّ صَيْدٍ في جَوْفِ الفَرَإِ ( 1 )
( 1 قوله « في المثل إلخ » ضبط الفرأ في المحكم بالهمز على الأصل وكذا في الحديث ) وفي الحديث أَن أَبا سفيان استأْذَنَ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فحَجَبَه ثم أَذِن له فقال له ما كِدْتَ تأْذَنُ لي حتى تأْذَنَ لحِجارة الجُلْهُمَتَينِ

الصفحة 3367