فقال يا أَبا سفيانَ أَنت كما قال القائلُ كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَإِ مقصور ويقال في جوف الفَرَاءِ ممدود وأَراد النبي صلى اللّه عليه وسلم بما قاله لأَبي سفيانَ تأَلُّفَه على الاسلام فقال أَنتَ في الناسِ كحِمارِ الوَحْش في الصيد يعني أَنها كلها مثلهُ وقال أَبو العباس معناه أَنه إِذا حَجَبَكَ قَنِعَ كل محجوب ورَضِي لأَن كلَّ صَيْدٍ أَقلُّ من الحِمار الوَحْشِيِّ فكلُّ صَيْدٍ لِصغَرِه يدخل في جَوْفِ الحمار وذلك أَنه حَجَبَه وأَذِنَ لغيره فيُضْرَبُ هذا المثل للرجل يكون له حاجاتٌ منها واحدةٌ كبيرة فإِذا قُضِيَتْ تلك الكَبيرةُ لم يُبالِ أَن لا تُقْضَى باقي حاجاتِه وجمعُ الفَرَإِ أَفْراء وفِراء مثل جَبَلٍ وجبالٍ قال مالك ابن زُغْبَة الباهليُّ
بضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولهُ ... وطَعْنٍ كإِيزاغِ المخَاض تَبُورُها
الإِيزاغُ إِخراجُ البولِ دُفعةً دُفعةً وتَبُورُها أَي تَخْتَبِرُها ومعنى البيت أَن ضرْبَه يُصَيِّرِ فيه لَحْماً مُعَلَّقاً كآذان الحُمُر ومن ترك الهمز قال فرا ( 2 )
( 2 قوله « ومن ترك الهمز إلخ » انظر بم تتعلق هذه الجملة )
وحضر الأصمعي وأَبو عمرو الشيبانيُّ عند أَبي السَّمْراء فأَنشده الأَصمعي
بضربٍ كآذان الفِراء فُضوله ... وطعنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ
ثم ضرب بيده إِلى فَرْوٍ كان بقُربه يوهم أَنَّ الشاعر أَراد فَرْواً فقال أَبو عمرو أَراد الفَرْوَ فقال الأَصمعي هكذا روايَتُكُم فأَما قولهم أَنْكَحْنا الفَرا فَسَنَرى فإِنما هو على التخفيف البَدَليّ موافَقة لسَنَرى لأَنه مثلٌ والأَمثالُ موضوعة على الوقف فلما سُكِّنَت الهمزة أُبدلت أَلفاً لانفتاح ما قبلها ومعناه قد طلبنا عاليَ الأُمور فسَنَرَى أَعمالَنا بعدُ قال ذلك ثعلب وقال الأَصمعي يضرب مثلاً للرجل إِذا غُرِّرَ بأَمر فلم يَرَ ما يُحِبُّ أَي صَنَعْنا الحَزْم فآل بنا إِلى عاقبةِ سُوء وقيل معناه أَنَّا قد نَظَرْنا في الأَمر فسننظر عما ينكشف
( فرب ) التَّفْريبُ والتَّفْريمُ بالباء والميم تَضْييقُ المرأَة فَلْهَمَها بعَجَم الزبيب وفي الحديث ذكر فِرْياب بكسر الفاء وسكون الراء مدينة ببلاد التُّرْك وقيل أَصلها فِيرِيابٌ بزيادة ياء بعد الفاء ويُنسَبُ إِلَيْها بالحذف والاثبات
( فربج ) افْرَنْبَجَ جِلْدُ الحَمَلِ شُوِي فَيَبِسَتْ أَعاليه وكذلك إِذا أَصابه ذلك من غير شَيٍّ وهو مصدر شَوَيْتُ قال الشاعر يصف عَناقاً شَواها وأَكل منها فآكُلُ مِنْ مُفْرَنْبِجٍ بين جلدها( فرت ) الفُراتُ أَشَدُّ الماء عُذوبةً وفي التنزيل العزيز هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وقد فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتةً إِذا عَذُبَ فهو فُراتٌ وقال ابن الأَعرابي فَرِتَ الرجلُ بكسر الراء إِذا ضَعُفَ عقلُه بعد مُسْكَةٍ والفُراتانِ الفُراتُ ودُجَيْلٌ وقول أَبي ذؤَيب فَجاءَ بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ يَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها ويَمُوجُ ليس هنالك فُراتٌ لأَن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب وإِنما يكون في البحر وقوله ما شئت في موضع الحال أَي جاء بها كاملة الحُسْن أَو بالغةَ الحُسْن وقد تكون في موضع جَرّ على البدل من الهاء أَي فجاء بما شِئْتَ من لَطَمِيَّة ومياهٌ فِرْتانٌ وفُراتٌ كالواحدِ والاسم الفُروتَةُ والفُراتُ اسم نهر الكوفة معروف وفَرْتَنى المرأَةُ الفاجرةُ ذهب ابن جني فيه إِلى أَن نونه زائدة وحكى فَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً فَجر وأَما سيبويه فجعله رباعياً والفِرْتُ لغةٌ في الفِتْر عن ابن جني كأَنه مقلوب عنه
( فرتج ) الفِرْتاجُ سِمَةٌ من سِماتِ الإِبل حكاه أَبو عبيد ولم يحلّ هذه السمةَ وفِرْتاجٌ موضع وقيل موضع في بلاد طيِّئٍ أَنشد سيبويه أَلم تَسَلي فَتُخْبِرَكِ الرُّسومُ على فِرْتاجَ والطَّلَلُ القَديمُ ؟ وأَنشد ابن الأَعرابي قلتُ لِحَجْنٍ وأَبي العَجَّاجِ أَلا الحَقا بِطَرَفَيْ فِرْتاجِ ( فرتك ) فَرْتَك عَمَله أَفسده يكون ذلك في النسج وغيره وفي النوادر بَرْتَكْتُ الشيءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً وكَرْنَفْتُه إذا قطَعْته مثل الذرّ ( فرتن ) أَبو سعيد الفَرْتَنَةُ عند العرب
( * قوله « الفرتنة عند العرب إلخ » وهي أيضاً بهذا الضبط التقارب في المشي كما في القاموس والتكملة )
تَشْقِيقُ الكلام والاهْتِماشُ فيه يقال فلان يُفَرْتِنُ فَرْتَنةً وفَرْتَنَى الأَمَةُ والزانيةُ وقد تقدم أَنه ثلاثي على رأْي ابن حبيب وأَن نونه زائدة وذكره ابن بري الفَرْتَنى معرَّفاً بالأَلف واللام قال وكذلك الهَلُوكُ والمُومِسَة وفَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً فَجَر قال وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً ابن الأَعرابي يقال للأَمة الفَرْتَنَى وابن الفَرْتَنَى وهو