السِّدْر وفي الحديث لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم يعني الزائدة على الفريضة أَي لا تضم إِلى غيرها فتعد معها وتُحْسَب وفي حديث أَبي بكر فمنكم المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة إِنما قيل له ذلك لأَنه كان إِذا ركب لم يَعْتَمّ معه غيرُه إِجلالاً له وفي الحديث جاءه رجل يشكو رجلاً من الأَنصار شَجَّه فقال يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ
( * قوله « وأهبه » كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن ه د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه ) أَراد النعل التي هي طاق واحد ولم تُخْصَفْ طاقاً على طاق ولم تُطارَقْ وهم يمدحون برقَّة النعال وإِنما يلبسها ملوكهم وساداتهم أَراد يا خير الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال لهم دون العجم وشجرة فارِدٌ وفَارِدَةٌ متَنَحِّية قال المسيب بن علس في ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ وظبية فاردٌ منفردة انقطعت عن القطيع قوله لا بَغُلَّ فارِدَتكم فسره ثعلب فقال معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنين فأَصاب غنيمة فليردَّها على الجماعة ولا يَغُلَّها أَي لا يأْخذها وحده وناقة فارِدَةٌ ومِفْرادٌ تَنْفَرِدُ في المراعي والذكر فاردٌ لا غير وأَفرادُ النجوم الدَّرارِيُّ التي تطلع في آفاق السماء سميت بذلك لَتَنَحِّيها وانفرادها من سائر النجوم والفَرُودُ من الإِبل المتنحية في المرعى والمشرب وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ قال ابن سيده وأُرَى اللحياني حكى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فلاناً انَفَردَ به أَبو زيد فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ به ويقال اسْتَفْرَدْتُ الشيء إِذا أَخذته فَرْداً لا ثاني له ولا مِثْلَ قال الطرماح يذكر قِدْحاً من قِداحِ الميسر إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً حال بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه والفارِدُ والفَرَدُ الثور وقال ابن السكيت في قوله طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ قال الفَرَدُ والفُرُدُ بالفتح والضم أَي هو منقطع القَرِينِ لا مثل له في جَوْدَتِه قال ولم أَسمع بالفَرَدِ إِلا في هذا البيت واسْتَفْرَدَ الشيءَ أَخرجه من بين أَصحابه وأَفرده جعله فَرْداً وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي واحداً بعد واحد أَبو زيد عن الكلابيين جئتمونا فرادى وهم فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا قال وأَما قوله تعالى ولقد جئتمونا فُرادَى فإِن الفراء قال فرادى جمع قال والعرب تقول قومٌ فرادى وفُرادَ يا هذا فلا يجرونها شبهت بِثُلاثَ ورُباعَ قال وفُرادَى واحدها فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ ولا يجوز فرْد في هذا المعنى قال وأَنشدني بعضهم تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه فُرادَ ومَثْنى أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ وقال الليث الفَرْدُ ما كان وحده يقال فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه جعلته واحداً ويقال جاء القومُ فُراداً وفُرادَى منوناً وغير منون أَي واحداً واحداً وعددت الجوز أَو الدارهم أَفراداً أَي واحداً واحداً ويقال قد استطرد فلان لهم فكلما استفرد رجلاً كرّ عليه فَجدَّله والفَرْدُ الجانِب الواحد من اللَّحْي كأَنه يتوهم مُفْرداً والجمع أَفراد قال ابن سيده وهو الذي عناه سيبويه بقوله نحو فَرْدٍ وأَفْراداٍ ولم يعن الفرد الذي هو ضد الزوج لأَن ذلك لا يكاد يجمع وفَرْدٌ كَثِيبٌ منفرد عن الكثبانِ غَلب عليه ذلك وفيه الأَلف واللام
( * قوله وفيه الألف واللام يخالف قوله فيما بعد ولم نسمع فيه الفرد ) حتى جعل ذلك اسماً له كزيد ولم نسمع فيه الفرد قال لَعَمْري لأَعْرابيَّة في عَباءَةٍ تَحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً وفَرْدَةُ أَيضاً رملة معروفة قال الراعي إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى وفَرْدَةُ ماء من مياه جَرْم والفَريدُ والفَرائِدُ المَحالُ التي انفردت فوقعت بين آخر المَحالاتِ السِّتِّ التي تلي دَأْيَ العُنُق وبين الست التي بيت العَجْبِ وبين هذه سميت به لانفرادها واحدتها فَريدَة وقيل الفَريدة المَحالةُ التي تَخْرُجُ من الصَّهْوَة التي تَلي المَعاقِمَ وقد تَنْتَأُ من بعض الخيل وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بين فِقارِ الظهر وبين مَحال الظهر
( * قوله « وبين محال الظهر » كذا في الأصل المعتمد وهي عين قوله بين فقار الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حين نقل عبارته )
ومعَاقِمِ العَجُزِ المَعاقِمُ مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ العجز والفَريدُ والفَرائدُ الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب واحدته فَريدَةٌ ويقال له الجاوَرْسَقُ بلسان العجم وبَيَّاعُه الفَرَّادُ والفَريدُ الدُّرُّ إِذا نُظمَ وفُصِلَ بغيره وقيل الفَريدُ بغير هاء الجوهرة النفيسة كأَنها مفردة في نوعِها والفَرَّادُ صانِعُها وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ مَفَصَّلٌ بالفريد وقال إِبراهيم الحربي الفَريدُ جمع الفَريدَة وهي الشَّذْرُ من فضة كاللؤْلؤَة وفَرائِدُ الدرِّ كِبارُها ابن الأَعرابي وفَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأَمر والنهي وقد جاء في الخبر طوبى للمفرِّدين وقال القتيبي في هذا الحديث المُفَرِّدون الذين قد هلَك لِداتُهُم من الناس وذهَب القَرْنُ